بحضور اكثر من 128 مؤتمرا يحق لهم الانتخاب من ضمن 50000 منخرط وعدد كبير من قيادات الاتحاد العام التونسي للشغل وأعضاء هيئته الوطنية الادارية وهيئته القطاعية... افتتح امس «حسين العباسي» امين عام الاتحاد التونسي للشغل اشغال المؤتمر العادي للنقابة العامة للتعليم الاساسي الذي يختتم اليوم، بكلمة أكد فيها على اهمية نقابة التعليم الاساسي وعراقتها ودورها النقابي الفاعل سواء صلب المنظمة الشغيلة أو على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، واصفا اياها كما هو حال بقية النقابات الاساسية بالوجه الحقيقي للاتحاد على الأرض وفي الميدان،معربا عن شديد أمله في ان ينتهي هذا المؤتمر بانتخاب المترشحين الاكثر قدرة على تحقيق تطلعات القاعدة مع الحرص على ضمان مصلحة القطاع وان يهتدي المؤتمرون الى الحلول الكفيلة بمعالجة المشاكل والشواغل التي يواجهها برأيه اغلب العاملين بالقطاع. وبالتوازي مع تأكيده على «استبسال» نقابة التعليم الاساسي في الدفاع عن استقلالية الاتحاد ومناعته وحضورها الدائم في الصفوف الامامية من كل محطات النضال التي خاضتها المنظمة النقابية، شدد «العباسي» على انه ما من احد قادر بقوله على تقزيم الاتحاد أو أن يحدد له مربع تحركاته، مضيفا ان الاتحاد سيظل صمام الامان الذي يحول دون تلاعب بعض الاطراف بالمصلحة العليا للبلاد قصد اشباع مصالحهم الشخصية الضيقة حسب قوله . وفي ذات السياق، قال العباسي بالحرف الواحد: «لقد جربوا علينا كل الوان الشتم والسب والتهديد والاستبداد... ولكن كل هذا لن يثنينا عن لعب دورنا التاريخي وعلى احسن وجه حتى لو بلغ الامر حد الاغتيال والقتل والتصفية.. فالمنظمة منحازة بطبعها للفقراء والمعطلين عن العمل والمظلومين من الذين يعلقون علينا آمالا كبيرة وهي فئات وشرائح كبيرة من المجتمع ليس لنا ان نخذلها»، متابعا بالقول: «ثمة خطوط حمر لا يمكن تجاوزها وانصح الشرهين اصحاب الشاهية المفتوحة الا يقتربوا منها والا سيكتوون بلظاها». «اسماعيل السحباني».. وقصر قرطاج ! وفي سياق تذكيره بالمسيرة التاريخية النضالية للاتحاد، استطرد «العباسي» قائلا ان دور الاتحاد لم يتفتت ولم يتراجع ولم يسلب منه دوره الريادي المصيري ولم تضمحل تشريعاته... الا خلال الفترة التي تسلم فيها برأيه «اسماعيل السحباني»، الامين العام الحالي لاتحاد عمال تونس، قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل، قائلا بالحرف الواحد: «لقد تفتت الاتحاد وتراجع دوره وسلبت قراراته واضمحلت تشريعاته العامة في الفترة التي تسلم فيها «السحباني» القيادة وميزة تلك الفترة ان القرارات كانت ترد على الاتحاد من قصر قرطاج». «النقابات الاساسية وجه الاتحاد» وأشاد «العباسي» خلال كلمته بالدور الفاعل للنقابات الاساسية، موضحا انها نجحت في افتكاك مكانتها في كل المرافق والوزارات، واصفا اياها بالوجه الحقيقي للاتحاد على الارض وفي الميدان. كما كشف «العباسي» في ذات السياق، عن توجه الاتحاد خلال المرحلة القادمة الى تنظيم واعداد دورات تدريبية مكثفة لهذه النقابات اعتبارا للدور الهام والحساس الذي تلعبه. «حق الاضراب حق ثابت لا قيد فيه او شرط» وبخصوص دستور البلاد الجديد،شدد «العباسي» على تمسك الاتحاد بدستور «مدني ديمقراطي اجتماعي» يتماشى مع اقامة الاسس الصلبة للدولة المدنية الديمقراطية الاجتماعية،وفق تقديره،مطالبا بإعادة النظر في بعض فصول مشروع الدستور المتعارضة برأيه مع مدنية الدولة وديمقراطيتها والمقيدة حسب رايه دائما لحق الاضراب المشروع للنقابيين. وفي ذات السياق، أضاف العباسي: «ان حق الاضراب من اهم الحقوق التي يتمتع بها النقابيون وقد تم تناوله في مسودة الدستور هذه ولكن تناولها كان بصفة مشروطة وبطريقة افرغت به من محتواه.. مما لا سبيل اليه لأن حق الاضراب يجب ان يكون حقا ثابتا دون أي حق او شرط». وقال «العباسي» ايضا، انه يمكن اعتبار الاحكام الانتقالية اخطر ما جاء به هذا الدستور، مطالبا بإعادة النظر في هذه الاحكام وبعض الفصول الاخرى التي رأى انها تحد من الحقوق والحريات وبصفة مبالغ فيها احيانا. «اليوم أو غدا ننتهي من خوض اللقاءات الهادفة لإعادة الحوار الوطني» أما بخصوص الحوار الوطني، فأوضح «العباسي» ان الاتحاد قد ينتهي اليوم أو غدا من خوض سلسلة من اللقاءات التي راح يعقدها مع عدد من الاحزاب السياسية بلغ عددها، وفق تصريحه، حوالي 16 حزبا وذلك بغية اعادة الحوار الوطني الى سالف نشاطه واستكمال النقاش حول المسائل الخلافية. «آخر لمسات الهيكلة.. وانعقاد المجلس الوطني لن يتجاوز موفى 2013» أما بشأن تعطل اشغال اعادة النظر في هيكلة الاتحاد والعمل على تركيز هيئة جديدة، فقد أوضح «العباسي» «ان ما عاشته البلاد طيلة الفترة القليلة الماضية من مشاكل وتوتر وارهاب.. ساهم في تشتيت جهود الاتحاد وتحويل وجهة اهتمامه عن تركيز هيكلته الجديدة»، مستطردا «اننا نعمل على تطوير هيكلة الاتحاد العام على قاعدة التحولات الاقتصادية والاجتماعية وبصدد وضع اللمسات الاخيرة لهذه الهيكلة التي ستعمل حسب تصريحه على صياغة مشروع ستعرضه في المجلس الوطني القادم الذي قال انه من المرجح أن ينعقد قبل موفى هذه السنة 2013. و لم يفوت «العباسي» الفرصة بهذه المناسبة الى التعريج على الدور الهام والتجربة الجديدة التي يخوضها الاتحاد العام التونسي للشغل في ربط أواصر العلاقة بالمنظمات النقابية العربية والدولية، قبل ان يختم بحثّه هياكل الاتحاد على ضرورة تجاوز كل الخلافات الجانبية ومزيد البذل والعطاء والالتصاق اكثر بالعمال وفئات الشعب التونسي والانصات الى مشاغلهم وهمومهم. وقد تم بهذه المناسبة تكريم ثلة من المناضلين النقابيين على غرار «الناصر القطواني» و«علي بن علي الفرويوي» وابناء المرحوم «سالم القابسي»... لتنطلق بعد حفل التكريم اشغال المؤتمر من تكوين لجان الفرز واللوائح والتثبت من النيابات.