لقد لاحظنا في السنوات الأخيرة سيطرة مطلقة للمحامين والقضاة على المشهد الرياضي في تونس سواء كان على المستوى الإعلامي أم داخل الأندية الرياضية والجامعات الرياضية بمختلف هياكلها فكثرت المنابر في وسائل الإعلام ولم تعد إذاعة أو قناة تلفزية تخلو من المستشارين في القانون الرياضي وأصبح كل على ليلاه يغني يفتون في القوانين الرياضية ويبحثون عن قصد أو دونه عن الثغرات القانونية ويهولونها لدرجة أننا أصبحنا غير متأكدين من سلامة قوانيننا ووجاهتها. صحيح أن بعض القوانين الرياضية بها بعض الشوائب ولكن ليس بالصفة التي يتحدث المستشارون الجدد. إننا لسنا ضد أن يكون رجال القانون المدني موجودين على الساحة الرياضية ففيهم فئة خدمت كثيرا كرة القدم التونسية لشغفها باللعبة ولإلمامها بقوانينها والأمثلة لا تحصى ولاتعد مثل الأساتذة رؤوف النجار ومنصف الفضيلي وعبد الجليل بوراوي وحبيب بن عيسى وسعيد لسود وبلحسن الفقيه وغيرهم وهؤلاء وأمثالهم كانوا يعملون في الخفاء وبالقانون ولا يظهرون إعلاميا إلا نادرا. اليوم تغير المشهد وأصبح المحامون والقضاة مسيطرين على المشهد الكروي والذي له بضع سنوات في التسيير الرياضي أصبح من أكبر الخبراء والأغرب أن أغلب مواقفهم متناقضة فحولوا معاركهم القانونية من أروقة المحاكم إلى مكاتب الرابطات واللجان ولم نعد نخوض في الفصل كذا من القوانين العامة والفصل كذا من المجلة التأديبية بل حولوا وجهتنا نحو المجلة الجزائية ومجلة العقود والالتزامات وأمام هذا اللغو القانوني والشقشقة احتاردليل الرياضيين فهل نحن أمام قضايا كروية أم قضايا جنائية وجزائية ومدنية؟ صراحة ودون القدح أو التشكيك في قدرات رجال القانون الجدد هم أبعد ما يكون عن تأويل القوانين الرياضية ولنا من المتضلعين في القانون الرياضي من غير المحامين من يفوقون بكثير المتغولين الجدد ولنا عدة أمثلة وأكثر ما نخشاه هو أن ننسى بعض الأسماء. إن أناسا مثل المغفور لهم حمادي بن دانة وجيلاني بكار ومحي الدين بكار وصلاح الدامرجي ولامين الخذيي وعبد القادر الغربي ومحمد العربي و عامر البحري وبلحسن الحداد وبوبكر بن جراد وعبدالمجيد جبال وبرهان بن خالد والقائمة تطول ليسوا بالقضاة ولا بالمحامين ولكنهم متضلعون في قانون كرة القدم لأن كرة القدم لعبة لها نواميسها الخاصة والذي لم يعش طويلا الميدان الكروي عن قرب يصعب عليه فك رموزه ولو كان من أكبر المحامين. وبالتالي فإننا ندعو بكل لطف رجال القانون الجدد أن يلزموا أروقة المحاكم ويتركوا الكرة لأهلها مع الترحيب بمن أثبت كفاءته في الشأن الكروي لأنه سبق وأن ذكرنا أعلاه أن هناك من السادة المحامين والقضاة من له باع وذراع في هذه المسألة. نقطة إلى السطر.