موفى أفريل: تسجيل فائض بالميزان التجاري الغذائي بقيمة 1.350 مليار دينار    وزير الرياضة يعلن عن قرار هام..#خبر_عاجل    قفصة: تسجيل رجة أرضية بالسند    مجلس عمداء المحامين يدعو رئيس الجمهورية إلى اتخاذ اجراءات    الترجي والإفريقي في نهائي بطولة تونس لكرة اليد    مندوبية التربية بقفصة تحصد 3 جوائز في الملتقى الوطني للمسرح بالمدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية    الإعلان عن تركيبة الإدارة الوطنية للتحكيم    عاجل : منحرف خطير يروع المارة في قبضة أمن الملاسين    في ذكرى النكبة: تونس تجدّد دعمها اللامشروط للشعب الفلسطيني    عاجل : أحارب المرض الخبيث...كلمات توجهها نجمة'' أراب أيدول'' لمحبيها    أغنية صابر الرباعي الجديدة تحصد الملايين    بمناسبة عيد الأمهات..البريد التونسي يصدر طابعا جديدا    يشكّل تهديدا للنمّو.. الصين تسجّل فائضا قياسيّا بملايين المساكن    الكشف عن شبكات إتّجار بالمواد المخدّرة تنشط بولايات تونس الكبرى    قابس : عدد أضاحي العيد غير كاف والحل في التوريد    حاحب العيون: انطلاق فعاليات المهرجان الدولي للمشمش    بسبب لقطة غير لائقة من الجمهور في مباراة الترجي والنجم: التلفزة التونسية تفتح تحقيق..    مكثر: وفاة شاب واصابة 5 أشخاص في حادث مرور    رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو يتعرّض لإطلاق نار بعد اجتماع الحكومة    نابل: الفلاحون المنتجون للطماطم يطالبون بتدخل السلط وجبر الأضرار جراء تضرر الصابة    القصر: وقفة احتجاجية على خلفيّة حادث وفاة تلميذتين    وزير السياحة يؤكد لمستثمرين كويتيين الاستعداد لتقديم الإحاطة اللازمة لتطوير استثماراتهم في تونس    فاجعة: جريمة قتل شنيعة تهز هذه المنطقة..    قطر تستضيف النسخ الثلاث من بطولة كأس العرب لسنوات 2025 و2029 و2033    وزير الفلاحة يعرب عن إعجابه بصالون الفلاحة والصناعات الغذائية بصفاقس    عاجل/ متابعة: هذه التهم الموجهة لبرهان بسيس والزغيدي والعقوبة التي تنتظرهما..!!    وفاة عسكريين في حادث سقوط طائرة عسكرية في موريتانيا..#خبر_عاجل    وزير الشؤون الدينية يؤكد الحرص على إنجاح موسم الحج    القلعة الخصبة: انطلاق فعاليات الدورة 25 لشهر التراث    الدورة ال3 لمهرجان جربة تونس للسينما العربية من 20 إلى 25 جوان 2024    ينتحل صفة موظف للداخلية و يجمع التبرعات لفائدة شهداء المؤسسة الأمنية ...ما القصة ؟    في هذه المنطقة: كلغ لحم ''العلّوش'' ب30 دينار    أكثر من 3 آلاف رخصة لترويج الأدوية الجنيسة في تونس    علاجات من الأمراض ...إليك ما يفعله حليب البقر    الترجي الرياضي: تواصل التحضيرات .. وكاردوزو يفرض "الويكلو"    الرابطة الأولى: تعيينات منافسات الجولة الخامسة إيابا من مرحلة تفادي النزول    من بينهم طفلان: قوات الاحتلال الصهيوني تعتقل 20 فلسطينيا من الضفة الغربية..#خبر_عاجل    وزارة المالية تكشف عن قائمة الحلويات الشعبية المستثناة من دفع اتاوة الدعم    صورة/ أثار ضجة كبيرة: "زوكربيرغ" يرتدي قميصًا كُتب عليه "يجب تدمير قرطاج"..    ما حقيقة سرقة سيارة من مستشفى القصرين داخلها جثة..؟    