في محاولة نحو دفع الاستثمار والبحث عن حلول جدية ومشتركة لانقاذ الاقتصاد الوطني، تنطلق صباح غد مبادرة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية تحت شعار «يوم الحوار الوطني لدفع الاستثمار». وسيكون هذا الحوار فرصة لتشخيص الوضع الاقتصادي الوطني الراهن والوقوف على ابرز التحديات التي يواجهها وبلورة حلول كي يستعيد الاقتصاد نسقه الطبيعي في مجالات الاستثمار والتشغيل والتصدير. فمنذ سنتين شكل الملف الاقتصادي الملف الاكثر اثارة للجدل في البلاد كما ان الارقام والنسب تعد خير دليل على ملامح الأزمة الحقيقية او المرضية التي اصابت الاقتصاد التونسي. ولعل مبادرة الحوار الوطني لدفع الاستثمار ستكون الفرصة الاخيرة امام كافة مكونات المجتمع المدني والحكومة والأطراف الفاعلة في القطاع للالتفات ل «القضية المنسية» أو هذا الملف الذي بات شبيها بالقنبلة الموقوتة. وعن آخر التحضيرات لهذا الملتقى، اكد مصدر رسمي من اتحاد الاعراف ل «التونسية» ان المنظمة نادت منذ اشهر عديدة بإقامة هذا الحوار نظرا للوضعية الكارثية التي طالت اقتصادنا، مشيرا الى انه يعد فرصة لتوحيد الصفوف والالتفات للملف الاقتصادي. واضاف محدثنا ان انشغال الرأي العام بالساحة السياسية وتزايد وتيرة الاضرابات والتهريب مقابل استفحال ظاهرة الاقتصاد الموازي كلها عوامل انهكت الاقتصاد واتعبت كاهل المؤسسات على حد تعبيره. وختم محدثنا ليقول انه لا يمكن الحديث عن ديمقراطية وانتقال ديمقراطي دون الحديث عن المسألة الاقتصادية وان مبادرة اتحاد الاعراف هي مبادرة مستقلة وانها لم تطلق للرد او لتعويض اية من المبادرات التي اطلقت في وقت سابق. ومن المنتظر ان يحضر اللقاء اكثر من ألف مشارك وستكون كلمة الافتتاح لرئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي ومصطفى بن جعفر، رئيس المجلس الوطني التأسيسي وعلي العريض رئيس الحكومة ووداد بوشماوي، رئيسة اتحاد الاعراف وحسين العباسي، الأمين العام لاتحاد الشغل بحضور عدد من اعضاء الحكومة وأصحاب المؤسسات وممثلين عن الاحزاب السياسية والمنظمات الوطنية ومكونات المجتمع المدني وخبراء وجامعيين.