بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"مصطفى كمال النابلي" (محافظ البنك المركزي السابق) في حوار شامل ل "التونسية": اغتيال "شكري بلعيد" زلزال سياسي...
نشر في التونسية يوم 15 - 02 - 2013

- "الجبالي" هو الأنسب لرئاسة الحكومة... وعلى "النهضة" دعمه
- " ماثماش حلول اقتصادية دون استقرار وثقة في المستقبل"
- لهذه الأسباب ستكون نسبة النمو ضعيفة في 2013
- إدارة صندوق 26/26 لم تكن شفافة
- مبادرة رئيس الحكومة هي الحلّ الممكن اليوم...
- لست من رجال أمريكا ولا فرنسا...أنا من رجال تونس...
- اخترت أن أكون خارج كل الأحزاب
- كمال لطيف قريبي وصديقي...
لا أرى عيبا في الاعتراف بأني حاولت محاورة مصطفى كمال النابلي منذ كان محافظا للبنك المركزي، ولكن الوصول إلى الرجل لم يكن يسيرا خاصة إذا استأسد بعض أولاد الحلال في سد المنافذ (وأنا محظوظ جدا في هذا الباب) ، واكتفينا باختطاف تصريح برقي للرجل في بهو المسرح البلدي بمناسبة سهرة «التونيتون» في شهر جوان 2012...
غادر مصطفى كمال النابلي البنك المركزي بعد معركة ليّ ذراع طويلة كان أحد فاعليها الرئيسيين الرئيس المنصف المرزوقي الذي طالب برأس كمال النابلي مهما كان الثمن، وإنتصر المرزوقي في النهاية على «غريمه» الذي ألقى كلمة يصعب نسيانها في رحاب المجلس الوطني التأسيسي كانت بمثابة خطبة وداع....
غادر مصطفى كمال النابلي موقعه الرسمي ولكنه لم ينسحب من الساحة السياسية ولم يتردد في إعلان مواقفه تارة بمفرده وطورا ضمن مبادرات وطنية ، محافظا على هدوئه وأدبه الجمّ وأناقته الباريسية ...
في مكتبه الأنيق ، وفي يوم ممطر استقبلنا مصطفى كمال النابلي ليكون هذا الحوار الشامل ل «التونسية»...
قبل أيام صرّحت في مركز التميمي بأن الحالة الاقتصادية مقلقة وأنّ ما يقدّم من أرقام وتقديرات يفتقر للمصداقية، هذا كلام خطير يصدر عن المحافظ السابق للبنك المركزي؟
أريد أن أدقق ما قلته على وجه التحديد، فما صرّحت به هو أن الوضع الاقتصادي صعب ومقلق جدا، ولكني لم أقل إن كل الأرقام «الحكومية» تفتقر إلى المصداقية. تحدثت عن نسبة النمو لسنة 2012 وقلت إن 3.5 كنسبة نمو رقم سياسي وهو ليس صادرا عن المعهد الوطني للإحصاء، بل هو رقم يعبر عن توقعات الحكومة ولا يعكس نسبة النمو الحقيقي، وأنا تحدثت بموضوعية وقلت إن هذه النسبة الصادرة عن وزارة التخطيط والتنمية الجهوية لا تنسجم مع تقييم جل المؤسسات الأخرى ولا تتلاءم حتى مع أرقام المعهد الوطني للإحصاء للتسعة أشهر الأولى لسنة 2012 .
الرقم الثاني الذي وضعته محل نقاش هو المتعلق بعجز الميزانية لسنة 2012 لأن الأرقام التي تم تقديمها للمجلس الوطني التأسيسي في ديسمبر 2012 تفيد بأن نسبة العجز هي 6.6 بالمائة من الناتج الداخلي الخام لميزانية الدولة واعتقادي أنه رقم غير صحيح أو لنقل غير واقعي لأنه لم يأخذ بعين الاعتبار عدة مستجدات في ما يخص المداخيل والمصاريف .
