الشعب لا يريد بقاء شعاراته التي صدح بها مرمية على الرفوف، بينما هو مِنْ سوء وضعه يأكل في «الكفوف»، الشعب لا يريد أن تُختزَل مطالبه في بعض المكاسب اللغوية التي لا تُشبع ولا تُسمن مِنْ جوع، من نوع ثورة الياسمين وربيع تونس والثورة التي صفّق ووقف لها الكونغرس الأمريكي وما أدراك وإعجاب الدول الصديقة والشَّقيقة، حتى ازداد صداعنا ومرضنا ب«الشْقيقة». هذه هي كل الحقيقة، فالشعب لا يريد أن تبتعد النخبة عن مشاغله الحقيقية والعمل على تعويمها مقابل الانغماس في بول البعير وغسل الميت و«الهارلم شايك» وصدور «فيمن»، الشعب لا يريد بقاء الطريق بلا ضبط واضح للمواعيد، الشعب لا يريد أنْ يندم على أنه قال «الشعب يريد» عندما خرج عاري الصدر (طبعا لا أقصد صدور فتيات ال«فيمن»!) في مواجهة الرصاص ذات يوم من أواسط ديسمبر 2010 !. الشعب لا يريد أن تتحوّل أحلامه إلى كوابيس بعد أن كان متفائلا بالعيد، لا يريد أن يلمح قناع الحاكم القديم على وجه الحاكم الجديد ولو مِن بعيد، لا يريد لون الدم بين التونسيين وهو إلى الآن لا يعرف مَنْ قتل شكري بلعيد؟. ولأنّ الشعب لا يريد كل ما سبق، فافهموا أنه مازال محتفظا بحيويّة شعاره الحق: الشعب يريد...!