بمناسبة إحياء الذكرى الثانية لاندلاع الثورة نظم مكتب حركة النهضة ببنزرت لقاءًا شعبيا أشرف عليه السيد عبد الكريم الهاروني وزير النقل الذي افتتح اللقاء بالترحم على شهداء الثورة قائلا أحسن وفاء للشهداء أن نحقق أهداف الثورة ونحصنها من جيوب الردة وأن نحقق أهداف التنمية وضمان الأمن والإزدهار في البلاد واضاف:"الحمد لله أنه في ظرف 10 عشرة أشهر نجحنا في تنظيم إنتخابات حرة ونزيهة وشفافة وذلك لأول مرة في تاريخ البلاد قال فيها الشعب كلمته بكل تحرر بعيدا عن جميع الضغوطات التي كانت تمارس عليه في السابق" وفي سياق حديثه عن الشهداء أشار الهاروني أن أخطر ما في البلاد هو المتاجرة بأرواح الشهداء حيث افاد: "لكننا قلنا له هيهات الشعب التونسي "لن يلدغ من الجحر مرتين".. ووصف الدولة التي تهين شهداءها بأنها دولة لا تحترم وقال في هذا الإطار بأن الحكومة الحالية لن تقبل دروسا من المتورطين في الفساد مؤكدا على وجود أشخاص فاسدين يريدون التسلل للمناصب حتى من بوابة النهضة وأضاف: " الحكومة عازمة على مواصلة تحقيق أهداف الثورة بالتعاون مع كافة أفراد الشعب التونسي المخلصين للوطن والدين"
وطالب وزير النقل بمزيد العمل والإنجاز وفاء لدماء الشهداء وقال لقد احتفلنا يوم 17 ديسمبر 2012 في الذكرى الأولى لإندلاع الثورة بإنطلاق إنجاز عظيم في مجال النقل البري الذي يتمثل في انطلاق قطارات جديدة إلى مناطق الشمال الغربي التي بقي أهلها أكثر من ثلاثة عقود ينتظرون مثل هذا الإنجاز مؤكدا على حق كل التونسيين للتمتع بنفس الحقوق فقد تم تركيز قطارات حديثة في اتجاه مدينة قلعة سنان الحدودية وأخرى تربط بين مدينتي ماطر وبنزرت وغيرها من المحطات التي كانت تعاني التهميش والإقصاء كما تعهد بمزيد العمل على تحسين الخدمات في النقل فالإنجازات ومقاومة البطالة وإصلاح الإدارات هي خير احتفال بالشهداء . وتحدث الهاروني بخصوص بعض التحديات في مجال النقل ومن أهمها إحالة العديد من ملفات الفساد على القضاء ولكن بحذر قائلا «نحن حذرون لأننا ظُلمنا وغير مستعدين لإعادة نفس التجربة» وقد صرح بأنه تم إحالة حوالي 800 ملف فساد على أنظار القضاء و يجب مقاومة الفساد والمفسدين بالعدل والهدوء لأن ذلك يتطلب وقتا طويلا وصبرا جميلا ثم قدم أمثلة حية لبعض ملفات الفساد منها التفطن إلى رشوة بخمسة مليارات عادت لصهر الرئيس المخلوع "بلحسن الطرابلسي" في صفقة باخرة التيتانيت المقدرة ب 357 مليار وقال هذه الباخرة كانت ستكون جاهزة في جوان 2013 لكن كان هناك حرص مع المصنع الصيني الذي سلمنا الباخرة هذه السنة حيث قامت هذه الباخرة التي تعد الخامسة عالميا ب 71 سفرة كسبنا منها عشرات المليارات و ذكر بعض الصفقات المشبوهة منها صفقة اقتناء 1000 حافلة مغشوشة وغير مطابقة للمواصفات ولكراس الشروط وهي معرضة للعطب بسرعة وبمجرد نزول الأمطار أو سكب الماء على الزجاج الأمامي يغرق المحرك في المياه ويتوقف عن العمل وقد بين أن تكلفة الحافلة الواحدة 280 ألف دينار حيث تم إلغاء هذه الصفقة وتعرض الهاروني إلى قراءة عامة للمشهد السياسي في بلادنا انطلاقا من عدة محطات هامة مرت بالبلاد والتي أراد البعض من المعارضين من خلالها إسقاط الحكومة بداية من جانفي 2012 ثم في شهر مارس وغرة ماي من نفس السنة وصولا إلى تاريخ يوم 23 أكتوبر حين اقترح السبسي شرعية وقائية باقتراح قائمة تحتوي على 42 شخصية أغلبهم مناشدين ومطبعين فهؤلاء الجماعة كانوا يتدبرون أمرا وهو إسقاط الحكومة الشرعية لكنهم عادوا بعد ذلك يتحدثون عن الوفاق الوطني وقال : هزمناهم في الانتخابات وفي الإدارة وسنهزمهم في الشارع وشرفنا أن نكون حكومة مؤقتة وهنيئا لهم أن يبقوا في المعارضة الدائمة... حركة النهضة لو فكرت في مصلحتها لأختارت البقاء في المعارضة لكنها إختارت الحكم والمعارضة الحالية قررت إسقاط الحكومة لكنها فشلت في إسقاط الحكومة لأنها كانت تتصور أن الثورة تحت الطلب ومازالوا سيفشلون لقد أوهموا أنفسهم بثورة جديدة بعد خروجهم من الحكم لكننا تركناهم في وهمهم يسبحون"