انتقد أمس «محمد عبو» الأمين العام لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» لدى إشرافه على الندوة السياسية التي انتظمت بقاعة أفراح بلدية حي التضامن ببادرة من رابطة حماية الثورة فرع حي التضامن تحت عنوان «المسار الثوري والانتقال الديمقراطي»، معارضي حكومة «الترويكا» والدعاة إلى حل رابطات حماية الثورة، مشددا على ضرورة الإبقاء على هذه الرابطات التي اعتبرها إحدى أهم الضمانات للقطع مع عودة الاستبداد. و توجه «عبو» إلى الدعاة بحل رابطات حماية الثورة بالسؤال التالي: «عند عودة الاستبداد هل لكم الشجاعة الكافية لمناهضته؟»، مشددا على ضرورة الإبقاء على هذه الرابطات، متابعا بالقول: «من ضماناتنا جزء من الشعب أكثر تحفزا لحماية البلاد من إمكانية عودة الاستبداد، كما أن هذه الرابطات مشكّلة حسب القانون ولا يسعنا إلا أن ندافع عنها وعن كل من يدافع عن الثورة في حدود القانون». و نفى «عبو» ما يدّعيه البعض بانتماء رابطات حماية الثورة إلى حركة «النهضة»، مضيفا: «صحيح ان جزء من عناصر الرابطات قريب من حركة «النهضة» ولكن ليسوا كلهم، ولن نعادي جزء من التوانسة لاعتبارات إيديولوجية أو انتخابية»، معتبرا أن الثورة التونسية مهددة بجملة من المخاطر «وهو ما يفرض ايجاد بعض الضمانات منها رابطات حماية الثورة». الكرة في مرمى المعارضة! و توجه «عبو» بالنقد إلى بعض الشخصيات والاحزاب المعارضة، مطالبا اياهم بتوضيح مواقفهم «فبالامس كانوا يقولون فلنترك الحكومة تعمل واليوم ينادون بالعكس» حسب قوله ، مضيفا: «قوة المعارض في معرفة سلبيات منافسه وليس بالحفر له». وأوضح «عبو» ان تونس تعاني من حملة تشويه «يروج لها عدد من ابناء الوطن من الذين اخذوا يتحركون سياسيا لضرب الحكومة الحالية من خلال اعطاء صورة سلبية عن تونس وقد نجحوا في ذلك بقدر ما» على حد تعبيره. تحصين الثورة و بخصوص قانون تحصين الثورة الذي عرضه حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» على المجلس الوطني التأسيسي والذي اثار بعض ردود الافعال المتباينة، قال «عبو»: «رغم بعض الاعتراضات التي جوبه بها هذا القانون كونوا متأكدين انه سيمرّ... انه مجرد اجراء بسيط من جملة اجراءات يجب اتخاذها لتحصين الثورة». و قال «عبو»: «يمكن للتجمعيين ان يدخلوا في المجتمع ولكن بأن يعود جزء منهم الى المشهد السياسي فهذا لا سبيل اليه، مردفا: «ثمة من ينادي باقصاء التجمعيين لمدة 5 سنوات واخرون ينادون باقصائهم لمدة 10 سنوات وشخصيا اعتقد ان احسن مدة لمنعهم هي من 2014 الى 2019 وهي المدة التي ناشدوا بن علي ليحكمهم فيها» وهو الامر الذي تفاعل معه كل الحضور بالضحك والتصفيق. و من بين الآليات التي أشار اليها أمين عام حزب المؤتمر من أجل الجمهورية لتحصين الثورة، قال «عبو»: «يجب تحصين الثورة بالشفافية والوضوح ومنع اي حزب كان من الوصول الى السلطة من خلال شراء الذمم كأن يلج حيا شعبيا فقيرا ويوزع الاعانات بغية جني الأصوات».