مائة يوم على الاغتيال الجبان للشهيد شكري بلعيد ومازالت الأفئدة مكلومة بألم شديد. كلّما راهن المنفّذون والمخطّطون والمقرّرون على النسيان الآلي، كلما توغّل في النخبة كما عند«الزّوّالي»السؤالُ القديم/الجديد بصلابة من حديد،«شكون قْتَلْ» بلعيد؟. إني أرى رؤوسا بائسة حان وقتُ لَجْمِها وردّها إلى حَجْمها الصغير بعد أنْ بدأتْ ترفع صوتها ب«صحّة رُقْعة» لم أجد لها مثيلا في أيّة بُقْعَة: لقد مات والسلام فاصمتوا يا جماعة عن السؤال والكلام واطْووا الصفحة!. أوّلا زلزال مقتل زعيم سياسي ليس صفحة بل هو كلّ الكِتاب!، ثانيا مَنْ قال أنّ المجرم لن يغتال زعيما آخر ولكن هذه المرّة من الباب، وقد يصبح له صولات وجولات في قتل السّاسة والمثقّفين في الذهاب كما في الإياب، إنْ أدرك أنه سيبقى طليقا بلا عقاب ولا حساب. لا تقولوا ما وقع لشكري هو استثناء وما يحدث عند الآخرين لن يصلنا فتفجيرات الشعانبي تؤكد أنّ الإرهاب حين يأتي، لا يستأذن أمام الباب! بل ينفجر دفعة واحدة ليَسْمُلَ العيون ويقطع الأرجل ويحصد الرقاب. بعد 100 يوم، نستحضر جملته الحالمة«تونس حديقة ب100 وردة وزهرة وقرنفلة» فحُلّوا لنا اللغز والمسألة: مَنْ قتل شكري على «بكْري»؟