بعد غفوة الشتاء يحلّ موكب المهرجانات الصيفية ليقرع طبوله في مختلف جهات البلاد التونسية بما فيها مدينة حاجب العيون. وقد قرّر منذ أيام السيد حافظ بوراوي معتمد المنطقة دعوة مجموعة من رجالات الفكر والثقافة بالجهة لحضور اشغال جلسة عمل بمقر المعتمدية وذلك للنظر في تكوين هيئة إدارية لمهرجان «عيد الصوف» الذي ظل في حالة خسوف لمدة سنتين متتاليتين بفعل الثورة التي دفعت بالكثير من المتحمسين للفعل الثقافي للنوم في العسل في انتظار من يأتي بأفكار جديدة من شأنها الدفع بعجلة المهرجان نحو الأمام .فمنذ توقفه بعد الدورة 37 عام 2010 اصاب المهرجان الشلل الكلّي حيث غابت المظاهر الاحتفالية التي كانت تربط عموم المواطنين بالأجواء الصيفية والحال أن المهرجان يمتلك أحقية العراقة التاريخية حين بعث منذ سنة 1963 وذلك بالتوازي مع مهرجان قرطاج الدولي بفضل مجهودات نخبة من الغيورين على الشأن الثقافي بمعتمدية حاجب العيون يتقدمهم آنذاك المناضل المرحوم علي الزواوي. وقد كانت العديد من العروض الأجنبية تنجز على ركح دار الثقافة بحاجب العيون قبل غيرها من المهرجانات التي أصبحت اليوم تصنف في خانة المهرجانات الدولية . هذا وقد استاء آهالي حاجب العيون منذ سنتين حين أعرب عز الدين باش شاوش وزير الثقافة السابق والمحافظة على التراث خلال ندوة صحفية عن عزمه استبعاد مجموعة من المهرجانات من الخارطة الاحتفالية وذلك لعدم الجدوى والفاعلية. واستشهد على ذلك بكلّ من مهرجاني عيد الصوف بحاجب العيون ومهرجان البسيسة بمدينة لمطة من ولاية المنستير. فكيف يحق لوزير ثقافة يهتم بالموروث الثقافي أن يلغي بجرة قلم ذاكرة وتاريخ مهرجان حافل يشهد ماضيه العريق بمدى مساهمته في تحريك الساكن الإبداعي بالجهة؟ لماذا يقع معاملة بعض المهرجانات بطريقة تفاضلية؟ اليوم وبعد أن شهد مهرجان البسيسة بلمطة دورته الرابعة عشرة تحت شعار« بسيسة 2013 من الحاضر إلى المستقبل»يتوجه سكان حاجب العيون إلى السيد المهدي مبروك وزير الثقافة الحالي للتدخل وإعادة الاعتبار والروح لمهرجان عيد الصوف بحاجب العيون وذلك بدعمه بعروض فنية ومسرحية محترمة خاصة أنه مهرجان تتنوع فيه الفنون لتشمل المعارض الاقتصادية والسهرات الفنية والمسابقات الفكرية والرياضية . إلى جانب تنظيم مسابقات في تربية الأغنام وألعاب ومسابقات الفروسية والرماية وغيرها من الفنون الأخرى . وعليه فإن الوضع الراهن يتطلب من الجميع مزيد الالتفاف حول المهرجان ولن يتسنى ذلك سوى بتظافر مجهودات الجميع حتى يعود للمهرجان بريقه وإشعاعه الوطني وذلك بتشكيل هيئة إدارية جديدة ولجان عمل قارة تعنى بإعداد البرمجة للمهرجان.