افتتح امس «عبد اللطيف المكي» وزير الصحة بنزل المشتل بالعاصمة ملتقى حول «الصرف اليومي والفردي للأدوية بالوسط الاستشفائي» حضره عدد من الصيادلة ومختصون في المجال الصحي. واشاد المكي في بداية كلمته بالدور الفعال الذي يمكن ان يقوم به المجتمع في معاضدة مجهود الدولة لتحقيق اهداف الثورة, وخدمة الشعب التونسي حتى يتمكن المواطن من الادلاء بدلوه في جميع القضايا الوطنية, قائلا: «علاقة التعاون بين المجتمع والدولة من افضل الآليات حتى يشعر المواطن انه صاحب رأي وقرار ومحل اهتمام ... يجب تجميع الثروات الفكرية , فالدولة لا تستطيع لوحدها ان تلبي طلبات المواطن أو حتى تدركها ... فاذا تصرفت بانفراد لن تلبي حاجيات المواطن ويجب اقحام المجتمع حتى تتحقق اهداف الثورة...» وابرز المكي ان من بين اهداف الوزارة النهوض بجودة الخدمات الطبية وتأمين سلامة المريض وخدمته في احسن الظروف مع المحافظة على التوازنات المالية للمؤسسات الصحية, نافيا ان تكون الغاية من ذلك الربح وإنما الحفاظ على ديمومة المؤسسات . «نحن خدام الشعب» وبين الوزير ان القطاع الصحي شهد نقلة نوعية بعد الثورة خاصة في سلك الصيادلة والمؤسسات الصحية العمومية التي بلغت نفقاتها 434 مليون دينار سنة 2012 بعد ان كانت 325 مليون دينار في 2010 , واستطرد: «نحن الآن في سياسة سد الثغرات وشهدنا تحسنا ملحوظا في الإنفاق من اجل الدواء...» و اوضح المكي انه تم التركيز على المؤسسات الصحية بالجهات الداخلية والمحرومة للقضاء على النقص في الادوية والتجهيزات الطبية , مضيفا: «النقص في الدواء بدأ يتراجع في الجهات , ليس لنا اي شيء نمنعه على شعبنا بل نحن خدام الشعب ...» ودعا الوزير الصيادلة والاطباء الى عدم ادخار اي مجهود في سبيل تحسين الخدمات الصحية ورعاية المرضى وتقديم العلاج المناسب في الوقت المناسب لتخفيف حالة الاحتقان التي انتابت المواطنين والتي جعلت الكثيرين يلجؤون الى العنف , قائلا: «لا نريد لا المدح ولا التزكيات بل العقلانية...» وانتهز الوزير الفرصة لتوضيح ملابسات القضية التي علقت بمستشفى «القصاب» في منوبة بعد ان تمّ العثور على أعضاء بشرية في كيس بلاستيكي داخل ملعب مخصص لأعوان المستشفى يقع خلف سور غرفة الاموات , مبرءا المستشفى من هذه الجريمة , بالقول: «التحقيقات اكدت انه لا علاقة للمستشفى بقضية الاعضاء البشرية ... ولا استبعد وجود محاولة لتشويه المستشفى بإلقاء الاعضاء البشرية ... انها جريمة ... كلنا معنيون بالدفاع عن المؤسسات الصحية وعن سمعة المستشفيات ...» الدواء من الصيدلية الى المريض مباشرة وكشف الوزير عن وجود طريقة اثبتت نجاعتها تتمثل في صرف وتقديم الدواء مباشرة من الصيدلية الى المريض للقطع مع الطريقة القديمة لتفادي إتلاف الأدوية , مضيفا انه تم دعم ميزانية الادوية وتزويد المستفيات الجهوية بعديد التجهيزات الطبية وسيارات الاسعاف وتوفير ناقلات الدواء وفتح انتدابات جديدة تهم الصيادلة والعملة بالمستشفيات واخضاعهم الى التكوين المستمر للنهوض بواقع الصحة , معلنا انه تم الترفيع في نسبة تركيز اطباء الاختصاص في المؤسسات الصحية التابعة للولايات الداخلية لتصبح 19 % بعد ان كانت 15.5 % , اضافة الى انتداب 156 صيدليا جديدا لدعم الطواقم الطبية , قائلا : «اناشد الاطباء الضغط على التكلفة وتفادي الوصفات الطبية المكلفة من خلال الاقتراب اكثر من المريض وتفهم حالته الصحية عن كثب لاعطاء الدواء المناسب ... يجب توفير الدواء في الخطوط الاولى, والقضاء على طوابير الانتظار للمرضى خاصة المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة وتعزيز الامن الدوائي حفاظا على صحة المريض ...». كما طلب الوزير من الاطباء انجاح التجربة التي انطلقت في مستشفى الحبيب ثامر والمتمثلة في ترشيد صرف الادوية (من الصيدلية الى المريض وتفادي تقديم الادوية دفعة واحدة لتصبح العملية يومية واخذ ما يستحقه المريض في ذلك اليوم فقط) مشيرا الى انه سيتم تصدير هذه الطريقة الى بعض المستشفيات على غرار مستشفيي شارل نيكول وفطومة بورقيبة... الوزير يغرق الحاضرين في الضحك استحسن الحاضرون (صيادلة واطباء ومختصون في الميدان الصحي) خطاب الوزير , الى حدود ان نطق الوزير عبارة «المرضى المنومين» ويقصد hospitalisé ليدخلوا في ضحكات منقطعة النظير لم تستثن الوزير نفسه الذي اكد وجود 8 ملايين مفردة عربية لا يقع استخدامها مضيفا ان عددا من المفردات العربية اقتحمت اللغة التركية .