بطولة مدريد للتنس.. انس جابر تنتصر على آنا كارولينا    طقس الليلة    أثار الجدل.. سحب كُتيّب يروّج للمثلية من معرض تونس للكتاب    "بنات ألفة" يتوج بثلاث جوائز في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة    البطلة التونسية أميمة البديوي تحرز الذهب في مصر    من بينهم أجنبي: تفكيك شبكتين لترويج المخدرات وايقاف 11 شخص في هذه الجهة    مارث: افتتاح ملتقى مارث الدولي للفنون التشكيلية    تحذير من هذه المادة الخطيرة التي تستخدم في صناعة المشروبات الغازية    كرة اليد: الترجي في نهائي بطولة افريقيا للاندية الحائزة على الكؤوس    تونس تحتل المرتبة الثانية عربيا من حيث عدد الباحثين    حريق بوحدة تصدير التمور يُخلّف خسائر مادية بدوز الشمالية    وزيرة التربية : يجب وضع إستراتيجية ناجعة لتأمين الامتحانات الوطنية    وفد "مولودية بوسالم" يعود إلى تونس .. ووزير الشباب والرياضة يكرم الفريق    هطول كميات متفاوتة من الامطار خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية    قيس سعيّد يتسلّم أوراق اعتماد عبد العزيز محمد عبد الله العيد، سفير البحرين    الرئيس الفرنسي : '' أوروبا اليوم فانية و قد تموت ''    عاجل/ انتشال نحو 392 جثمانا من مجمع ناصر الطبي ب"خان يونس" خلال خمسة أيام..    صادم في المنستير: مناوشات في مطعم تتطوّر الى اقتحام منزل وإطلاق النار على سكّانه!!    الڨصرين: حجز كمية من المخدرات والإحتفاظ ب 4 أشخاص    الداخلية تشرع في استغلال مقر متطور للأرشيف لمزيد إحكام التصرف في الوثائق    سليانة: أسعار الأضاحي بين 800 دينار إلى 1100 دينار    باجة: تهاطل الامطار وانخفاض درجات الحرارة سيحسن وضع 30 بالمائة من مساحات الحبوب    جريمة شنيعة: يختطف طفلة ال10 أشهر ويغتصبها ثم يقتلها..تفاصيل صادمة!!    قبلي : اختتام الدورة الأولى لمهرجان المسرحي الصغير    جندوبة: 32 مدرسة تشارك في التصفيات الجهوية لمسابقة تحدي القراءة العربي    كاردوزو: سنبذل قصارى جهدنا من أجل بلوغ النهائي القاري ومواصلة إسعاد جماهيرنا    روح الجنوب: إلى الذين لم يبق لهم من عروبتهم سوى عمائمهم والعباءات    لعبة الإبداع والإبتكار في رواية (العاهر)/ج2    الحمامات: وفاة شخص في اصطدام سيّارة بدرّاجة ناريّة    خدمة الدين تزيد ب 3.5 مليارات دينار.. موارد القطاع الخارجي تسعف المالية العمومية    قضية سرقة وتخريب بمصنع الفولاذ بمنزل بورقيبة: هذا ما تقرر في حق الموقوفين..#خبر_عاجل    المهدية : غرق مركب صيد على متنه بحّارة...و الحرس يصدر بلاغا    Titre    التونسي يُبذّر يوميا 12بالمئة من ميزانية غذائه..خبير يوضح    رئيس الجمهورية يجدّد في لقائه بوزيرة العدل، التاكيد على الدور التاريخي الموكول للقضاء لتطهير البلاد    الكيان الصهيوني و"تيك توك".. عداوة قد تصل إلى الحظر    شهداء وجرحى في قصف صهيوني على مدينة رفح جنوب قطاع غزة..#خبر_عاجل    اليوم: عودة الهدوء بعد تقلّبات جوّية    شهادة ملكية لدارك المسجّلة في دفتر خانة ضاعتلك...شنوا تعمل ؟    الترجي يطالب إدارة صن داونز بالترفيع في عدد التذاكر المخصصة لجماهيره    كأس ايطاليا: أتلانتا يتغلب على فيورينتينا ويضرب موعدا مع جوفنتوس في النهائي    ماذا يحدث في حركة الطيران بفرنسا ؟    