دعت الجبهة الشعبية في بيان لها كل أهالي سيدي بوزيد الى مقاطعة الاحتفالات التي وصفتها ب«المهزلة» والتواجد بكثافة صبيحة امس بساحة الشهيد للتظاهر والاحتجاج السلميين للتعبير عن رفضها لسياسة الحكومة التي «لم تقطع مع نظام الاستبداد والفساد والعمالة» حسب تعبيرها. وفي هذا الاطار انتقد امس «شكري بلعيد» الامين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد والقيادي في «الجبهة الشعبية» في تصريح ل «التونسية» الاعتداء الذي تعرض له احد قياديي الجبهة بالولاية المذكورة بسلاح ابيض, كما شجب الهجوم الذي تعرضت له الخيمة التي نصبها أنصار «الجبهة» لتوعية المواطنين بعدم المشاركة في الاحتفالات التي «اتخذت طابعا نوفمبريا» حسب تعبيره. ووجه بلعيد اصابع الاتهام الى من اسماهم ب «ميليشيات مأجورة تضم اصحاب سوابق عدلية وخريجي سجون» حسب تعبيره , مضيفا ان هذه المجموعات اقتحمت الخيمة المخصصة للجبهة ومزقت لافتاتها لوأد برنامجها الرافض للاحتفالات إضافة الى الاعتداء على مدير مدرسة ابتدائية ينتمي الى «الجبهة الشعبية» حسب كلامه . احتفالات «على طريقة بن علي» ورأى بلعيد انه من السابق لاوانه الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة التونسية «نظرا إلى عدم تحقق اهدافها على ارض الواقع», مبرزا ان المجموعات التي قامت بمهاجمة «الجبهة» وقيادييها في ولاية سيدي بوزيد تقف وراءها اطراف تريد القيام باحتفالات «على طريقة بن علي والتجمع وتسعى الى تكميم افواه اهالي الولاية ومنعهم من التذكير بمطالبهم الاساسية التي قامت من اجلها الثورة». احتفال يتيم وسخر الامين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد من الاحتفال الذي شارك فيه «منصف المرزوقي» رئيس الجمهورية واصفا اياه باليتيم ولا يليق الا بلصوص ثورة الشعب والراكبين على دم الشهداء على حد قوله. وألمح بلعيد الى ان فشل الاحتفالات الرسمية هو بمثابة انتصار للجبهة الشعبية التي حظي نداؤها بتاييد شعبي واسع قائلا: «الاعتداء اول امس على «الجبهة الشعبية» قوبل برد شعبي امس حيث كان الاحتفال الرسمي معزولا ومنبوذا بطريقة لم تشهدها البلاد من قبل في حين كان تلبية نداء الجبهة واسعا». لم ننجز ثورتنا حتى نحتفل ودعا القيادي في «الجبهة الشعبية» الى تعبئة جماهير الشعب التونسي «لتحقيق اهداف الثورة التي لم تنجز وللوقوف امام محاولات الالتفاف عليها من طرف الحكومة القائمة» على حد تعبيره, كما نادى بضرورة الكف عن الاحتفالات التي وصفها بالفولكلورية على طريقة التجمع معتبرا ان المرحلة تستوجب النضال والتعبئة, قائلا:» لم ننجز ثورتنا حتى نحتفل...» وبخصوص دعوة المكتب الجهوي لحركة «النهضة» في ولاية سيدي بوزيد التي اكد فيها على ضرورة الاعتماد الرسمي ليوم 17 ديسمبر كبداية لتاريخ ثورة التونسيين ضد الاستبداد, قال بلعيد ان هذه الدعوة أتت متأخرة مضيفا ان «الجبهة الشعبية» كانت سبّاقة في هذا وادرجت هذا التاريخ ضمن تسمية الجبهة بسيدي بوزيد «الجبهة الشعبية لثورة 17 ديسمبر», موضحا ان تاريخ 14 جانفي كان إحدى نتائج الشرارة الاولى لانطلاق الثورة.