التونسية (المنستير) انتظمت صباح أمس ندوة صحفية بقصر المرمرة بسقانص المنستير تحت اشراف عدنان منصر الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية وبحضور ممثلين عن وزارة الثقافة والمعهد الوطني للتراث وممثلين عن عديد وسائل الاعلام التونسية والاجنبية، خصصت لتقديم متحف بورقيبة الذي سيتم افتتاحه رسميا غدا بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة. وأوضح عدنان منصر ان متحف بورقيبة يمثل فرصة هامة لمصالحة التونسيين مع تاريخهم وأنّه مكسب وطني يضاف الى المسلك السياحي والتراث الثقافي بالمدينة ويحفظ الذاكرة الوطنية التي عرفتها تونس مع الزعيم بورقيبة باعتبار رمزيته التاريخية واعترافا بالجميل له لما قدمه لتونس طيلة حياته بعد الحصار الذي سلط عليه من قبل النظام السابق. وأضاف منصر ان القصر الرئاسي بسقانص المنستير تم غلقه منذ الانقلاب الرئاسي سنة 1987 وبقي مهملا الى أن تمّت إحالته تحت اشراف وزارة الثقافة سنة 2001 التي تسلمته في حالة يرثى لها بعد ان نهبت كل محتوياته وتعرض لسرقة المواد المصنوعة من النحاس وكل اسلاكه الكهربائية. وقال منصر ان رئاسة الجمهورية مولت مشروع اعادة تهيئة قصر سقانص وفيما تولّت وزارة الثقافة بمختلف هياكلها الاشراف الفني على مختلف الاصلاحات لاعادة القصر إلى الحالة الاصلية التي كان عليها حيث كانت تنتظم به احتفالات طيلة شهر كامل بمناسبة ميلاد الزعيم بورقيبة. حقائق عن حصار بورقيبة وافاد منصر ان الدائرة الثقافية برئاسة الجمهورية اصدرت الكتاب الابيض حول السنوات الاخيرة من حياة الزعيم بورقيبة مستمدة من ارشيف رئاسة الجمهورية، مبينا انه تم العثور على قرابة 120 علبة ارشيف بسراديب قصر قرطاج. ويحتوي الكتاب على جزأين الاول يتضمن رسائل الزعيم بورقيبة التي وجهها الى الرئيس بن علي والى ابنه الحبيب الابن. وقال منصر ان النظام السابق بعد الاطاحة ببورقيبة نقله الى قصر المرناقية حيث تدهورت صحته من الظروف التي لم تكن ملائمة لاقامته فبعث الزعيم بورقيبة عشرات الرسائل الى بن علي طالبا ارجاعه الى قصر المنستير ولكن دون اجابة فبعث برسائل الى ابنه الذي بدوره كاتب بن علي ولكن لم تتم الاستجابة الا بعد فترة طويلة حيث تم نقله الى دار الوالي بالمنستير حتى تكون تصرفاته وتنقلاته تحت اعين وزير الداخلية عن طريق والي المنستير. واضاف منصر ان الوثائق والرسائل التي عثر عليها تبين ان الزعيم بورقيبة يئس من الحصار وقلة العناية به حتى ابلغ ابنه بانه يفكر في الانتحار بل حاول ذلك بالقاء نفسه في حوض سباحة كان يتصوره بئرا. أما الجزء الثاني من الكتاب الابيض فيتضمن مراسم الدفن التي كانت جاهزة بكل تفاصيلها منذ خمس سنوات قبل وفاة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة والتي حاول بن علي ان يقزمها من خلال منع بعض وسائل الاعلام من التغطية الاعلامية اللازمة وعدم استدعاء الشخصيات العالمية الشقيقة والصديقة من حضورها. وبدورها اوضحت هاجر الانقليز ممثلة عن الدائرة الثقافية برئاسة الجمهورية انه تم العثور بقصر قرطاج على 1163 قطعة من ادباش وهدايا وتحف الزعيم بورقيبة مهملة وهو ما ادهش الدكتور محمد المنصف المرزوقي حين عثر على النسخة الاصلية من دستور 1959 ملقاة بسرداب القصر. وأضافت ان رئاسة الجمهورية تدخلت في عديد من المرات مع كل الاطراف المعنية للاسراع بأشغال التهيئة. وقال رياض بلحاج سعيد المشرف على اشغال المتحف ان بيت بورقيبة يصنف بالقصر المتحف نظرا لاحتوائه على قاعة محاضرات وندوات فكرية ومتحف للزعيم بورقيبة ومركز توثيق للباحثين في دراسات الفكر البورقيبي حيث ترتكز تهيئته اساسا على ثلاث مراحل، تتمثل الاولى في اعادة القصر إلى حالته الطبيعية كما كان والمرحلة الثانية ستشمل التهيئة المتحفية من حيث ادخال بعض الاضافات من تحف واثاث وهدايا تم العثور عليها بسراديب قصر قرطاج. اما المرحلة الثالثة فتعتمد اساسا على تغيير بعض الفضاءات على غرار ادخال تغييرات على المطبخ لاستغلاله كمكتب إلى جانب مركز للتوثيق بالاضافة الى بناء سياج للمتحف لحمايته من العابثين. ويتالف الطابق الارضي من قاعة الاستقبال وعرض لاحدى السيارات الرئاسية ووضع نصب تذكاري للزعيم بورقيبة بالاضافة الى قاعة جلوس ذات طابع مغربي تفتح ابوابها على الواجهة الخلفية. أما بالطابق الأول فيشمل الجناح الرئاسي، غرفة نوم الرئيس وغرفة نوم الماجدة وسيلة ومكتب الرئيس والمكتبة المؤثثة بمجموعة من الكتب والتحف والاثاث بالاضافة الى قاعة الاكل وقاعة العروض التي ستخصص لعرض التحف والالبومات ولوحات لصور الزعيم بورقيبة وذلك خلال الجزء الثاني من التهيئة المتحفية. ويضم الطابق الثاني جناح هاجر ابنة الرئيس حيث يوجد به غرفة نوم وقاعة جلوس وبيت استحمام مؤثثة بمجموعة من الاثاث ذات قيمة فنية عالية في التزويق والذوق باستعمال المواد النبيلة مثل الجلود الناعمة والنحاس بأيادي مصممين ومزوقين عالميين «مثل رفيال لولو» و«ماكسي كلود» و«القرجي» و«شملة» والمهندس المعماري «كاكوب». ومن المنتظر ان يتم استكمال الجزء الثاني والثالث من التهيئة المتحفية وبناء سياج للقصر مع موعد 3 اوت المقبل في حين تبقى عملية اصلاح وصيانة النافورات الخارجية للقصر التي تشتغل بالأضواء والموسيقى وتعتبر الأولى على المستوى الإفريقي والعربي، محل تباحث وزارة الثقافة التونسية ووزارة الثقافة التركية في اطار التعاون الدولي بين البلدين حيث تعهدت الاخيرة بتكاليف اصلاح نافورات القصر على حسابها والتي تقدر بما يناهز واحد مليون دينار.