عاجل - مطار قرطاج : العثور على سلاح ناري لدى مسافر    أنشيلوتي يتوقع أن يقدم ريال مدريد أفضل مستوياته في نهائي رابطة أبطال أوروبا    أصحاب المخابز يُطالبون بصرف مستحقّاتهم لدى الدولة    في مسابقة طريفة بصفاقس.. صناع الخبز يتنافسون على نيل شرف أفضل صانع خبز !    الأهلي يصل اليوم الى تونس .. «ويكلو» في التدريبات.. حظر اعلامي وكولر يحفّز اللاعبين    في يومها العالمي.. الشروع في اعداد استراتيجية وطنية جديدة للنهوض بالأسرة    ارتفاع عدد قتلى جنود الإحتلال إلى 621    عاجل/ مع انتهاء آجال الاحتفاظ: هذا ما كشفه محامي مراد الزغيدي..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    أول أميركية تقاضي أسترازينيكا: لقاحها جعلني معاقة    تونس تصنع أكثر من 3 آلاف دواء جنيس و46 دواء من البدائل الحيوية    قابس : اختتام الدورة الثانية لمهرجان ريم الحمروني    الكاف: حريق اندلع بمعمل الطماطم ماالقصة ؟    مفتي الجمهورية... «الأضحية هي شعيرة يجب احترامها، لكنّها مرتبطة بشرط الاستطاعة»    أولا وأخيرا: نطق بلسان الحذاء    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"سفير فلسطين بتونس" ل"التونسية": الأمم المتحدة اعترفت في نوفمبر بأن فلسطين دولة محتلة
نشر في التونسية يوم 26 - 01 - 2013

قريبا حكومة وحدة وطنية في فلسطين
لولا انفتاح "فتح" لما نشأت "حماس"
اتفاقيات أسلو" أصبحت جزءا من التاريخ
دشنت حركة «فتح» بانطلاقتها في 1 جانفي 1965 ميلاد حركة التحرر الوطني الفلسطيني المعاصرة واليوم وبعد مرور 48 عاما على ميلادها هل حافظت هذه الحركة على زخمها الثوري في خضم المتغيرات الفلسطينية والإقليمية والدولية؟ وأين كانت هذه الحركة وأين أصبحت؟ وأين أخفقت وأين اصابت؟ وما تأثير رحيل الزعيم عرفات على موقعها كأكبر فصيل في منظمة التحرير الفلسطينية؟ وما هو مصير اتفاقيات أوسلو بعد الإعتراف بدولة فلسطين كعضو مراقب في الأمم المتحدة؟
هذه الأسئلة وغيرها طرحناها على سفير دولة فلسطين بتونس السيد سلمان محمد الهرفي فكان معه هذا الحوار:
على مدى 48 عاما أي ما يقارب الخمسة عقود من تأسيسها حققت حركة «فتح» العديد من الانجازات وبالتوازي مع ذلك عرفت الكثير من الاخفاقات والعثرات فماذا تقولون عن هذه المسيرة؟
- مما لا شك فيه وكأي حركة سياسية وحركة تحرر وطني واجهت «فتح» العديد من الصعاب ولكنها حققت الكثير من الانجازات وعرفت الاخفاقات أيضا وأهم ما يميز «فتح» هو أنها حركة الشعب الفلسطيني بكل المقاييس فهي نبضه وضميره وهي الحركة التي نقلت الشعب من دهاليز الظلام إلى شمس الواقع ووجد مكانه بين الأمة أي على مستوى الخارطة السياسية والجغرافية بعد أن كان رقما من أرقام وكالة صغيرة للاجئين في أدراج الامم المتحدة واضافة إلى هذا وذاك أصبحت «فتح» الأداة الرئيسية في رمزية وتمثيل الهوية الوطنية الفلسطينية حيث أنها تشكل العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية (م ت ف) الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والبيت الذي يأوي كل فئات المجتمع الفلسطيني السياسية والاجتماعية والثقافية.
