انطلقت مؤخرا قناة «التونسية» في بث برنامج طهي للهواة. «كول جينا Le concours»، مسابقة تتيح الفرصة لهواة الطبخ لبسط مواهبهم على ارض الواقع. وقد استقطبت المسابقة 1500 مشارك من كامل تراب الجمهورية، بقي منهم 12 متباريا بعد اختبار قامت به لجنة التحكيم المكونة من 3 أعضاء. وتبقى التصفيات فيصلا بين المتبارين ليتحصل الفائز في البرنامج على جائزة مالية تقدر ب50 ألف دينار. «التونسية» حضرت كواليس تصوير الحلقة من برنامج «كول جينا le concours» والتقت بالمشاركين فيها ورصدت شهاداتهم وانطباعاتهم. بية الطرابلسي السليتي، ربة بيت ناهزت ال 56 سنة حدثتنا عن مشاركتها في البرنامج قائلة: «اعتقد انني اكبر المشاركين سنا في البرنامج وما دفعني الى المجيء هو حب الاطلاع والسعي للتعريف بالمطبخ التونسي واستطيع القول انني اعيش تجربة رائعة تعرفت من خلالها على اصدقاء جدد تختلف مواهبهم من شخص الى اخر. واضافت محدثتنا: «أنا حلوانية» وبكل صدق روح المشاركة هي التي دفعتني للمجيء، كما اردت ان امتحن قدراتي، هل اكون فعلا قادرة على الابداع زد ذلك انا اطمح دائما للاكتشاف والتعلم وكما نقول دائما «آطلب العلم من المهد الى اللحد». اما محمد علي بن جبرة، (20 سنة) من ولاية سوسة وهو اصغر متبار، فقد حدثنا عن مغامرته قائلا: «أنا موهوب واحب فن الطبخ أقوم دائما بتحضير الاطبقة المتنوعة في المنزل، وهي فرصة تعرفت من خلالها على مجموعة من الاصدقاء، وبصراحة لست هنا من اجل «الفلوس» بل ان الفضول والاكتشاف هما اللذان يحركانني». من جهته، قال تيسير قصوري (38 سنة) وصاحب مؤسسة انه من عشاق المطبخ الاسيوي وخاصة التايلندي واضاف: «انا اليوم بصدد اكتشاف المطبخ التونسي ونحن كهواة نحاول تحضير اطباق فيها تجديد لكنها تحمل دائما روح المطبخ التونسي وانا ارى ان الطبخ فن واجتهاد ينطلق اولا من علوم صحيحة لينتهي في الاخر الى نوع من الخلق والابداع». وعن علاقة المتبارين بالطباخين المشرفين عليهم، أبدى الكثير منهم بعض التحفظات على الطباخ التونسي «لسعد جمال» وذكروا انه يبالغ كثيرا في التعاليق ووصفوه بالمتشدد، وهو ما اكده تيسير قصوري الذي استنكر بعض التعليقات التي تصدر عن الطباخ التونسي واشار الى ان البرنامج في الاخير هو لعبة ولا مبرر لأن يكون متشددا الى حد احيانا لا يطاق». لا للمجاملة وباستفساره اكد لنا «لسعد جمال» رئيس مطبخ مقرر بفندق «غولدن توليب المشتل» وعضو بلجنة التحكيم انه لا مجال للمجاملة ولا للمعاملات الخاصة في برنامج مماثل» واضاف: «اريد ان اكون موضوعيا مع الجميع، فهناك مبلغ مالي للربح وما يهمنا اكثر لدى المتبارين هو حسن التصرف ومدى قدرتهم على توظيف ما في جرابهم من مكونات لصنع وجبة متكاملة». واضاف لسعد : «كول جينا le concours» مسابقة وليست لعبة والمتباري الرابح وجب ان يحقق القليل من المطلوب، وهم هواة حقا، لكن اذا ما وضعتهم تحت الضغط