تصريحاتك هذه اعتبرها البعض من باب وضع العصى في عجلة الحكومة؟
لا، «لا موش هذا الموضوع»، نحن نقيّم الوضع، هذا هو هدفي «ونشوفو وين ماشيين»، إذا لم يكن تقييم الوضع مبنيا على الأرقام الحقيقية التي لها مرجعية صحيحة فإن ترقباتنا لن تكون صائبة، ومن واجبنا جميعا أن نكون واقعيين وصرحاء وأرقامنا شفافة لأن الاقتصاد الوطني ليس شأنا حكوميا فقط بل هو شأن وطني يهمنا جميعا « باش نعرفوا وين ماشين».
وين ماشين أحنا؟
ستكون سنة 2013 صعبة ، بل وأصعب من السنتين الماضيتين ، هناك مخاطر من حيث خلق الثروة في غياب نسق من النمو يسمح باستحداث مواطن شغل جديدة وهو ما يؤشر لاستمرار التأزم الاجتماعي، من هذه الناحية تقديري أن النمو سيكون ضعيفا سنة 2013 ، علاش؟ لأن محركات التنمية الثلاثة إما معطلة بشكل كبير أو عاجزة عن التطور، المحرك الأول هو محرك التصدير وهو تقريبا معطل سواء في المجل السياحي أو الصناعات المعملية أو الفسفاط والمواد الكيميائية لأسباب داخلية وخارحية، المحرك الثاني هو الاستثمار الداخلي والخارجي الخاص وخاصة ما تعلق بالاستثمار الداخلي فنحن لا نلمس أثرا لاستثمارات حقيقية في الجهات.
ولكن أكثر من رجل أعمال قدم وعودا بالاستثمار وعقدت الندوات الصحفية؟
أنا أتحدث عن الاستثمار الفعلي لا عن التصريحات والندوات الصحفية، «نحكي على الواقع»، الوعود طيبة ولكنها «ما توكلش الخبز»، محرك الاستهلاك هو الذي اشتغل سنتي 2011 و 2012 وهو الذي مكّن من تواصل النشاط الاقتصادي كانت الأمور ستكون أسوأ خلال السنة الماضية لو لم يشتغل هذا المحرك، ولكن خلال هذه السنة فإن مجال اشتغال محرك الاستهلاك سيكون أقل من السنة الماضية لأن إمكانية الزيادة في مصاريف الدولة ستكون أقل لأن الدولة لم تعد أمامها إمكانيات واسعة للاقتراض. من جهة ثانية خلال العامين الفارطين تواصل استهلاك العائلات والإستهلاك الخاص بالزيادات في الأجور وبإمكانية التداين من البنوك ولا أعتقد أن مجال الزيادة في الأجور سيكون متاحا خلال سنة 2013 والشيء ذاته بالنسبة إلى الاقتراض من البنوك في ما يتعلق بقروض السكن وغيرها. فمحركات التنمية اثنان منها معطلة والثالث أمامه إمكانية ضعيفة للتحرك ولذلك من الطبيعي أن تكون نسبة النمو ضعيفة وإمكانية خلق مواطن الشغل أضعف.
الجانب الثاني هو الجانب المالي ويتعلق بتضخم الأسعار التي بلغت في جانفي 2013 نسبة 6 في المائة مقارنة بجانفي 2012 وهو رقم قياسي في السنوات الأخيرة ولا نلمس أثرا لمؤشرات تراجع تضخم الأسعار وهو ما أضعف القدرة الشرائية للمواطن. هناك أيضا صعوبات تتعلق بقدرة الدولة على مجابهة عجزها المالي ومواصلة تمويله لأن الرقم الذي أعلنته الحكومة مبنيّ على نسبة نموّ قد لا تتحقق وعلى مداخيل غير جبائية متأتية من المصادرة وهي مداخيل قد لا تتحقق لعدة أسباب داخلية وخارجية وستكون هناك صعوبة لسد العجز بالنسبة إلى القروض الداخلية والخارجية، هناك إشكاليات في الدفوعات التي بلغت نسبة العجز الجاري فيها حسب أرقام البنك المركزي 8.1 بالمائة وقد يتواصل هذا خلال السنة الجارية، وهو رقم لا يتطابق مع الرقم الذي أعلنته الحكومة 7.4 بالمائة. هذه مؤشرات مالية صعبة علينا أن نعترف بها حتى نتمكن من مواجهتها ، أما التورية فلن تنفعنا بقدر ما تزيد في تعميق الأزمة التي سيدفع المواطن ضريبتها من «اللحم الحي».