ولا شك أن خمسة عقود هي عمر طويل وقد يتبادر للمتفحص بأنها مسيرة طويلة وأنها تمثل اخفاقا في انجاز المشروع الوطني إلا أن طبيعة العدو وجبهة الأعداء الداخلية وفي المنطقة وحتى في العالم فرضت نفسها على الشعب الفلسطينى مما صعب هذه المسيرة وأطالها رغم محاولات تقصير أمد هذه المسافة حيث قدمت آلاف الأرواح من الشهداء ومئات الآلاف من الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية. وإذا قارنا عمر الثورة الفلسطينية بثورات أخرى ودرسنا نفسية الإنسان العربي لوجدنا أن المدة طويلة ولكن إذا ما قرناها بالصراع في جنوب إفريقيا لوجدنا أن المؤتمر الإفريقي قد أنجز استقلال البلاد بعد 90 عاما وهذا ما يحفزنا على التغلب على كافة الصعاب وتذليلها وأهمها الأعداء الداخليين وأعني بذلك الاختراقات العربية للصف الفلسطيني وتدخلات واختراقات دول المنطقة والتدخلات الدولية وكلها عوامل مثبطة للهمم ومكبحة لجماح التحرر الوطني.
ولكن في ما تتمثل انجازات «فتح»؟
- لا بد من تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية ولا بد من تجديد برامج مقاومة الاحتلال ومراجعة برامج الثورة من وقت لآخر بما يتلاءم مع طبيعة المرحلة والصراع الذي يخوضه الشعب الفلسطيني لأن الجمود يقود إلى تأخير مسيرة الثورة ومما لا شك فيه أن انجازات «فتح» عديدة وقد لا تتراءى للبعض ولكن العدو يلمسها والصديق المراقب يلاحظها بكل حيادية لأن هذه الإنجازات كبيرة وعلى رأسها الحفاظ على الهوية الفلسطينية وتكريس العديد من الإنجازات الأخرى وفي مقدمتها الانتصار الدبلوماسي الكبير في الأمم المتحدة في نو فمبر الماضي.
حركة «فتح» وبعد حرب 1967 قامت بعمليات فدائية نوعية كان لها التأثير على مصداقيتها كحركة ثورية وزادت شعبيتها فاستقطبت العديد من المتطوعين من مختلف الدول العربية بما في ذلك تونس فإلى أي مدى حافظت هذه الحركة على إشعاعها بعد كل هذه الفترة؟
- لا شك إن حركة «فتح» وكأية حركة تحرر وطني لها إشعاعها ولها بريقها كما أن لها جانبها الرمادي إن صح التعبير والتقييم يعتمد بشكل أساسي على كيفية النظر للحركة التي تبقى جزءا من الشعب الفلسطيني وهذا الشعب هو في حد ذاته جزء من الشعب العربي ونحن بشر نخطئ ونصيب ولكن وفي كل الأحوال تبقى «فتح» الضمير الحي للشعب الفلسطيني ولا يمكن أن تساوم يوما على ثوابتها وبالقدر الذي حققت فيه «فتح» الانتصارات فإن مواجهتها للأعداء تعد في حد ذاتها انتصارا خاصة في ظل تطور وسائل الاتصال لدى الخصم مما ساهم في تشويه صورتها لدى البعض إلا أن الحركة مثلها مثل الذهب كلما زاد قدما زاد قيمة ولا شك أن «فتح» واجهت من الأعداء الشيء الكثير خاصة بعد تفنن العدو الإسرائيلي في محاولات خلق البدائل من روابط القرى إلى التنظيمات الأمنية والسياسية لضرب حركة التحرر الفلسطيني هذا طبعا إلى جانب بعض تدخلات دول المنطقة في محاولة لاحتواء القرار الفلسطيني.