لا ترميه ... فوائد مدهشة ''لقشور'' البيض    أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض    "تيك توك" تتعهد بالطعن على قانون أميركي يهدد بحظرها    الجزائر: هزة أرضية في تيزي وزو    "انصار الله" يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة صهيونية    سعيد في لقائه بالحشاني.. للصدق والإخلاص للوطن مقعد واحد    اتحاد الفلاحة ينفي ما يروج حول وصول اسعار الاضاحي الى الفي دينار    وزارة الصناعة تكشف عن كلفة انجاز مشروع الربط الكهربائي مع ايطاليا    تونس: نحو إدراج تلاقيح جديدة    هوليوود للفيلم العربي : ظافر العابدين يتحصل على جائزتيْن عن فيلمه '' إلى ابني''    اسناد امتياز استغلال المحروقات "سيدي الكيلاني" لفائدة المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    مصر: غرق حفيد داعية إسلامي مشهور في نهر النيل    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«نايف حواتمة» (الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين) ل «التونسية»(2)قمة الدوحة زكّت الانقسام الفلسطيني...وهذا مرفوض
نشر في التونسية يوم 31 - 03 - 2013


«حماس» صنعت الانقسام... لكنها اليوم في طريق مسدود
حريصون على تحييد المخيمات من الصراع السوري السوري لكن «الجيش الحرّ» أراد غير ذلك
يواصل «الرفيق» نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حديثه ل «التونسية»، ويسترسل الرجل في تحاليله العلمية القائمة على الجدلية التاريخية دون الرضوخ إلى كثير من إكراهات السياسة المؤقتة والمرحلية وإن عمد محدثنا إلى شيء من المداورة أحيانا ليفلت من أحد الأسئلة القليلة التي أتيح لنا أن نطرحها خلال سيل الأجوبة الذي لا يتوقف...

هل خيّبت قرارات القمة العربية بالدوحة إنتظاراتكم؟
قرارات القمة العربية بدلا من أن تمسك بما تقرر في الأمم المتحدة وتطرح مشروع الدولة الفلسطينية على حدود 4 جوان 1967 وعاصمتها القدس وحق العودة ووحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية وشرعية هذا التمثيل لشعبنا تكلمت عن حلّ الدولتين وهي أطروحة أمريكية وإسرائيلية لأن المقصود بها كما عبّر نتنياهو في زيارة أوباما الأخيرة إلى إسرائيل وكما ورد على لسان أوباما نفسه من كون إسرائيل دولة يهودية أي لكل اليهود في العالم وليس دولة للسكان الذين يعيشون داخل إسرائيل إذ يوجد مليون ونصف عربي لهم هويتهم القومية داخل أراضي 1948 ولا يمكن اجتثاثهم من أصولهم تحت أي مبرّر أو مسوّغ. لهم الخصوصية الثقافية والسياسية ويوجد تمييز عنصري إزاءهم وسيزداد التمييز العنصري المسلط عليهم بتبني أطروحة الدولة اليهودية النقية ويحرمون من حقهم في تقرير مصيرهم، ولذلك اقول مرة اخرى في ما يخص الإنقسام الفلسطيني، إن القمة بدل أن تضغط على الذين صنعوا الانقسام الفلسطيني أخذت قرارا بتشكيل لجنة مصغرة تتكون من مصر وقطر وكل الدول التي ترغب في الانضمام إلى هذه اللجنة ونحن نعتبر هذا القرار وصاية جديدة على الفلسطينيين وهي وصاية مرفوضة جملة وتفصيلا من الفلسطينيين ، المطلوب أن يضغطوا على الذين صنعوا الانقسام في البيت الفلسطيني وزرعوه للتراجع وتصحيح مواقفهم بإتجاه الوحدة
لنقلها صراحة، أنت تتهم «حماس»؟ هي التي صنعت الإنقسام؟