ما هي طبيعة الحلول لتجاوز الأزمة؟ هل هي سياسية أم إقتصادية؟
الحلول هي سياسية أولا، و تتمثل في استعادة الهدوء والاستقرار السياسي والأمني لأنه لا استثمار ولا سياحة ولا تصدير دون إستقرار الوضع السياسي والأمني، قبل الحديث عن أي إجراءات اقتصادية لا بد من توفير هذه الأرضية واستعادة نوع من الثقة حتى نسترجع قوتنا الاقتصادية «وما ثماش حلول اقتصادية دون إستقرار وثقة في المستقبل».
هل مازلت على تواصل مع رئيس الحكومة سي حمادي الجبالي؟
لا ما عنديش تواصل مباشر معاه.
ألم يطلب نصيحتك؟
لا، ولكني قدمت نصيحتي من خلال البيانات التي أصدرتها ومن خلال المنابر التي تحدثت من خلالها.
بعد أن غادرت البنك المركزي اكتشفنا قدرتك على الحديث والإقناع، لماذا كنت شديد التحفظ قليل الكلام حين كنت على رأس البنك المركزي؟
«لا، موش صحيح» ، تقييمك فيه مبالغة، أنا كنت حريصا على الفصل بين الموقف الشخصي والموقف المؤسسي وقد عبرت عن موقفي بكل صراحة في أكثر من مناسبة، وأنتم تعرفون أن البيانات الدورية شهريا التي كنا نصدرها عن البنك المركزي لم تحظ باستحسان عدة أطراف رأوا فيها تمايزا غير محبذ عن مواقف الحكومة وتقديراتها «كيفاش البنك المركزي يعبر عن مواقف لا ترضي الحكومة؟» كنا دائما نعبر عن موقفنا وتقييمنا للوضع بصفة شفافة ، «يلزم نعرفو» أنه في كل بلاد الدنيا للبنك المركزي ومحافظه وضع خاص، محافظ البنك المركزي ليس سياسيا وتدخله في المنابر الإعلامية لابد أن يكون بحساب ، طبيعة الوظيفة تفرض أن لا يكثر من الكلام إلا عند الضرورة وبصفة دقيقة وواضحة.
هل مازلت تعتبر نفسك كفاءة وطنية أو أنك بتّ شخصية سياسية؟
التصنيف ليس مهمتي ، مثل هذه الأشياء يقررها الرأي العام ، لكن أنا لا أعتبر ان الكفاءة يجب ان تكون منفصلة بالضرورة عن الاهتمام بالشأن السياسي.
والانتماء الحزبي؟
الانتماء الحزبي شيء آخر.
هل يتعارض مع منطق الكفاءة؟
لا ليس بالضرورة، الانتماء الحزبي اختيار شخصي ولا ينقص من كفاءة المرء ولا يجب أن يعاقب على انتمائه الفكري أو السياسي.
ما موقفك من مبادرة حمادي الجبالي بإعلانه تشكيل حكومة تكنوقراط؟
شخصيا دعمت المبادرة لأن الطريق التي يمكن أن نسلكها اليوم ضيقة جدا ومبادرة السيد رئيس الحكومة هي الحل الممكن لإنقاذ تونس.
هل تعتقد أن رئيس الحكومة صادق في مبادرته و لا يتعلق الأمر بتوزيع أدوار داخل «النهضة» كما يرى البعض؟
شخصيا اعتبر أنه صادق، وقد أظهر جرأة وقدرة على تجاوز مصالحه الشخصية وتفكير حزبه ليرتقي إلى المسؤولية الوطنية، وأنا أدعم هذه المبادرة التي أتمنى أن تنجح.
راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» أعلن عن إمكانية تشكيل حكومة توافق وطني خلال الأيام القريبة؟
يا أخي، أنا شخصيا أعتبر أن مبادرة رئيس الحكومة لها أوفر الحظوظ لتخرجنا من المأزق، أما إذا كانت هناك حلول أخرى قادرة على أن تعطي نتائج أفضل فيا حبذا، ليس لي مواقف مسبقة من أية كان ومن أي مبادرة ولكن تقييمي للوضع الحالي يجعلني أثق أكثر في مبادرة رئيس الحكومة لكن من يعد بحكومة توافق وطني عليه فعلا أن يقوم بالخطوات الضرورية لتحقيق هذا التوافق، الإعلانات لا تكفي، مبادرة رئيس الحكومة حاليا تحظى بأكثر دعم من الأحزاب السياسية وأهم المنظمات الوطنية والجمعيات.
