بعد الأحداث الاخيرة التي شهدتها ولاية القيروان التي تعتبر منطقة عبور حساسة نظرا لموقعها الاستراتيجي, وبعد عمليات الايقاف والمطاردة والقبض على العديد من أفراد العصابات المختصة في السرقة والتهريب والمخدرات كان للوالي عبد المجيد لغوان والمعتمد الأول رمضان الغابي اجتماعا بمجموعة من الامنيين من قوات الشرطة والحرس الوطني والجيش الوطني والحماية المدنية بالاضافة الى كافة معتمدي ولاية القيروان وكذلك المندوب الجهوي للتعليم ورئيس اتحاد الصناعة والتجارة وممثل عن مندوبية الفلاحة للحديث عن مسألة الأمن بين الانجازات والصعوبات. وأكد الوالي في مفتتح الجلسة أن المواطنين يمرون بمرحلة صعبة وأن الأمن يعتبر حلقة هامة جدا في هذه الفترة الحساسة وشكر الأمنيين في القيروان على مجهوداتهم الكبيرة رغم ظروف العمل الصعبة وقلة التجهيزات والمعدات في ظل الوضع المتذبذب في البلاد مشيرا أنه لا بد من تهيئة مناخ طيب للامنيين وأن منحة الخطر التي يتمتعون بها تعتبر ضعيفة للغاية مقابل المخاطر الكبيرة التي يتعرض لها رجل الأمن الذي يسهر على تامين مؤسسات السيادة وممتلكات المواطنين والمؤسسات التربوية بالتعاون مع الجيش الوطني. الوالي طالب أيضا بضرورة تطبيق القانون وحث الأمنيين على اتخاذ اجراءات قانونية صارمة للضرب على أيادي المعتدين والعابثين بالقانون مثل الاعتداءات بالجملة على الشبكات المائية من خلال الربط العشوائي وقضية المقاولات وغيرها وأكد على تدعيم نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف لتجاوز هذه الفترة الصعبة بنجاح رغم الطلبات الملحة والمكثفة من طرف المواطنين. من جهة أخرى تطرق الامنيون الحاضرون في الجلسة بكافة انواعهم الى عدة مسائل منها ظاهرة تسرب السلاح عبر الحدود وكثرة السرقات والاعتصامات والاضرابات والتهريب وتنامي الاعتداءات مبرزين تصميمهم على التصدّي للمنحرفين ولكل أشكال الجريمة. كما اشتكى الأمنيون من قلة الامكانيات والتجهيزات لمواجهة الصعوبات والتصدي للمجرمين والعصابات المسلحة وخاصة الارهابية منها وقال مدير اقليم الامن بالقيروان ان: «الأمن لاباس في القيروان» مقارنة بالمناطق الاخرى وذلك بسبب تظافر جهود اعوان الشرطة والحرس الوطني وقوات الجيش الوطني من خلال الحملات والدوريات المكثفة رغم التشتيت على مستوى تأمين الامن الاجتماعي من خلال الاحتجاجات والاحتقان الاجتماعي وما يتطلبه ذلك من جهد كبير على مستوى مكافحة الجريمة. كما تدخل ممثل عن نقابة قوات الامن الداخلي خلال الجلسة وأشار الى نقائص الأعوان على مستوى العدد ووسائل التدخل لتحسين جودة الخدمات الامنية وخاصة في المعتمديات وقال بالحرف الواحد: «عون الامن لم تعد له الثقة اللازمة للتعامل مع العصابات الاجرامية في ظل غياب معدات التدخل والتصدي وأصبح يتعامل بكل حذر ودون مخاطرة في ظل غياب الحماية الادارية واللوجستية التى جعلت رجل الامن مهتزّا معنويا ونفسانيا بسبب حرق العديد من مقرات الأمن في غياب الردع والعقاب ما شجع المجرمين على التمادي». الوالي أشار الى انه سيقابل وزير الداخلية الجديد وسيعرض عليه هواجس قوات الأمن الداخلي في القيروان والنقائص وسيمده بكشف شهري للوضع الأمني من خلال طرح القضايا المستعجلة. كما اكد على ضرورة التواصل بين السادة المعتمدين والامن لتنسيق عديد الوضعيات من الناحية التنظيمية والامنية وذلك لخدمة المواطن وتامينه. معتمد بوحجلة طالب بتعزيز الأمن في معتمديته للسيطرة على العصابات والحد من ظاهرة السرقة المتفشية بشكل كبير محملا المسؤولية للمواطن الذي يخاف من تتبع اللصوص أو الابلاغ عنهم. معتمد العلا عبد الباسط الشايب عبر ل «التونسية» عن أولوية البعد الامني بعد الثورة مؤكدا أن المقاربة الأمنية ترتكز بالأساس على البعد الوقائي والتأسيس لعلاقة تواصل وتفاعل بين كل الأطراف المتشاركة في الفعل الأمني بما يتناسب مع خصوصيات كل منطقة مع ضرورة التحسيس بالدور الفاعل لرجال الأمن وابلاغ الوزارات المعنية بالنقائص والمشاغل في القطاع وكذلك ضرورة رد الاعتبار لشهداء وجرحى القطاع الامني واعطائهم ما يستحقونه من التكريم والعناية المعنوية والمادية. وفي ختام الجلسة كرّم والي القيروان عبد المجيد لغوان ثلة من الامنيين ورؤساء المناطق (شرطة وحرس) من خلال تسليمهم شهادات شكر واعدا اياهم بالوقوف الى جانبهم ودعمهم بكل السبل المتاحة.