نعم،(وكأنه لا يبالي بتعليقي ويستمر في حديثه) هذا يعني بوضوح أن القمة العربية لم تأخذ خطوة واحدة بإتجاه تطبيق إتفاق 4ماي 2011 بالقاهرة الذي وقعنا عليه بعد ست سنوات من الحوار الوطني الفلسطيني الشامل ووقع عليه ممثلو كل الفصائل الفلسطينية أبو مازن وحواتمة، وخالد مشعل ورمضان شلّح وممثلو كل الفصائل الأخرى (13 فصيلا وحزبا) ووقعت عليه اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ووقعت عليه الشخصيات الوطنية المستقلة وشخصيات المجتمع الأهلي(المدني). هذا كله انجز في 4ماي 2011 ووقع تطور آخر ثنائي من «فتح» و«حماس» بدعوة من أمير قطر ورعايته ووقع الطرفان إتفاق 6فيفري في العاصمة القطرية الدوحة ونص على ان ترفع «حماس» اعتراضها على رئاسة محمود عباس للحكومة المؤقتة على ان تتشكل الحكومة من شخصيات مستقلة مائة بالمائة هذا ما تم الإتفاق عليه. وعندما جئنا من جديد للقاهرة في ثلاث جلسات حوار بعد هذه الإتفاقات وصلنا إلى نقطة حساسة ومفصلية هي أن تكون هناك حكومة واحدة بديلة عن حكومة السلطة الفلسطينية برام الله وحكومة «حماس» في قطاع غزة وبالتوازي مع ذلك مباشرة أن ندعو الشعب الفلسطيني إلى انتخابات تشريعية ورئاسية للسلطة الفلسطينية وانتخابات لمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وفق قانون انتخابي واحد للشعب الواحد يقوم على التمثيل النسبي الكامل. في هذا السياق وصلنا إلى حلول كثيرة من بينها تخفيض سنّ الترشح من 28 سنة إلى 21 سنة لأي من هذه المؤسسات وخفّضنا عتبة الحسم إلى واحد بالمائة وقررنا أن تتم الانتخابات بدائرتين، دائرة واحدة لكل الأرض المحتلة سنة 1967 ودائرة واحدة لكل ابناء شعبنا في اقطار اللجوء والشتات.نقطة الخلاف البارزة التي كانت بيننا تتعلق بقانون الإنتخابات بالنسبة إلى المجلس التشريعي ، والآن بيدي تقرير للسيد سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني ورئيس لجنة وضع قانون الانتخابات وموقّع عليه من «أبو الأديب» (سليم الزعنون) وأبو مازن(محمود عباس)، هذا التقرير يقول إن الإخوة في «حماس» رفضوا في إجتماع 10 فيفري2013 أن ينسحب قانون التمثيل النسبي الكامل على الجهويات والمحليات والبلديات لدمقرطة المجتمع، الجامعات والمهنيات والنقابات والإتحادات الشعبية وإتحادات المرأة هذا كله تحت قانون التمثيل النسبي الكامل. والآن «حماس» و «الجهاد» يجتمعان معنا في إطار اللجنة القيادية العليا تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية بعد أن تمايزوا وإبتعدوا عن ذلك وحاولوا أن يبنوا قيادة موازية لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الإئتلافية ، كما انه يطرح الآن موضوع إنتخاب المجلس الوطني الفلسطيني وكان الإتفاق ينص على الإنتخاب بالتمثيل النسبي بنسبة 75 في المائة والنسبة المتبقية باكثرية الصوت الواحد وهذا لا ينسجم مع المرجعية الموحدة للشعب الفلسطيني وهي دون جدال منظمة التحرير الفلسطينية التي يعترف بها الشعب الفلسطيني والعرب والعالم شعوبا ودولا والآن الأمم المتحدة حتى جاء النص على ذلك بالقرار الأممي الكبير الذي صدر في 29 نوفمبر 2012 بالإعتراف بدولة فلسطين تحت الإحتلال في حدود 4 جوان 1967 وعاصمتها القدس وتبقى منظمة التحرير في الأمم المتحدة بصفتها عضوا مراقبا بإعتبارها تمثل كل الشعب الفلسطيني. ولذلك فالجزء ينبغي أن ينسجم مع الكلّ وبما ان هناك إنتخابات للمجلس الوطني وفق نظام التمثيل النسبي الكامل فإن إنتخابات المجلس التشريعي يجب أن تتم وفق التمشّي ذاته حتى يصبح أعضاء التشريعي بشكل تلقائي أعضاء في المجلس الوطني الموحد لكل الشعب الفلسطيني