ولا نهمل أيضا البعد الدولي لبعض القوى العظمى في محاولة أيضا لاحتواء حركة «فتح» إضافة إلى بث المال السياسي عبر منظمات المجتمع المدني وغيرها وكل هذا في مواجهة «فتح» ولكن الحركة استطاعت الصمود وحافظت على قرارها المستقل ولم يتم احتواؤها لا باسم القومية أو الإسلام أو الأممية وظلت الصوت الوطني المعبر عن تطلعات الشعب الفلسطيني.
تفرد «فتح» وكما يقول العديد من المراقبين الفلسطينيين والعرب بقيا دة منظمة التحرير الفلسطينية وإدارة ظهرها للفصائل الأخرى أساء إليها.. ما تعليقك على ذلك؟
- هذا كلام مردود على من قاله لأن «فتح» هي أول حركة آمنت بالتعددية التي كانت ضربا من ضروب الخيال حين كانت الدكتاتورية الفردية هي السائدة في الوطن العربي وكانت «فتح» رائدة في التعددية السياسية وهي من نادت بالتعايش مع الآخر ولا أبالغ حين أقول إن بعض المفردات كانت حكرا على «فتح» مثل الشفافية والوضوح والمعارضة الإيجابية والتعايش مع المعارض. كما أن «فتح» لم تتفرّد في يوم من الأيام لا على الصعيد الوطني أو على الصعيد الإقليمي بأي قرار يخص القضية وهي في تفاعل دائم مع المؤسسات الفلسطينية والعربية والدولية ومع الأصدقاء وكان القرار الفلسطيني يبدأ بفكرة ضمن تنظيم «فتح» ثم يتطور في الساحة الفلسطينية وينتقل إلى الجامعة العربية ثم إلى حركة عدم الإنحياز ومنها إلى الأمم المتحدة كما أننا في «فتح» آمنا ومنذ البداية بأن البعد الدولي والعربي هام بالنسبة للقضية الفلسطينية ولا بد لنا أن نتفاعل مع محيطنا للحفاظ على قضيتنا مستندين في ذلك إلى تجارب الماضي.
هناك اليوم انتقادات فلسطينية لما يوصف بالتماهي بين «فتح» والسلطة دون اعتبار لاستحقاقات الحركة والسلطة وذلك منذ أن كان الزعيم عرفات حيا، فما ردكم على ذلك ؟
- لا شك أن لكل حركة سياسية كبوة تعرفها في لحظة ما ونحن لا ننكر أنه في وقت ما حصل هذا التماهي ولكن الذي لا يستفيد من إعادة قراءة الأحداث هو من يخفق. و«فتح» أعادت النظر في هذا التماهي بعد مؤتمرها الأخير وأعادت بناء صفوفها وحاولت أن تتمايز عن السلطة رغم أنه ليس هناك عيب في هذا التماهي ولكن هناك متطلبات والتزامات قد تلتقي وقد تتباعد مع التزامات أية سلطة مع وجوب الحفاظ على الصبغة الأساسية لحركة التحرر وهذا ما تسعى إليه «فتح» آخذة في الاعتبار الوضع الخاص للشعب الفلسطيني.
ما صحة اتهام الراحل عرفات بأنه جمع أغلب صلاحيات «فتح» بين يديه وحولها من حركة سياسية إلى حزب سياسي؟
- هذه فذلكة سياسية لا مبرر لها وهذا تجنّ على الزعيم عرفات علما بأن لكل زعيم سياسي نجاحاته واخفاقاته ويوجد إجماع اليوم على أن جميع انجازات الشعب الفلسطيني هي من صنع القادة العظام وعلى رأسهم الزعيم الرمز عرفات.
هناك من المراقبين العرب من يؤكد أن «فتح» وعلى مدى مسيرتها عجزت عن المزاوجة بين الكفاح المسلح والعملية التفاوضية فإلى أي مدى يصح هذا التأكيد؟
- لم نر العرب يوما نجحوا في مفاوضات ما مما قد يؤهلهم لإعطائنا دروسا.
