نظم امس منتدى الجاحظ بنزل «الماجستيك» بالعاصمة، منتدى حواريا بعنوان «المشاركة في تعديل الدستور... آخر فرصة» حضره عدد من الخبراء في مجال القانون والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والشباب...حيث فسح المجال لعدد من اعضاء المجتمع المدني للمشاركة في صياغة دستور البلاد والاستئناس بآرائهم من خلال جملة المقترحات والتوصيات التي سيتم رفعها فيما بعد الى المجلس الوطني التاسيسي في اجل اقصاه 15 من شهر فيفري القادم. وبيّن «صلاح الدين الجورشي» رئيس منتدى الجاحظ ان هذا المنتدى الحواري يندرج في سياق الاستماع الى مكونات المجتمع المدني بعد ان «قرر المجلس التأسيسي الخروج من انغلاقه على نفسه وفتح حوار وطني سواء داخل المجلس وحتى خارجه على اثر الهنات والتناقضات التي تضمنتها مسودة الدستور»-على حد تعبيره-. وقال «الجورشي» ان تفاعل اعضاء المجلس الوطني التأسيسي مع مكونات المجتمع المدني كان له نتائجه الايجابية «خاصة لو قارنا بين نسختي الدستور»-على حد تعبيره-،مشددا على ضرورة استئناس «التأسيسي» في عمله بأصحاب الاختصاص وبمكونات المجتمع المدني من الكفاءات والطاقات وخاصة منها الشبابية بشكل قد يضفي نوعا من التخصص والاضافة على القوانين التي يتم صياغتها لتكون في المستوى المأمول والمطلوب. و ليتمتع الدستور بالمرجعية والديمومة، أكد «الجورشي» أنّ على الدستور أن يكون «نابعا من ارادة التونسي والمظلة الجامعة لكل التونسيين لا مرآة تعكس موازين القوى السياسية»-حسب قوله دائما-، كما أشار «الجورشي» إلى ضرورة الانتباه الى العبارات والمصطلحات المستعملة في صياغة القوانين التي يتضمنها دستور البلاد،مضيفا بالقول: «يجب ان تكون العبارات المستعملة واضحة ودقيقة لا ملغمة وفضفاضة ومبهمة لانها ستكون مصدر التشريع لكل القوانين والاحكام عند مراجعتها». وشدد «الجورشي» التأكيد على أن الصيغة الثانية المطروحة داخل المجلس الوطني التأسيسي وخارجه لاعداد دستور البلاد يجب ان تنتهي الى ارساء دستور شامل في تنصيصه على الحقوق بشتى أنواعها اقتصادية كانت او اجتماعية.. و قال «الجورشي» ان هذا الاجتماع سيكون فاتحة لاجتماعين اخرين لاحقين تنتهي كلها بتجميع المقترحات والتوصيات الى المجلس الوطني التأسيسي في اجل اقصاه 15 فيفري،متابعا بالقول: «سنقوم في مرحلة ثانية بتكوين حلقات وورشات عمل في كل مناطق الجمهورية بغاية تعميق ثقافة احترام الدستور لان رمزية الدولة لا تحترم الا من خلال احترام الدستور واحترام القوانين». فؤاد فراحتية