«إن اللوحات لا ترسم من أجل تزيين المساكن ... إنها أداة للحرب على الوحشية و الظلمات». هكذا قال الفنان الإسباني الشهير بابلو بيكاسو في وصفه لدور الفن التشكيلي في التأسيس لثقافة الخير و الجمال. وقد عبرت ريشة بيكاسو و ألوانه عن هذا الموقف في العديد من لوحاته الذائعة الصيت ومنها «لوحة غارنيكا» التي ستحل ضيفة على تونس من 6 إلى 23 جوان الجاري بفضاء المركز الوطني للفن الحي بالبلفدير . فلأول مرة في تاريخ الفن التشكيلي التونسي, تزور نسخة للوحة «غارنيكا» لبيكاسو تونس ضمن مشروع مشترك بين اسبانيا و تونس يتمثل في إقامة معرض لأعمال مستوحاة من «غرنيكا» بيكاسو وبمشاركة 25 فنانا تونسيا و25 رساما من إسبانيا . رمز عالمي مضاد للحرب لوحة «غرنيكا» هي واحدة من اللوحات الأكثر شهرة في العالم. استوحاها الفنان بابلو بيكاسو من قصف عاصمة إقليم الباسك «غرنيكا» أثناء الحرب الأهلية، حيث قامت طائرات حربية ألمانية وإيطالية مساندة لقوات القوميين الإسبان بقصف المدينة في 26 أفريل 1937 . و قد كلفت حكومة الجمهورية الإسبانية الثانية (1931-1939) بيكاسو بإبداع لوحة جدارية لتعرض في الجناح الإسباني بالمعرض الدولي للتقنيات والفنون في الحياة المعاصرة لتكون شاهدة على بشاعة الحرب و قبح أهوالها ... وصارت اللوحة رمزا عالميا مضاداً للحرب و دعوة لتجسيد السلام. وتعرض «غارنيكا بيكاسو» حاليا بمتحف الملكة صوفيا الوطني للفنون بمدريد. وبعد عرضها بالمركز الوطني للفن الحي بالعاصمة ,من المنتظر أن تحط «غارنيكا» بيكاسو الرحال بجزيرة الأحلام جربة وتحديدا بالفضاء الثقافي «دار الشريف» من 20 جويلية إلى 30 سبتمبر 2013.