يعتبر نشاط الصيد البحري من أهم مميزات جزيرة جربة نظرا لامتداد سواحلها ووفرة الثروة السمكية فيها إذ يشغل القطاع الآلاف من العمال ويمثل مورد رزق أساسي لمئات العائلات من داخل جربة وخارجها . ولكن رغم أهمية هذا قطاع في التنمية بالجزيرة ودوره الكبير اقتصاديا واجتماعيا على الساحة المحلية إلا أن «البحارة» في جربة يعانون من عدة نقائص ويشكون من التهميش وقلة الدعم . التقت الشروق» مؤخرا في ميناء الصيد البحري بحومة السوق بعشرات من البحارة الذين عبروا عن تذمرهم من الظروف المهنية الصعبة والمشاكل المتراكمة التي تواجه القطاع كالمنافسة الشرسة من قبل كبار البحارة على متن مراكب ضخمة ومجهزة ( البالانسيات) تتلف كل ما يعترض سبيلها من شباك وقوارير القرنيط وغيرها من تجهيزات الصيد تزاحم صغار البحارة في المناطق الخاصة بهم في حين يجبر القانون أصحاب البالانسيات من هذا النوع عدم الصيد إلا في المياه العميقة التي يزيد عمقها عن 50 مترا هذا الاحتكار سبب تراجعا كبيرا في المواسم الأخيرة في إنتاج الأسماك خاصة إنتاج القرنيط أحد اختصاصات الصيد البحري بجربة بحارة منطقتي سدويكش وبني معقل من معتمدية جربة ميدون ليسوا أحسن حالا من زملائهم بحومة السوق حيث تم انتزاع مخازنهم وهدمها منذ سنة 1997 بعنوان المصلحة العامة منذ ذلك الوقت وهم ينتظرون التعويضات أو إعادة البناء لكن دون جدوى بعد أن ضاع حقهم بين كثرة الوعود وطول الانتظار مما جعلهم اليوم يقطعون كيلومترات عديدة على دراجاتهم محملين بمعداتهم ولوازم الصيد بعد أن كانت تترك في مخازنهم قبل هدمها. البحار عروسي البنا واحد من الذين كان يملك مخزنا في منطقة القنطرة وله كل الإثباتات القانونية اللازمة ولكن بعد الإستيلاء على مخزنه فقد جزءا كبيرا من معداته بين السرقة والضياع . من جانبه تحدث السيد مراد محيا عن معاناته ومشقة المهنة في غياب مرفأ حيث يقطع البحار يوميا عشرات الأمتار في البحر حتى يصل إلى القارب وكم هي صعبة هذه المهمة خاصة في فصل الشتاء . بدوره تذمر السيد فوزي بن محمود من ممارسات بعض المنشآت السياحية المتمثلة في مدارس تعليم الرياضات البحرية التي تتواجد في مناطق الصيد عوضا عن المنطقة السياحية حيت تزعج البحارة وتعطل الصيد وتشكل خطورة قصوى على سلامتهم لعدم احترامها المناطق الخاصة بها كما تعتبر المياه قبالة تلك المدارس مناطق صيد محرمة على البحارة وحكرا على أصحابها وحرفائهم من السياح . بالإضافة إلى ظاهرة الصيد العشوائي التي تهدد الثروة البحرية من قبل دخلاء على المهنة لا يملكون أي وثيقة مهنية يزاحمون أهل القطاع في ظل انعدام المتابعة والرقابة من طرف السلط المعنية. عشرات من البحارة ينقطعون سنويا عن المهنة وما تبقى منهم يعانون مثل هذه المشاكل وغيرها مطالبين الهياكل المختصة بالتدخل السريع لحل مشاكلهم واسترداد حقوقهم حتى تتحسن ظروف عيشهم ويسترجع القطاع مكانته الهامة في الجزيرة .