لهذه الأسباب تعطل ما كنا ننوي إعلانه في 9-10 فيفري 2013 في إجتماع اللجنة القيادية العليا كلنا تحت مظلة المنظمة الإئتلافية ، هذا هو تقرير سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني وهذه العقدة لم تنحل بينما كان الأمر يقتضي تغيير المواقف بعد إتفاق 4ماي وإتفاق الدوحة الثنائي بين « فتح» و«حماس»
على ماذا أو على من تراهن «حماس» بتعنّتها وخروجها عن الإجماع الوطني؟
مازال لدى البعض من قيادات «حماس» مشروع «حماس» الكلاسيكي. «حماس» قدمت نفسها على إمتداد 24 سنة كقيادة موازية لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الإئتلافية وعندما وصلت إلى طريق مسدود أصبحت أيضا تدعو إلى قيادة بديلة بالكامل لمنظمة التحرير فوجدت نفسها في طريق مسدودة. فلجأت إلى العنف المسلح وحسمت الأمور لصالحها في قطاع غزة وشكلت حكومة «حماس» في غزة ودعت العالم إلى الإعتراف بهذه الحكومة بإعتبارها تمثل السلطة الفلسطينية ولكنها وصلت أيضا إلى طريق مسدودة ولذلك إنضمت في ماي 2011 إلى بيت منظمة التحرير الفلسطينية و تحت سقفها ومع ذلك علينا أن نعترف بأنه توجد تباينات معلنة في «حماس» هي ليست سرية، هناك من هو متمسك بالمشروع القديم وهناك من ادرك بحكم التجربة والإطلاع على العالم وما يجري في البلدان العربية وكثير منهم بالضفة الغربية والخارج أصبح لديهم شبه يقين بأنه في السياسة لا بد من قليل من المرونة مما يؤدي إلى إسقاط الانقسام ووقف مسار صوملة عمره أربع سنوات لا طائل من ورائه، قلت هذا في القيادة الفلسطينية العليا التي إجتمعنا فيها كلنا في القاهرة وهو ما يعني إنهاء الإنقسام وهو خطوة ضرورية للرد على رئيس الحكومة اليمينية الاسرائيلية المتطرفة التي لا تحمل مشروع سلام بل ضد السلام لأن لها أطماعا يهودية توسعية وللرد على ضغوطات لجنة الشؤون الأمريكية الإسرائيلية «أيباك»، وضغوطات اليمين الجمهوري الأمريكي على الإدارة الأمريكية بقيادة اوباما.
مقابل ذلك يجب أن يحدث إصطدام أو إنفجار كبير بإسقاط الانقسام الفلسطيني وزواله والذهاب إلى الوحدة الوطنية لتكون المرجعية للجميع انا لا اذيع سرّا ولا أكتشف البارود حين أقول إن هناك تباينات بارزة داخل «حماس».
ايضا هذه التباينات داخل «حماس» تعبّر عن نفسها، هناك من يتشدد وهناك من هم في موقع الإنفتاح والأخذ والعطاء والتوافق على الحلول التي وقعنا جميعا عليها لأنها تعتقد أمام نهوض دور الإخوان المسلمين في مصر بشكل خاص وبلدان عربية اخرى تعتقد أن عليها ان تأخذ مدى زمنيا لترى كيف ستتطور الأوضاع في مصر وتونس واليمن وفي سوريا وليبيا.
هذا كله يجري في العلن وانتم تقرؤون التصريحات التي تعلن هذه التباينات بين قادة «حماس» وحتى الآن لم يتمكن الوضع الداخلي ل«حماس» من حل العقدة الأخيرة التي يجب أن تنحل في يوم ما آمل أن يكون قريبا .
قرارات القمة العربية لم تساعد على ضرورة إسقاط الإنقسام الفلسطيني لأنها نقلت الوضع إلى لجنة عربية مضيقة تتابع هكذا مناورات وهكذا تكتيكات.