ويشهد العالم على أننا شعب متعلم وعلى من يريد إعطاءنا دروسا عليه أن يدرك بأننا نسير في حقل من الألغام ولولا البراعة الفتحاوية في هذا السير بين الألغام لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من انجازات عظيمة يشهد لها العالم أجمع حين صفق لنا يوم 29 نوفمبر الماضي في الأمم المتحدة وهذا لم يأت من فراغ وإنما هو ثمرة جهود طويلة وشاقة تواصلت على مدى 48 عا ما. هناك من لديه فكرة خاطئة عن «فتح» التي تظل حركة تحرر تتعايش وتنصهر فيها الأفكار.
إذا كان الوضع في «فتح» كما وصفته فلماذا حصلت فيها انشقاقات؟
- لم تحصل انشقاقات بالمعنى الجوهري للكلمة وكل من انشق عن «فتح» ذاب كما أن المشاكل التي عرفتها «فتح» على مدى تاريخها كانت نتيجة التدخلات الخارجية وأؤكد أنه داخل «فتح» تسود الديمقراطية والانشقاقات غير الجوهرية إنما هي إفرازات تدخلات خارجية بعضها من صنع عربي وبعضها الآخر من صنع العدو الإسرائيلي علما بأنه لو تعرضت أية حركة في الوطن العربي لما تعرضت له «فتح» من مضايقات ومؤامرات لاضمحلت وهنا اتساءل أين «البعث» العراقي وأين الحزب الوطني في مصر وأين اللجان الثورية في ليبيا وبالتإلي فإن «فتح» هي بيت الشعب الفلسطيني وضميره ومع ذ لك فهي تخضع للمراجعة الدائمة على كافة المواقع وتأخذ المتغيرات بعين الاعتبا ر ولكن مع الحفاظ على الثوابت.
اتفاقيات أوسلو وكما يقول معارضوها والكلام هنا تحديدا للمفكر الراحل إدوارد سعيد حولت القضية الفلسطينية من نضال من أجل التحرير وتقرير المصير إلى قضية إحسان.. ما ردكم على ذلك؟
- أنا هنا لا أرد على إدوارد سعيد رحمه الله الذي احترم رأيه وأقول إن اتفاقيات أوسلو هي اتفاقيات محدودة في الزمن وفي ظروفها التي جاءت في سياقها خاصة بعد حصار سياسي ظالم من قبل الأشقاء والأعداء لحركة التحرر الفلسطيني بعد حرب الخليج الأولى وضمن معادلة سياسية قاسية وقد استطاع الفلسطيني أن يمر عبر هذا النفق إلى فجر الحرية الذي لاح في نيويورك يوم 29 نوفمبر الماضي وبناء على ذلك أصبحت اتفاقيات أوسلو وراء ظهورنا وجزءا من الماضي كما أن أوسلو ووفق تاريخ 29 نوفمبر الماضي أصبحت جزءا من التاريخ وليس من الحاضر وما لا حظنا ه هو أن العديد من وسا ئل الإعلام العربية والقوى السياسية لم تر أهمية هذه الخطوة ولو أعطتها عشرة بالمائة من الإهتمام الذي أعطاه إياها العدو الإسرائيلي لكان لها شأن آخر.
ولكن ماذا ستغير خطوة 29 نوفمبر في الأمم المتحدة في مسار القضية الفلسطينية؟
- أولا هذه الخطوة كانت مدعومة عربيا ودوليا وساهمت في نقل القضية الفلسطينية ومرجعيتها من دهاليز أوسلو إلى شمس ونور القانون الدولي كما أن هذه الخطوة غيرت قوانين التفاوض التي أصبحت اليوم تتعلق بأرض دولة محتلة من قبل إسرائيل بعد أن كان التفاوض على أرض متنازع عليها بكل ما يحمل ذ لك النزاع من أبعاد قانونية وسياسية. أيضا تكمن أهمية هذه الخطوة في أنها وضعت حدا نهائيا ليهودية دولة إسرائيل.
