أمام حضور محتشم، غاب فيه عدد هام من نواب المجلس الوطني التأسيسي وقاطعه آخرون، كما غابت عنه أهم الوجوه السياسية البارزة والشخصيات الوطنية وفعاليات المجتمع الوطني، أقام المجلس التأسيسي أمس، حفل استقبال بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الموافق ل 8 مارس، وقد حضر هذا الاحتفال كل من رئيس المجلس مصطفى بن جعفر ورئيس الجمهورية المنصف المرزوقي، إلى جانب بعض الضيوف الأجانب على غرار وزيرة التعاون الدولي الفنلندية هايدي هوتالا وسفيرة بوركينافاسو بتونس بولين ماري. وتجدر الإشارة إلى أن الحضور اقتصر على عدد من نواب ونائبات المجلس في حين وجهت الدعوة إلى 180 شخصية وطنية لم يحضر منها إلا عدد قليل جدا قيل إنه لم يتجاوز العشرة. وقد دعا مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي في كلمة الافتتاح إلى ضرورة إنجاح المسار الديمقراطي والانتباه إلى كل المخاطر التي تهدد حقوق المرأة والرجل والإنسان عموما في تونس مشيرا إلى أنهم سيسعون في صياغة الدستور على القضاء على كل أشكال التمييز المسلطة ضد المرأة. وأكد المرزوقي من جهته، أن المساواة يجب أن تكون كاملة بين المرأة والرجل مشيرا إلى أن حقوق المرأة هي بالأساس التمتع بحقوقها الاقتصادية والاجتماعية، وأضاف أنه لا مجال لأحد أن يهدد مكاسب المرأة التونسية وأن يهدّد مجلة الأحوال الشخصية. وكانت مداخلة النائبة نورة بن حسين عن كتلة المؤتمر التي قاطعت هذا الاحتفال من أبرز المداخلات التي قوبلت بالتصفيق حيث أكدت في كلمتها أن المرأة التونسية نجدها في الاحتفالات في حين يتم تغييبها عن مراكز القرار وفي تشكيل الحكومة وفي مجلس الحكماء. علما وأن كتلة المؤتمر قاطعت هذا الاحتفال لأنها طالبت بمشاركة المرأة في المفاوضات حول تشكيل الحكومة كما طالبت بتمثيلها في الحكومة، غير أن طلبها قوبل بالتجاهل. وطالبت النائبة عن كتلة التكتل لبنى الجريبي بضرورة ابعاد المرأة عن منطق المزايدة السياسية والتوظيف السياسي، علما أن رئيس الجمهورية ورئيس المجلس ونائبته محرزية العبيدي دعوا إلى المنصة عاملات التنظيف لأخذ صورة معهن وقد اعتبر عدد من الحاضرين أن هذا السلوك هو حملة انتخابية بامتياز. كما نظم المجلس التأسيسي مائدة مستديرة تناولت موضوع «دور المرأة البرلمانية في مسار الانتقال الديمقراطي» ترأستها النائبة الأولى لرئيس المجلس الوطني التأسيسي محرزية العبيدي وألقت فيها وزيرة المرأة سهام بادي كلمة إلى جانب ضيفتين من جنوب افريقيا.