هل تتجه تونس نحو الانفراج أو مازالت الأزمة مستمرة؟
مازالت ، مع الأسف مازالت، لأنه حتى لو تنجح مبادرة رئيس الحكومة فإن حكومة الكفاءات تحتاج إلى دعم سياسي كبير ، ولا يمكن أن تنجح دون هذا الدعم لأن الوضع يحتاج إلى نبذ العنف والانقسام من طرف الأحزاب السياسية.
هل من الوارد أن تكون من بين الكفاءات المشكلة لحكومة الجبالي المنتظرة؟
لا ، هذا غير مطروح.
غير مطروح بالنسبة إليك أو بالنسبة إلى الآخرين؟
غير مطروح بالنسبة إلي وأعتقد أنه غير مطروح بالنسبة إلى الآخرين.
لو يعرض عليك منصب في حكومة الكفاءات؟
لا أعتقد أن ذلك ممكن الآن، هناك من الكفاءات في بلادنا من هي قادرة على تحمل المسؤولية أما أنا فيمكنني المساهمة في خدمة تونس حيث أنا بطرق مختلفة.
ما موقفك من تصريح كاتب الدولة للجباية سليم بسباس ومفاده أن صندوقي الزكاة والوقف هما الحل الأنسب للاقتصاد التونسي في هذه المرحلة؟
يا أخي عندما نقدم مواقف لا بد أن تكون مبنية على شيء من الدراسة. هو موقف لا يستند إلى أي شيء ما هو المشكل الذي سيحله صندوق الزكاة؟ ربما سيحل بعض المشاكل الاجتماعية ويمكن أن يمول بعض البرامج لكن هل سيحل مشكل المديونية أو سيمكن من تمويل عجز الدولة ؟ هل هو قادر على تمويل صندوق التعويض؟ أعطينا، نحبّ نفهم.
هل تعتبر هذا الموقف سياسيا؟
نعم ولا شك في ذلك.
الهدف منه مغازلة «النهضة»؟
يسأل عن ذلك صاحب الموقف «ما يهمنيش»، عندما يقدم مسؤول حلولا تهم الشأن العام لا بد أن تكون ذات مصداقية وأنا أعتبر أن هذا الموقف لا تتوفر فيه المصداقية.
هذا موقف السيد سليم بسباس؟
أنا لا أتحدث عن الأشخاص بل عن الموقف ذاته.
هل تعتقد أن مغادرة البنك الإفريقي للتنمية سيكون لها تأثير سلبي على الاقتصاد التونسي؟
بطبيعة الحال، وجود البنك في تونس فائدته كبيرة من حيث صورة تونس باعتبارها مركزا لأهم مؤسسة مالية في القارة، وسيكون لخروج البنك من بلادنا تأثير مباشر من الناحية المالية بمغادرة أكثر من ألف موظف مستقرين بتونس يخلقون حركية اقتصادية كما أن البنك يستقطب من خلال أنشطته المتنوعة ضيوفا من مختلف أنحاء العالم كانوا ينشّطون السياحة والتجارة والنقل.... مغادرة البنك ستكون لها كلفة هامة ولكنها ليست كارثية على بلادنا.
هل ترى من هو أنسب من حمادي الجبالي لرئاسة الحكومة؟
في هذه المرحلة سي حمادي هو الأنسب وخاصة بعد إعلان مبادرته الأخيرة وهو قادر على لمّ الشمل ، وهام جدا أن يتفاعل حزب «النهضة» مع هذه المبادرة ويدعمها. وفي إعتقادي لابد ان تكون «النهضة» طرفا رئيسيا في دعم مبادرة رئيس الحكومة.
كيف تقرأ تداعيات اغتيال شكري بلعيد على الساحة السياسية؟
اغتيال الشهيد شكري بلعيد هو بمثابة الزلزال السياسي في تونس لأن بلوغ التجاذبات سفك الدماء «موش تونسي» ولا صلة له بالسياسة، السياسة هي صراع فكري، واغتيال شكري خسارة لمناضل كان له دور فاعل قبل الثورة وبعدها وإسكات هذا الصوت خسارة لتونس.