هل لكم أن تمدونا بتفاصيل أكثر عن هذا الموضوع؟
- لا معنى لدولة يهودية دون الضفة الغربية التي يسميها الإسرائليون يهودا والسامرة لا سيما وأن الأمم المتحدة اعترفت خلال نوفمبر الماضي بأن الضفة هي أرض محتلة أيضا.
وعلى مستوى آخر فإن أهمية ما حصل في الأمم المتحدة مؤخرا يتمثل ووفقا للوضع الجديد للدولة الفلسطينية في إمكانية مطاردة قتلة الشعب الفلسطينى سواء كانوا عسكريين أو مدنيين بوصفهم مجرمي حرب ومن المعلوم أن إسرائيل ارتكبت جرائم وفظاعات في حق الشعب الفلسطيني ترتقي كلها إلى جرائم الحرب.
هل توجد استعدادات فلسطينية لخوض محاولات جديدة للفوز بعضوية منظمات دولية أخرى؟
- نعم سنسعى للالتحاق بكافة المنظمات الدولية في وقته وفي حينه حسب ما تقتضيه مصلحة الشعب الفلسطيني العليا.
الاعتراف بفلسطين كعضو مراقب في الأمم المتحدة أثار مخاوف إسرائيل من احتمال اللجوء الفلسطيني إلى محكمة الجنايات الدولية بشأن جرائم الحرب التي اقترفتها ضد الفلسطنيين فهل أن هذا الاحتمال يبقى قائما وبقوة؟ لكل حادث حديث والشعب الفلسطيني سيد موقفه وهو من يحدد متى سيخوض معركته وفي أي مجال وفي أي محفل والثابت أن المجرم لن يفلت من العقاب.
على ذكر جرائم إسرائيل فإنه ولئن سبق لهذا الكيان الاعتراف باغتيال أبو جهاد فإن رئيسه شمعون بيريز اعترف مؤخرا بضلوع بلده في اغتيال الزعيم عرفات وعلى ضوء ذلك كيف سيتم التعامل مع هذه الاعترافات الصريحة على المستوى الفلسطيني؟
- إسرائيل وقادتها ارتكبوا أنواعا وأصنافا من الجرائم الواضحة والصريحة تتراوح بين عمليات التهجير القسرية والاغتيالات والقتل المتعمد وتغيير معالم الأراضي المحتلة وسكانها وهي أعمال تدخل في خانة جرائم الحرب التي لا تسقط بالتقادم. ثم إن اسرائيل لا تتوانى عن ملاحقة القادة الفلسطينيين في دول أخرى بما في ذلك تونس لاغتيالهم كما حدث في حمام الشط عا م 1985 ومع أبي جهاد.
لوحظ أن الرئيس محمود عباس أصدر مؤخرا قرارات تنص على البدء في إصدار جوازات سفر وبطاقات هوية وطوابع بريدية تحمل اسم دولة فلسطين فهل يمكن اعتبار ذلك تجسيدا لقرار الأمم المتحدة الأخير وخطوة نوعية على طريق الاستقلال الوطني؟
- إن ما ذ كرته هام جدا وهو ترجمة لقرار الأمم المتحدة الصادر في نوفمبر الماضي ولا يمكن وبأي حال من الأحوال مطالبة الأصدقاء بترجمة مثل هذا القرار دون أن نبادر نحن بتطبيقه على أرض الواقع ولكن ذ لك لا يعني أننا سننجح ومنذ اليوم الأول في تطبيق ما نصبو إليه.
