أصبح الجريد قطبا سياحيا هاما له رصيده من الثوابت التي أهلتها لاحتلال مرتبة متميزة في سلم هذا الميدان إذ أصبحت نقطة جاذبة بفضل خاصيتها الطبيعية ومعالمها السياحية والأثرية وكذلك ما تزخر به من صناعات تقليدية متنوعة. وقد كان لهذه الصناعات التقليدية بالجهة على مدى العصور دور أساسي في توفير حاجيات المجتمع من مسكن وملبس وأثاث إلا أنها عرفت تراجعا حيث أن قسطا كبيرا من التراث كاد يندثر مجاراة للعصر. والصناعات التقليدية بالجريد متأصلة فيها وهي عديدة ومتنوعة وتنقسم إلى عدة أجزاء ومنها ما اقترن باسمها ك«الحرام الذي يطلق عليه «الحرام الجريدي» والبرنس والجبة والحولي والفراشية والبطانية والطريزة بالعدس والمعلقات الخشبية والحائطية والسمارة وأقفاص القصب وتستمد هذه الصناعات التي حاكتها أياد ماهرة وخلدها التاريخ كثوابت من تراث الجهة ومما تزخر به من ابتكارها. ويقبل السياح على اقتناء الأحزمة الحريرية والمرقوم الجريدي والزرابي المخصصة للأروقة والقطيف وبندقية الأعراس التقليدية وغيرها من المنتوجات الأخرى التي ساهمت بدورها في التعريف بالجهة أكثر فأكثر وهو ما يقيم الدليل على أن الصناعات التقليدية التي تشغل أكثر من 8500 حرفي بصفة قارة جزء لا يتجزأ من السياحة لذلك لا بد من العمل على رعاية هذا القطاع وتطويره حتى يكون المرآة العاكسة لما يتوفر بالجهة من صناعات تقليدية تترجم بصدق مدى قيمتها وذلك لن يكون إلا إذا تضافرت جهود الدوائر المعنية والحرفيين. ولقد تميزت الصناعات التقليدية بولاية توزر منذ القدم بثراء منتوجاتها إذ استغل الجريدي النخلة واستعملها في التجهيزات المنزلية وغيرها فابتكر القفّة والمروحة والمظلة من جريد النخيل والخشب المزخرف والأبواب وأسقف المنازل من خشبها ومن عصي النخلة ابتكرت الكراسي والطاولات ومهد الصبي ومن ليفها صنع الحبال ومن القصب صنع «السهارة» والأقفاص و«الكنسترو» وكلها منتوجات يقبل على شرائها السياح وأبناء البلد الوافدين على ربوع الجريد وهي في الواقع أجزاء لا تتجزأ من أثاث كل بيت ولك في الماضي القريب خير دليل إلا أن وجود البعض منها أصبح نادرا ومهددا بالانقراض لذلك تستدعي الضرورة وبكل إلحاح إلى تكوين متحف تقليدي لعينات من الصناعات التقليدية لتشجيع السياحة الداخلية والخارجية باعتبار أن الجهة تعتبر قطب السياحة الصحراوية إذ أن هذا المتحف يمكن أن يدعم كذلك مكانة السياحة الثقافية ويعرف أكثر فأكثر بما تزخر به الجهة من تراث في هذا الميدان إذ في إنشاء هذا المتحف فرصة يروى من خلالها تاريخ ربوع الجريد وحاضرها المجيد ويساهم في جلب السياح وتنشيط الحركة السياحية وهي إضافة جديدة لابد أن تتحقق للجهة حتى تكتمل النهضة السياحية وبصفة موازية حان الوقت لإحياء بعض الصناعات وتكوين حرفيين خاصة بالنسبة لصناعة القطب وكذا الشأن لصناعة الكراسي والطاولات التقليدية التي تصنع من عصي النخيل والمروحة والقفاف التي تصنع من جريدها بالإضافة إلى مزيد دعم وتشجيع صناعة الصوف حيث أن صانعي البرنس والجبة أصبحوا يعدون على الأصابع إذ لا بد من التفكير في إحداث متحف لهذه الصناعات للمحافظة عليها من الاندثار !!