في حديث لجريدة «الخبر» الجزائرية أكد القيادي في حركة «النهضة» نور الدين العرباوي ان اغتيال شكري بلعيد يستهدف «النهضة» وتونس وأن أعضاء حركة «النهضة» رفضوا حكومة التكنوقراط لأن الجبالي لم يتشاور معهم. وقال العرباوي إن الاتهامات الموجهة لحركة «النهضة» بالوقوف وراء اغتيال شكري بلعيد تنقصها المسؤولية، وان أعضاء الحركة يعتبرون عملية اغتيال بلعيد جريمة سياسية تورطت فيها أطراف كبيرة على حد تعبيره مشيرا الى ان الاغتيال يستهدف كل التجربة التونسية ما بعد الثورة واستقرار تونس وحركة «النهضة» وأضاف: «ان الترتيبات التي وقعت انطلاقا من جريمة الاغتيال ثم توالي الاتهامات الواسعة لحركة «النهضة»، تؤكد أن الحركة مستهدفة، لأنه في الجريمة يتم البحث عن الجاني وكذلك المستفيد من الجريمة، وأن امتلاك «النهضة» الأغلبية في الحكومة يجعلها مسؤولة عن النظام في تونس، وبالتالي فإن الهدف من وراء الجريمة هو استهداف تونس وحركة «النهضة» ومحاولة لجر التونسيين للتقاتل وتحميل النهضة المسؤولية، وهناك من يشرع لقتل أبناء «النهضة»، وربما يوجد من يتهور وينفذ هذه الفعلة، ومن ثمّة يكون السيناريو المخطط له في طريق التنفيذ. ونفى العرباوي تساهل الحركة مع الحركات والخطابات المتطرفة، وأشار إلى أن مفهوم الحرية لدى بعض الأفراد فيه الكثير من التجاوزات وان هذه التجاوزات لا تقتصر على بعض الأيمّة المغالين فقط، بل من أطراف سياسية وإعلامية واجتماعية، وان الانفلات موجود على كل المستويات على حد قوله وأضاف : «حصلت هذه التجاوزات بسبب ضعف أجهزة الدولة التي ورثتها الحكومة الحالية... التي تتحمل مسؤولية ما حدث صحبة أطراف أخرى... لذا نحن ندعو إلى تضافر كل الجهود من أجل التصدي للانحرافات، ومن أجل أن تبقى تونس موحدة ونستطيع أن نواجه كل المخاطر التي تحدق بها». وحول المبادرة التي أطلقها حمادي الجبالي بخصوص تكوين حكومة تكنوقراط، أكد قيادي الحركة ان أعضاء النهضة قد رفضوا المبادرة لأنها أطلقت دون استشارتهم، وأن الجبالي اليوم بصدد استكمال المشاورات داخل الحركة مع شركائهم السياسيين حول الحلول الممكنة.