حل الدولتين المطروح منذ سنوات أصبح مؤخرا وكما تمت ملاحظة ذلك مطلبا ملحا من قبل أكادميين ومثقفين إسرائليين إلى درجة أن أبرزهم وهو الشاعر والأديب عاموس عوز صرح لصحيفة «هارتس» قائلا إذا لم يتم التوصل إلى حل الدولتين فإنه لا تقوم دولة ثنائية القومية وإنما دولة واحدة عربية. ما تأويلك لوجهة النظر هذه؟
- لا شك أن العديد من المثقفين وحتى السياسيين في إسرائيل بدؤوا يجاهرون بتذمرهم من السياسة العنصرية السائدة في كيانهم لاسيما في ظل التطرف البغيض السائد في حكومة نتنياهو. واعتبر مخاوف وهواجس الأكادميين الإسرائليين مشروعة وقبل أن تكون صحوة ضمير فهي تعكس في واقع الأمر مخاوف كل الدول المتسلطة على الشعوب الأخرى.. أما في ما يتعلق بما قاله الأديب عاموس عوز فهو ينم عن بدء تلمس وتحسس النتائج الوخيمة للسياسة الإسرائيلية على الشعب الإسرائيلي ذاته وبالتالي نأمل في أن تنمو وتتطور هذه الأحاسيس لدى غالبية الشعب الإسرائيلي لكبح جماح تلك الطغمة التي تحكمه.
«حماس» سمحت ل«فتح» بتنظيم احتفالاتها بمناسبة مرور 48 عاما على تأسيسها في قطاع غزة فهل تعتبر تلك البادرة عنوانا لمرحلة جديدة من المصالحة بين الحركتين؟
- «فتح» كانت ومازالت منفتحة على جميع التنظيمات الفلسطينية ولولا هذا الانفتاح لما نشأت «حماس» وقد سبق للزعيم الراحل عرفات أن قالها ذات يوم «لو لم تكن هناك «حماس» لخلقت «حماس» و«حماس» تيار ديني موجود على الساحة ضمن التيارات الفلسطينية الأخرى ومن انقلب على الشرعية الفلسطينية هي «حماس» وليست «فتح».
اليوم نحن في مصالحة مع «حماس» والذي لم تمنعه «فتح» في الضفة الغربية على «حماس» منعته «حماس» على «فتح» في غزة وكما هو معلوم فإن «فتح» لم تعارض احتفالات «حماس» بتأسيسها في الضفة الغربية والتي امتدت على أكثر من 5 مدن ومحافظات في الضفة وبالأسلوب الذي أرادته «حماس» وما نريد قوله اليوم هو أن «حماس» رفضت في البداية تمكين «فتح» من تنظيم احتفالاتها في القطاع رفضا قاطعا ولكن وبعد تدخل العديد من الأطراف العربية والفلسطينية وتحديدا الأطراف الإسلامية الفلسطينية رضخت «حماس» وسمحت ل«فتح» بالاحتفال في غزة وفي مكان واحد ورغم ذلك فنحن نثمن ل«حماس» هذا الموقف عاليا وجاء الاحتفال رسالة بليغة وصريحة للعدو الإسرائيلي. وما نريد قوله في هذا المضمار هو أن الشعب الفلسطيني متمسك بالشرعية الفلسطينية وحر كة «فتح» عنوانا لها.
ولكن إلى أين وصلت المصالحة بين «فتح» و«حماس» اليوم؟
- سنحتفل قريبا بحكومة الوحدة الوطنية برئاسة محمود عباس والتي ستكون من مهامها الإعداد للانتخابات التشريعية والمجلس الوطني الفلسطيني في الداخل والخارج لأن الديمقراطية في منظور «فتح» هي منهج وثقافة وليست عود ثقاب يشعل لمرة واحدة.
خلال الثورات العربية رفع شعار «الشعب يريد إسقاط» النظام والذي لم يخل من دلالات..؟
- إسقاط الأنظمة العربية المتصالحة مع العدو الإسرائيلي هل يعني أن ما يسمى بالربيع العربي قادر على استعادة فلسطين نأمل ذلك ونتمنى حصوله.
