قال، أمس، الهادي البكوش الوزير الأول في عهد بورقيبة في حوار على امواج إذاعة «موزاييك» انه كان وراء عودة راشد الغنّوشي إلى تونس عقب الثورة بدعوة محمّد الغنوشي إلى ذلك رغم تخوّف هذا الأخير واقتناعه انّ التوقيت لا يسمح بذلك مضيفا أنّ فكرة إعادة حركة «النهضة» كانت بإجماع كل رجال السياسة لأنّه لا يمكن إقصاء حركة موجودة منذ عقود والتغافل عن قادتها المتواجدين في السجون لتنافي ذلك مع متطلّبات العهد الجديد على حدّ تعبيره. وأضاف البكّوش أنّ محمّد الغنوشي استنجد به بعد هروب بن علي لعدم معرفته بالشؤون السياسيّة وأنه ما كان منه إلا ان وجّهه مؤكّدا انّه هو من كان وراء اقتناع فؤاد المبزّع بتسلّم السلطة بعد فشل محاولة حامد القروي في ذلك ليؤكّد انّه لا يمكن اتهام الغنوشي والمبزّع بالإنقلاب على السلطة لأنّهما لم يسعيا إليها بل تقلّدا مسؤوليتهما حسب ما ضبطه الدستور آنذاك. كما أشار البكوش إلى انّه لم يكن وراء تقديم حمادي الجبالي لاستقالته من رئاسة الحكومة إبّان قرار التحوير الوزاري واعتماد حكومة تكنوقراط موضّحا انه لا يتحمل مسؤولية أي قرار اتخذه هذا الأخير رافضا التدخّل في شؤون حركة «النهضة» التي أكّد في موعد لاحق من حديثه، أنّها كانت على علاقة متينة ببن علي بعد انتخابات السابع من نوفمبر لوجود تفاهمات حول الاعتراف بالحركة مؤكّدا أنّ الحركة تحصّلت على 18% من الأصوات في انتخابات 1989 وليس 40 % كما أشيع آنذاك. وعبّر البكوش عن استغرابه من إقحامه في كل المسائل السياسية مضيفا انّه توجد أطراف كانت تتوقع عودته مجددا إلى الساحة السياسية فنشرت حوله الإشاعات لتخويف الناس منه وتشويهه مضيفا انّه ليس من المتكالبين على السلطة وانّه دخل السياسة من منطلق وطنيته ليتخلّى عنها لتقدّمه في السنّ معتبرا أنّ مسؤوليّة قيادة الدولة من حقّ الشباب ليضيف انّ وضعه يختلف عن الباجي قائد السبسي لأنّ هذا الأخير تمكنّ من النجاح عند مباشرته مسؤولية الوزارة عقب الثورة ولأنّ لديه من يلتقي معهم في أفكاره السياسيّة. من جهة أخرى قال البكوش إنّ «حزب التجمع» انتهى، مضيفا إنه تمنّى ان يبدأ الحزب الدستوري بعد الثورة مرحلة جديدة لما يتمتع به من كفاءات وأصحاب خبرة لهم حنكة سياسية موضّحا انّه دافع عن تلك الفكرة كما دافع عنها عند تولي بن علي الحكم مؤكّدا أنّ مصطفى الفيلالي كان من الأسماء التي أرادها ان تمسّك بزمام الأمور. وحول مبادرة الوزير الأوّل الأسبق حامد القروي لجمع وتوحيد الدستوريين ومنافسة حزب الباجي قائد السبسي، قال الهادي البكوش إنّه شجع المبادرة لكنه لم يشارك فيها، مضيفا أنّه يعتقد انه من غير الصواب جمع «الدساترة» لتعدد المصالح والاستقطابات حسب قوله. أمّا عن قانون تحصين الثورة، فقد أشار البكوش إلى أنّ هذا القرار غير سليم ومناف للديمقراطية تعتمده بعض الأطراف التي لا تملك تفويضا من الشعب الذي انتخبها للقيام بمهام أخرى وليس عزل الأشخاص وسلبهم حقوقهم المدنيّة معتبرا ذلك خطأ سياسيا من شأنه أن يبعد الناس عن اهتماماتهم الحقيقية مشيرا إلى أنّه «للثورة شعب وعدالة تحميها».