طيلة عقود كانت دمشق ملاذ الفصائل الفلسطينية المقاومة، ألا ترى في خروجك أنت وقيادات «حماس» من العاصمة السورية تخلّيا عن الحليف الإستراتيجي القديم؟
سوريا شعبا ونظاما خطت خطوات كبيرة أكثر مما خطاها كثير من البلدان العربية بالتعاطي مع المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها وفي ذات الوقت سوريا لها رؤيتها الخاصة في العلاقة بين فصيل وفصيل ولهذا ساهمت مبكرا في بناء ما يعرف بتحالف القوى الفلسطينية من ثمانية قوى هي «حماس» ، «الجهاد الإسلامي»، «الجبهة الشعبية القيادة العامة» ، «الصاعقة»، «فتح الإنتفاضة»، جناح بجبهة النضال وجناح بجبهة التحرير الفلسطينية والحزب الشيوعي الثوري ، وكان التحالف الفعلي هو تحالف بين تحالف القوى الثمانية والنظام بأشكال واسعة جدا، وفي ذات الوقت بقيت أبواب سوريا مفتوحة أمام كل الفصائل الفلسطينية ولكن دائما تقدم الأولوية لحلفائها في الرؤية المشتركة وعلى رأس الحلفاء حركة «حماس».
وفي ذات الوقت يجب أن ندرك انّ، الثورة الفلسطينية بدأت ردا على هزيمة جوان 1967 وبنينا وجودنا كجبهة بين صفوف أبناء شعبنا في كل أماكن وجودهم ولذلك فالجبهة الديمقراطية الآن موجودة في صفوف أبناء المخيمات الفلسطينية أينما كانت في أي بلد كان داخل الوطن بالتأكيد وخارجه. وقد جرت سلسلة عمليات إنتخابية داخل الوطن وقد أفرزت عدة مؤشرات. فالجبهة الديمقراطية في الضفة الغربية هي الفصيل الثاني بعد حركة فتح في إنتخابات للمرأة والعمال والمعلمين والصحافيين وأخيرا الإنتخابات الجهوية والبلدية وأعلنا في مؤتمر صحافي عقد برام الله اننا القوة الأولى في صدارة القوى التقدمية والديمقراطية بعد حركة «فتح» واننا القوة الثانية بين فصائل منظمة التحرير الفلسطينية التي خاضت هذه الإنتخابات، لنا حضور في كل اماكن الوجود الفلسطيني في الداخل وفي الشتات وفي المقدمة شعبنا في لبنان وسوريا ولذلك فقيادات الجبهة وكوادرها وانصارها وتيارها في هذه المخيمات يواصلون نضالهم من اجل تحييد المخيمات الفلسطينية عن الصراع المسلح السوري السوري. هذه هي سياستنا ، هذه المخيمات لها عدو واحد هو الإحتلال الإسرائيلي التوسعي الصهيوني ولذلك فهدفنا هو إسقاط الاحتلال و لا يمكن لبندقيتنا أن توجه لغير العدو المحتل وقد لعبنا دورا كبيرا في بناء منظمة التحرير الفلسطينية والثورة الفلسطينية ، ثانيا، هذه المخيمات بناء بسيط جدا وإذا أقحمت في الصراع المسلح الدائر في سوريا ستدمر بشكل كامل وسيكون الضحايا بالألوف المؤلفة . وقد قمنا في الجبهة الديمقراطية رفقة عدد من الفصائل الفلسطينية بما في ذلك «فتح» المركزية بحماية المخيمات من الزج بها في الصراع الدائر بسوريا طيلة 21 شهرا كاملا إلى 16 ديسمبر 2012 عندما وقعت إشتباكات بين الجيش النظامي وبين مجموعة من الفصائل تحت مظلة الجيش الحرّ على مناطق التماس المتداخلة مع الأحياء السورية الفلسطينية ، سقط في مخيم اليرموك 48 شهيدا وما يزيد على 150 جريحا ونتيجة هذا الصراع دخلت المجاميع التي تعمل تحت مظلة الجيش الحرّ إلى مخيم اليرموك وإحتلته وأصبح المخيم الآن واحدا من ساحات الصراع وهذا يعني الهجرة القسرية لعدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين بين 130 و150 ألفا نزحوا إلى المخيمات الفلسطينية بسوريا ولبنان لأنه كما تعلمون فإن كل دول الجوار لسوريا أغلقت حدودها في وجه اللاجئين الفلسطينيين (تركيا، الأردن،العراق) البلد الوحيد الذي فتح حدوده لللاجئين الفلسطينيين من سوريا هو لبنان .
