عائلة على شفا حفرة من النار بسبب الأهوال والمحن التي مرت بها. أب توفي كمدا على الغدر الذي تعرض له وأدى الى فقدان كل أملاكه وأم وجدت نفسها معينة منزلية بعد أن كانت «سيدة أعمال» تسعى لكسب قوت ابنائها الذين هم في كفالتها. فصول هذه المأساة بدأت بعملية تحيل اشترك فيها رجل أعمال ورجل قانون استغلا الثقة التي منحها إياهما الضحية لينسجا عبرها كفنه... قصة هذه العائلة ترويها لنا أرملة الضحية بحسرة وألم كبيرين إحساسا بالقهر والظلم الذي تعرضت له العائلة. حسب محدثتنا فإنّ زوجها أبرم عقد بيع قطعة فوت بموجبه في ثمانية ألاف وخمسمائة وثمانية وستين جزءا على الشياع التي يملكها في العقار لفائدة المشترية وقد ابرم العقد من طرف شقيقها وهو محام وتم التعريف بالإمضاء يوم 28فيفري 2004وسجل بالقباضة المالية بتاريخ 29ماي 2004وقد كان اتفاق الطرفين على فسخ البيع بعد مدة من إبرام عقد البيع المذكور وإرجاع الحالة إلى ما كانت عليه ونظرا لجهل زوج محدثتنا بالقانون باعتبار أن الفسخ لا يتم إلا عن طريق المحكمة فقد أوهمته المشترية بأنها ستتولى فسخ العقد ومده بوثيقة. وباعتبار أنها مقيمة بالخارج فقد حررت كتب اعتراف بفسخ عقد بيع وتولت التعريف عليه بإمضائها بمصالح القنصلية التونسية بالتشاد وتنفيذا لذلك الفسخ أبرم زوج محدثتنا مع المشترية عقد بيع جديد تولت بموجبه بيع العقار من جديد الذي كان قد فوت لها فيه بموجب العقد الأول –الذي تم فسخه –لكن المشترية وقبل فسخ العقد تولت التلاعب والتحيل إذ عمدت إلى ترسيم العقد الأول بإدارة الملكية العقارية ببن عروس واستخرجت شهادة ملكية عن طريق شقيقها المحامي الذي ابرم عقد البيع الأول وإمعانا في التضليل والتحيل تولى المحامي بيع العقار إلى شخص ثان استعمل كغطاء من اجل تسهيل عملية القيام بالشفعة حيث قام المحامي بقضية في الشفعة ليحل الطرف الذي باعه الأرض محل شقيقة المحامي –البائعة مستغلا مرض زوج محدثتنا وعدم قدرته على الحضور بالجلسة لأنه قبع في تلك الفترة بالمستشفى وهو مثبت بملفه الطبي وتحصل على حكم بتصحيح إجراءات الشفعة وإمعانا منه في التضليل والتلاعب بالقانون فإنّه قام بترسيم العقار موضوع النزاع بإدارة الملكية العقارية ببن عروس والحال أن الرسم العقاري برمته لايزال بصدد التحيين لدى المحكمة العقارية . أطوار هذا النزاع لم تقف عند الأطراف المذكورة فقد تضرر شخص ثالث من عملية التحيل وهو الشخص الذي ابرم وعد بيع مع زوج محدثتنا وعندما توفي أقدمت محدثتنا حتى تنقذ أبناءها من الضياع بعد أن فقدت كل ما تملك على إتمام إجراءات البيع غير أنها فوجئت أن العقار لم يعد على ملك زوجها وان زوجها تعرض إلى عملية تحيل من قبل المحامي الذي سانده باعث عقاري له علاقات نافذة في العهد السابق ولم تتمكن الزوجة من إثبات حق أبنائها رغم لهاثها بين أروقة المحاكم لسنوات لسطوة غريمها ومن معه . وقد علمنا أن محدثتنا والموعود له من المزمع أن يقوما بقضية ضد حافظ الملكية العقارية ببن عروس سابقا لتورطهما في عملية التحيل وترسيم العقار موضوع النزاع على الرغم من أن الرسم العقاري برمته لايزال بصدد التحيين لدى المحكمة العقارية . وتأمل محدثتنا أن يتم إنصافها في هذه المظلمة لأنها بعد أن خسر زوجها الراحل أملاكه لم يبق لها إلا هذه الأرض التي تبقى أملها الوحيد في الخروج من ظروفها الاجتماعية القاسية.