سيقومون بالخلق والابداع وستقوى روح المنافسة بينهم». أما «طوني سالامينا»: وهو طباخ ايطالي بفندق «غولدن توليب المشتل» فقد اشار الى ان المتبارين يمتلكون عزيمة قوية وإصرارا داخليا للتعلم والاكتشاف، وقال: «مشاركتي في البرنامج اعتبرها فرصة كبرى وهي فرصة لي ان اكشف لمن حولي عن ماهية الطبخ الحقيقي بصفتي عضوا في لجنة التحكيم كما انها ستكون فرصة لتطوير المطبخ التونسي» ثم ختم ليقول ان كفاءات المتبارين تختلف من شخص الى اخر وان حضورهم للمشاركة ليس بدافع المال فقط وان روح المنافسة هي التي جمعتهم. من جهته حدثنا العضو الثالث للجنة التحكيم الطباخ الفرنسي بسفارة فرنسابتونس «كارلوس مارسال» قائلا ان المفاجآت المخصصة في البرنامج وفي كل حصة هي ما يزيد حماس المتبارين، وان ما دفعه للمشاركة في اللجنة هو البحث عن المرح وخوض تجربة جديدة. وعن المتبارين بين «كارلوس مارسال» ان البعض منهم قد شارك بغية الحصول على الجائزة المالية في حين ان البعض الآخر يأخذه عشق الطبخ واثبات جانبهم الابداعي لأنفسهم ولذويهم. طباخ الايليزي ضيف الحصة سيحلّ ضيفا على البرنامج في سهرة الاحد، طباخ قصر الايليزي «Eric Duquenne» الذي يعمل في مقر الرئاسة منذ 14 سنة Eric قال ل «التونسية» «شرف لي ان اكون حاضرا بين اعضاء برنامج «كول جينا Le concours» خاصة وانها تعد فرصة لاكتشاف مواهب المتبارين كما انني هنا لأمثل المنظمة الفرنسية للطباخين الفرنسيين». مفاجآت وعن فكرة البرنامج، حدثنا منتج البرنامج زهير لطيف قائلا: «نحن نحاول تقديم برنامج مختلف للمشاهد التونسي هو تلفزيون الواقع نسعى من خلاله الى التغيير. لقد جمعنا في البرنامج بين مختلف الاجناس والاعمار فهناك ربة البيت والطالب والعاطل عن العمل ومغني الراب، وهؤلاء يمثلون نموذجا مصغرا للمجتمع التونسي». واضاف محدثنا: «أردنا من خلال البرنامج كذلك ان نطور المطبخ التونسي وان نتعلم كيفية تحضير أشهى الاطباق بمكونات زهيدة الثمن ولا نستعمل في مطبخنا سوى المكونات التي يستطيع كل مواطن اقتناءها». وأشار زهير مخلوف الى أن عملية تحضير البرنامج دامت 6 اشهر وان فريق البرنامج يتكون من 82 شخصا مقسمين بين الفريق التقني وفريق الاعداد في حين اهتمت الطالبة فرح المرابط وتبلغ من العمر 22 سنة بوضع لمساتها على ديكور الحصة وخلقت من مكان التصوير لوحة تداخلت فيها الالوان جامعة بين الجمالية والبساطة». أما ملكة كمون، منتجة منفذة، فقد صرحت ان البرنامج يعد أكبر مسابقة طبخ في تونس وأن الحصة لاقت نجاحا باهرا قد يشجعهم مستقبلا على مواصلة التجربة لموسم ثان، مؤكدة وجود العديد من المفاجآت خلال الأيام القادمة. ضيف في كل حصة وعلاوة على حضور ثلاثي لجنة التحكيم يستقبل البرنامج في كل حصة شخصية سياسية او نقابية والهدف الاساسي من ذلك هو خلق مناخ من التلقائية لدى المتبارين من جهة ولدى الضيف من جهة اخرى. غادة مالكي