على ضوء المتغيرات الحاصلة في تونس كيف هي اليوم العلاقات التونسية الفلسطينية وتحديدا علاقة السلطة الفلسطينية بحركة «النهضة»؟
- الشعب الفلسطيني ومنذ انطلاق ثورته رسم ثوابت هامة في حياته السياسية وهي أولا عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد العربية. وثانيا احترام خيارات الشعوب العربية مهما كانت وثالثا اعتبار القضية الفلسطينية قضية وطنية ولكنها ذات أبعاد عربية ودولية وبالتالي نتطلع إلى أن تكون ممارسات الأشقاء العرب ممارسة شركاء في هذه القضية وليس مساندين لها فحسب. وأعود لأقول إن علاقتنا بتونس هي مثل ومثال لما يجب أن تكون عليه العلاقات العربية العربية نحن اليوم نقف على مسافة واحدة من كل الأحزاب والتنظيمات السياسية في تونس.
ولكن ما هي طبيعة علاقة السلطة الفلسطينية بحركة «النهضة» الحاكمة تحديدا؟
- الشعب التونسي كان دوما صادقا في دعم قضيتنا وعلاقة «فتح» بالاتجاه الاسلامي في تونس قديمة وتعود جذورها إلى فترة نشوء هذه الحركة في كنف الاحترام المتبادل. نحن نحترم كل من يدعم قضيتنا ونفتخر بأنه لدينا علاقات وطيدة مع الجميع في تونس ونعمل وفق مقولة من مع فلسطين وليس بالضرورة فلسطين مع من.
ما تعليقك على الجدل القائم في المجلس التأسيسي اليوم حول تضمين قانون تجريم التطبيع في الدستورالتونسي الجديد؟
- نحن نحترم كل وجهات النظر المطروحة في هذا الشأن وندعو كل من يرفع شعارا إلى تطبيقه ولا يتخذ من القضية الفلسطينية أكمة يخفي وراءها أهدافه الشخصية لأننا كشعب فلسطيني دفعنا أثمانا غالية لهذه الشعارات الفضفاضة.
هل أثر موت الزعيم عرفات على موقع «فتح» كواحدة من أكبر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية؟
- لم يؤثر رحيل الزعيم عرفات على موقع «فتح» فحسب بل أثر على القضية الفلسطينية برمتها فرحيله يعد خسارة وطنية وقومية وخسر الشعب الفلسطيني زعيما فذا وأبا مؤسسا لحركة الشعب الفلسطيني ولا يمكن تعويضه ومع ذلك نقول فلسطين ولاّدة.
كيف ترى مستقبل «فتح» وخياراتها في إطار دورها التاريخي في حياة الشعب الفلسطيني وقضيته؟
- نحن متفائلون بمستقبل «فتح» التي تعد أداة وآلية من أجل تحقيق الاستقلال الوطني.
توجد ظاهرة محيرة تتمثل في السعي للزج باللاجئين الفلسطينيين في الفتن والثورات والحروب التي تشهدها بعض الدول العربية مثل لبنان والعراق وسوريا مؤخرا فهل من تفسير لذلك؟
- يجب إدراك أن القضية الفلسطينية تحظى باهتمام واسع لدى كافة شرائح الشعب العربي ولها أبعاد عربية ودينية والعديد من الأطراف العربية تريد أن تستغل ورقة اللاجئين إلى درجة أننا كفلسطينيين خلنا أنفسنا زوارا على القضية خاصة عندما نسمع خطابات البعض.
وما يحز في النفس ويؤلم حقا هو محاولات العديد من الأطراف العربية استغلال ورقة اللاجئين سياسيا مع الإمعان في إهمال مساعدتهم ماليا ونحن نرى اليوم دولة قطر تنفق المليارات على عمليات ترحيل يهود اليمن من موطنهم الأصلي إلى إسرائيل اشفاقا على أوضاعهم المزرية في اليمن كما تزعم في حين أن آلاف اللاجئين الفلسطينيين يعانون من ظروف معيشية قاسية وأوضاعهم تتطلب لفتة عربية عاجلة أفليس هذا معيبا؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.