هل تتحمل الحكومة المسؤولية السياسية في اغتيال شكري بلعيد خاصة أنه صدرت اتهامات مباشرة ل «النهضة» ؟
والله بودي أن نتجاوز هذه الزيادة في التوتر وسكب الزيت على النار، لكن لا بد من الاعتراف بأن الحكومة مسؤولة عن تدهور الوضع الأمني، حين لا تتمكن الحكومة من حماية مواطنيها فهذا تقصير منها.
هل تتمتع بحماية شخصية؟
لا
هل أنت من بين الشخصيات التي ستقوم رئاسة الجمهورية بتوفير الحماية الأمنية لها؟
لا هذا غير مطروح.
ألا تخشى على سلامتك الجسدية؟
لو فكرت بهذه الطريقة فذلك يعني أن الذين اغتالوا شكري بلعيد نجحوا في مسعاهم، لا يجب أن نسقط في فخ الخوف ، «ما يلزمش ندخلوا في الهاجس هذا»، أنا أذكر أن الثورة رفعت شعار لا خوف بعد اليوم ، نحن جميعا مسؤولون عن الوضع في البلاد.
هل تعتقد أنه سيتم القبض على قاتلي شكري بلعيد؟
هذا ما نتمناه، والظاهر أن المجهودات مبذولة لتحقيق ذلك.
تردد إسمك كمرشح ل «الرئاسية» فما هو موقفك الرسمي؟
الموضوع غير مطروح وليس هناك مجال لموقف رسمي.
هل تغلق الباب بشكل نهائي؟
لا أحد يغلق الباب على أي شيء، هذا غير مطروح اليوم و الموضوع ليس من اهتماماتي حاليا.
يتردد أنك ستكون مرشح «نداء تونس»؟
أنا لست منخرطا في «نداء تونس» فكيف اكون مرشحه ؟
رغم كل ما قيل عن طبيعة علاقتك بهذا الحزب؟
لي علاقات ب «نداء تونس» وبغيره من الأحزاب ولكني لا أنشط في أي حزب
هل تفكر في الانخراط في حزب سياسي؟
اعتبر ان إفادتي ستكون أفضل خارج إطار الانتماء الحزبي
هل عرض عليك الانتماء إلى حزب ما؟
لا اقول عرض عليّ ولكن الموضوع طرح ولا أتحدث هنا بالضرورة عن «نداء تونس»، ولكني خيرت أن أكون خارج أي حزب .
إن سمحت، أريد العودة إلى ظروف إقالتك من حكومة بن علي منتصف التسعينات، تردد آنذاك أنه تم حرمانك من جواز سفرك، فهل كان ذلك صحيحا؟
لا ليس صحيحا، ولكن أريد أن أصحح مسألة هنا وهو أني تقدمت بإستقالتي ولم تتم إقالتي ، قدمت استقالتي لرئيس الحكومة سي حامد القروي أكثر من مرة ولكنه كان دائما يطلب مني أن أصبر حتى «نحلّو المشاكل»، سنة 1995 قررت دون رجعة أن أستقيل وهو ما حدث،
هل استقبلك بن علي بعد استقالتك؟
لا وأنا منذ إستقلت لم تربطني أية علاقة لا ببن علي ولا بنظامه.
كيف كان رد فعله على استقالتك؟ هل تشفّى منك؟
لا بعد سنتين من الاستقالة غادرت تونس لأني كنت واثقا أن الظروف غير ملائمة لأي نشاط منذ تلك الفترة.
ولكنك بقيت صامتا ولم يعرف عنك مواقف بطولية ضد بن علي؟
ليس من طبعي التصريحات البطولية
ما الذي جعلك تعمل مع بن علي سنة 1990 وتستقيل من حكومته بعد خمس سنوات؟
من الضروري أن يدرك التونسيون أني لم أدخل الحكومة رغبة في مجد شخصي ، عندما وقع تعييني لم تأخذ حتى موافقتي، سمعت الخبر في الإذاعة، يومها كنت مصرا على ألا اقبل لأني كنت أعتبر أن تعييني دون موافقتي المسبقة أمر مرفوض ولكن الضغوط من الأصدقاء الذين رأوا في تعييني فرصة لخدمة تونس في مرحلة سياسية كانت إلى حدود تلك الفترة تحظى بكثير من التوافق، قلت «علاش لا» وأعتبر انه في الفترة الأولى كانت إمكانية القيام بالعمل بصفة إيجابية موجودة، بعد ثلاث سنوات وقع تحول جذري في طريقة عمل الدولة.