يجب أن ندرك جيدا أن «حماس» والإخوان المسلمين وتيارات الإسلام السياسي بكل تشكيلاتها تحالفت مع النظام السوري منذ عام 1999 وإستمر هذا التحالف طيلة أربعة عشر عاما وساندوا هذا النظام بإعتباره يتبنى المقاومة والممانعة مساندة كاملة بينما الشعب السوري مثل أي شعب في العالم له مطالب وحقوق وعندما نشبت الانتفاضات والثورات العربية وخاصة ما تم في تونس ومصر فإن كل تيارات الإسلام السياسي السلفية او المتنورة أدارت ظهرها للنظام السوري وفكت من جانب واحد تحالفها معه. نحن واصلنا نضالنا في هذه المخيمات قياداتنا وكوادرنا لأننا لن نترك ابناءنا يواجهون مصيرهم وظهورهم إلى الحائط وأنت تعلم وسؤالك يؤشر على ذلك بأني مقيم في أكثر من عاصمة عربية منذ سنوات ليس جديدا وكنت عدت من القاهرة مساء يوم معين وفي اليوم التالي....
تلمح إلى حادث التفجير الذي حدث يوم 21 فيفري الماضي والذي تعرضت فيه لبعض الجروح وتردد أنك مستهدف بالتفجير؟
كنت في مكتب الجبهة الديمقراطية أتابع قضايا مخيمات شعبنا وبعدها أنتقل إلى عمّان ، الإنفجار وقع بعيدا عن مكتب الجبهة بأكثر من خمسمائة متر ودمر الكثير في مربع 2 كلم من السفارة الروسية التي تبعد عن موقع الإنفجار اقل من 500 متر إلى سفارة فلسطين التي تبعد عنه 700 متر.
لم تكن مستهدفا بالتفجير إذن؟
مطلقا، كما اوضحت لك الإنفجار كان بعيدا عن مكاتب الجبهة حيث كنت موجودا، ذهب ضحية الإنفجار 80 قتيلا ومئات الجرحى وتكسرت الأبواب والنوافذ وأصبت بزجاج النوافذ التي تأثرت بدوي التفجير الهائل.
نحن نتميز في الجبهة بمصداقيتنا لدى الرأي العام ولذا لا ندعي ما لم يقع معنا او لنا، نقول ما وقع فعلا ، هذا الإنفجار إستهدف حاجزا للجيش السوري النظامي.
هل خسر العرب شيئا برحيل هوغو شافيز؟
الشعوب العربية أحست برحيل شافيز وشخصيا لي كتاب صدرت طبعته التونسية عن دار نقوش عربية بعنوان « اليسار العربي رؤيا النهوض الكبير نقد وتوقعات» به قسم كبير للتحولات الكفاحية في أمريكا اللاتينية وشافيز كان له نصيب عال من الكتاب. أما النصيب الأعلى فكان للقيادة الكوبية التي صمدت أكثر من أربعة عقود في وجه حصار جارها الشمالي. وقد صدر الكتاب في ربيع 2010 وكان بمثابة النبوءة لما سيحدث في أكثر من مكان بالعالم العربي. رأيت ان النهوض الجاري في امريكا اللاتينية سينسحب بالضرورة على بلدان أخرى في إفريقيا السمراء في جنوب إفريقيا وأنغولا والموزمبيق بينما الدول العربية في حالة موت سريري وإنسداد في الأفق والفضاء بدءا بإرتداد السادات والإلتحاق بذيل سياسة الهيمنة الأمريكية وصولا إلى السياسات العربية التي انسحبت خلالها الدولة من دورها في إطار الرأسمالية النيوليبرالية المعولمة المتوحشة مما أدى إلى إستقطابات حادة داخل مجتمعاتها ولذا تأخرت البلدان العربية عن امريكا اللاتينية قرابة الثلاثين عاما ، ما يجري في امريكا اللاتينية استعملته وسيلة إيضاح للرأي العام العربي .
ولا تنس اني من جيل كان يردد «بلاد العرب أوطاني من الشام لبغداد ومن مصر إلى يمن إلى تونس إلى تطوان».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.