بين الوقفة الاحتجاجية الداعية إلى استقالة وزيرة المرأة ، وبين رغبة سليم بن حميدان في حملة المليون وردة، حار دليل «جُهَيْنَة» وسعاد ونهال وزمردة!. الاحتجاج السلمي مشروع والمساندة السلمية حق ولكن أن تصبح هذه الأخيرة مدعاة للفوضى بوقود سياسوي «ميليشيَوي»، فتلك خطوط حمراء مع الأسف بدأنا في تجاوزها ستعود بنا إلى مربّع المظاهرات المبرمَجَة مسبقا: حضورا، لافتاتٍ وشعارات. يا سادة المسانَدة، المحتجون برمجوا وقفتهم، فلماذا أعاند وأساند في نفس التوقيت؟، أليس من أسس حرية التعبير أن تدعوا إلى وقفة مساندة في يوم آخر حتى يصل صوتكم بوضوح دون شوشرة من المحتجين؟. أمّا النقطة التي أفاضت كأسي وجعلتني أصيح آه يا رأسي فهو ذلك الشعار الذي خلناه مات مع الرئيس الهارب فإذا به مازال فاعلا لقضاء المآرب: بالروح بالدم نفديك يا بادي!!. هل هذا عادي في بلاد مازالت ثورتها«تْدَادي»؟ عن أيّ روح وعن أي دم، هذا إن بقي في وجوهكم بعض حياء ودَم؟، هذا الشعار لا يُقال إلا للعَلَم ولا يمكن القبول بشخصنته لكائن مَنْ يكون وإلا فيا خيبة المسعى، أساليب النظام السابق تطلّ كرأس الأفعى. كنت أتمنى لو أنّ أحدهم على الأقل تطرّق في دفاعه إلى إنجازات الوزارة مثلا كي «تطلع» الصورة«حلوة». إنّ الاكتفاء بهرسلة الصوت المخالف سيؤدي إلى صدام و..دَم، فعودوا إلى أصل الشّعار الجامع:بالروح بالدم نفديك يا عَلَم!.