بسبب دخول ليلى الطرابلسي إلى قصر قرطاج؟
ربما كان هذا هو السبب الحقيقي ولكني لم أنتبه إلى هذا إلا بعد خروجي من الحكومة
يتردد انك لم تكن محبوبا من طرف «الطرابلسية»؟
«عمري ما كانت عندي علاقة بيهم ولا نعرفهم حتى بالوجه ، لكن بدأت « نشوف» تصرفات في طريقة الحكم لم تكن تعجبني
هل تغير بن علي؟
نعم تغير،
هل صرحت له بهذا ؟
عبرت عن مواقفي الرافضة للتصرفات الجديدة ولطريقة إدارة شؤون الدولة أمامه وبطبيعة الحال لم يستحسن مواقفي، كنت دائما أعبر عن رأيي بصفة واضحة «كلمتي ما ترجعش»، ولاحظت أن تدخلاتي «ولات تقلّق» ولم يعد يستمع إلى النصيحة وقتها قررت المغادرة
هل حدث أن غضب منك؟
نعم حدث، أبدى انزعاجه من مواقفي... مثلا حول طريقة تسيير صندوق 2626 (الصندوق الوطني للتضامن)
هل كان الصندوق محل تلاعب؟
التلاعب السياسي هذا أكيد.
والتلاعب المالي؟
المجال كان يسمح بذلك لأن طريقة إدارته كانت خاطئة، أصبح الصندوق مسخرا للدعاية لشخص بن علي وليس لمحاربة الإقصاء والتهميش، ولم تكن إدارته شفافة، قلت إن الطريقة التي تتم بها دراسة المشاريع والتدخلات في الجهات لا تتلاءم في كثير من الأحيان مع سياسة الدولة ، لاحظت أن التوظيف السياسي كان أهم من النجاعة الاجتماعية
هل أنت مع محاسبة كل وزراء بن علي؟
أنا مع محاسبة كل من قام بتجاوزات سياسية او مالية.
هل كان هناك وزراء قادرون على قول «لا» لبن علي؟
نعم ثمة، وإعفني من ذكر الأسماء ولكنهم كانوا موجودين
يقال كلام كثير عن علاقتك بكمال لطيف؟
«موش حكاية كلام» كمال لطيّف صديقي.
هو صديقك؟
نعم هو صديقي.
ما المشترك بينكما؟
أولا بيننا قرابة عائلية، ثانيا توطدت علاقتنا بعد خلافه مع بن علي ومغادرتي للحكومة.
هل هو من رشحك وزكاك لتتقلد منصبا وزاريا قبل ذلك؟
لا موش صحيح.
هل أنتما على تواصل؟
بطبيعة الحال
لماذا أصبح كمال لطيف تهمة تلاحق من يرتبط بأي صلة به؟
«مانيش عارف»، ربما لأن كمال لطيّف يمارس السياسة بأسلوب غير معهود لدينا، هو بعيد عن المجال الإعلامي ولكنه يوظف علاقاته لخدمة بلاده.
هو رجل الظل؟
وهل كان لديه خيار آخر في ظل حكم بن علي؟ هل كانت هناك حياة سياسية في عهد بن علي؟ ولكني لا أعتقد أنه اليوم يمارس السياسة خفية أو في الظل.
ما الإيجابي في كمال لطيّف؟
هو رجل وطني ويعمل لمصلحة الوفاق وجسر الهوة بين الفرقاء ويوظف علاقاته لتجميع من هم على خلاف.
هل أنت جزء من لوبي السواحلية في الطبقة السياسية؟
أنا لا أعتبر نفسي جزءا من أي لوبي كما أني أنبذ منطق الجهوية هذا، أنا أتشرف بأني أصيل طبلبة التي أزورها من حين لآخر(ليس بالقدر الكافي)، ولكن حين يتعلق الأمر بتحمل مسؤولية في الدولة فعلينا أن نتجرد من الانتماءات الجهوية ،
يقال كلام كثير عن علاقات حمادي الجبالي برموز النظام السابق(حامد القروي، التيجاني الحداد...) وبرجال اعمال متنفذين؟
وأنا أسألكم هل يمكن للمرء أن يتملص من تاريخه الشخصي؟ أحنا بلاد صغيرة والناس الكل تعرف بعضها ، قد تتقاطع العلاقات الشخصية مع المواقف السياسية وقد لا تتقاطع ، وفي كل الحالات العلاقات الشخصية ليست جريمة .
ما موقفك من طريقة إدارة الحكومة لملف رجال الأعمال الممنوعين من السفر في ظل حديث عن ابتزاز بعضهم من طرف أحد أحزاب «الترويكا»؟
«الكلام إلي يتقال برشة»، ولا أريد ان ابني مواقفي على كلام مرسل دون حجج تؤكده، ما يمكنني قوله ان هناك لخبطة في طريقة إدارة الملف، من قام بتجاوزات تتم محاسبته ولكن لا يمكن وضع رجال الأعمال في سلة واحدة «ثمة ناس تدور في الشارع وهي مورطة للعنكوش».
هل كان هذا موقفك وأنت في البنك المركزي؟
موقفي لم يتغير بخروجي من البنك، طالبت بمعاملة واضحة وشفافة.
اللوم يلقى أيضا على حكومة قائد السبسي؟
المشكل أننا لم ننجح في بلوغ طريقة واضحة ومنهج محدد للعدالة الانتقالية ، إلى حد الآن لم نحقق ذلك.
من تراه أجدر برئاسة تونس؟ هل يمكن أن يكون المرزوقي؟
«ما نجمش نقلك».
هل في تسميتك مصطفى كمال تأثر بمصطفى كمال أتاتورك؟
(يضحك) ما لا يعرفه الكثيرون أن إسمي هو مصطفى كامل وليس مصطفى كمال.
هل كانت تسميتك بسبب تأثر الوالد بالزعيم مصطفى كامل باشا(1874-1908)؟
لا أعرف، فقد توفي أبي وأنا في الخامسة من عمري ولم يكن أمامي الفرصة لسؤاله.
ما الذي يشغلك الآن سي كمال؟
ما يشغل كل التونسيين، انا قلق على مستقبل تونس التي تمر بأزمة عميقة سياسيا وأمنيا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا ولو تتفاعل هذه الأزمات نخشى أن ندخل في حلقة مفرغة سلبية قد ترمي بنا في انتكاسة لمدة طويلة من الزمن.
هل تخشى التدخل الأجنبي؟
طبعا، وأنا لا أتحدث عن جيوش ستحتل البلاد لا قدر الله ، فهذا غير ممكن، خوفي من التدخلات التي «من تحت» التي تنخر البلاد وتهدد مصالحها العليا لخدمة أجندات ضيقة لهذه الدولة أو تلك.
هناك من يعتبرك من رجال أمريكا لا من رجال فرنسا؟
لست من رجال أمريكا ولا من رجال فرنسا ، أنا تونسي ومن رجال تونس «يقولوا إلي يحبوا أنا نعرف روحي».
بعيدا عن شؤون المال ماذا تصنع في حياتك؟
حين تتوفر الفرصة للسينما والمسرح أواكب العروض، وقليلا ما تتوفر الفرصة في تونس مع الأسف، كما أني مغرم بقراءة التاريخ والعلوم.
آخر قراءاتك؟
كتاب ضخم عن تاريخ قرطاج مؤلفه بريطاني، وإطلعت على كتاب أمريكي أيضا عن بغداد هارون الرشيد ورواية لأورهان تاموك التركي(جائزة نوبل).
هل أنت من أحباء النجم الساحلي؟
لست مولعا كثيرا برياضة كرة القدم ولكني متعاطف مع النجم.
بعد مغادرتك البنك المركزي هل تنعم بتقاعدك المريح ؟
أنا متقاعد إداريا ولكني ناشط مهنيا واجتماعيا وسياسيا.
هل إنتميت للتجمع الدستوري الديمقراطي؟
أبدا.
وحزب بورقيبة؟
لا، لم أنتم.
لم تنتم لأي حزب؟
مطلقا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.