الترجي الرياضي « موش لا باس » ... هذا ما يجب الاقتناع به في أوساط أصحاب القرار في الفريق ويكون نقطة الإنطلاق لمراجعة الحسابات على مستوى المجموعة من جهة وتحميل مسؤولية كل لاعب فشل في آداء دوره بسبب محدودية إمكانياته أو عقليته اللاإحترافية أو تصرفاته خارج الميدان من جهة أخرى ، فاللاعبون يتقاضون آلاف الملايين ومن الضروري محاسبتهم عند الإخفاق والإخلال بالواجب وخاصة التقصير في حق العائلة الترجية بأكملها... الوضعية على مستوى المجموعة صعبة للغاية وهذا ما أكدته كل المقابلات التي لم تخل من النقائص والسلبيات حتى عند الإنتصارات وهذا ما يفرض « ثورة » كاملة تعيد البناء لفريق عتيد يلبي طموحات الجماهير وينجز أهداف النادي لأن الزاد البشري الحالي لم ولن يلبي الآمال ولم ولن يحقق النتائج المرجوة وهي الحقيقة التي يجب أن تفتح عليها العيون ليعود فريق باب سويقة إلى المستوى المعهود الذي يتمنى أن يراه عليه كل « مكشخ » غيور عن اللونين. « إللّي سماك غناك » ... ومحيط التطبيل أكبر خطر على النادي الضعف الفني هو أبرز ميزة في المجموعة الترجية الحالية وهذا هو الإنطباع العام في عملية تقييم الزاد البشري لفريق باب سويقة ومن يريد أن يبيّن ويثبت العكس فإنه يغالط نفسه قبل مغالطة الرأي العام وهو يضر بالنادي أولا وأخيرا وعلى هذا الأساس فإن جماعة التطبيل والتمجيد والتقرب من اللاعبين مطالبون بالكف عن مهمتهم هذه التي ساهمت في « تكبير راس » لاعبين متوسطين لا غير وجعلهم نجوما وما أبعدهم عن ذلك ، فهذه الفئة التي ألهت اللاعبين وصفقت لهم حتى في أسوإ المقابلات هي الخطر الكبير الذي ساهم في الوضعية الصعبة التي وصل إليها الترجي الرياضي على مستوى الجدية والإنضباط وتحمل المسؤولية واحترام اللونين ... اللاعبون الحاليون يصنفون إلى عدة أقسام ... القسم الأكبر يكمن في ضعاف الإمكانيات لأن العديد منهم لا يملك أدنى المؤهلات التي تسمح له بالإنتماء إلى هذا الفريق الكبير ، أما القسم الثاني فيتعلق بالعناصر التي لم تبق منها سوى الأسماء وتتواجد فقط بفضل ماضيها وتاريخها لتسجل حضورها على الميدان بصفة صورية دون أي إفادة أو إضافة من أي نوع ، هؤلاء يلعبون بتاريخهم وقد حان الوقت ليدخلوا فعلا طي التاريخ لأن الآداء وحده على الميدان هو الفيصل والمحدد للتركيبة الأساسية ولا دخل فيه للإسم الكبير والتاريخ المجيد والسجل الحافل... أكيد أن الأمر واضح هنا ولسنا في حاجة إلى مزيد التفاصيل لأن الكل في الترجي الرياضي يعلم ذلك. الاستهانة بالجماهير الصنف الثاني من اللاعبين والذي يقوده الجزائري يوسف البلايلي بامتياز يستهين بجماهير الأحمر والأًصفر ولا يبالي بأوجاعهم وأحوالهم عند الخسارة ، هذا الصنف يمكن تسميته ب« نجوم الورق » الذين يظنون أن مفاتيح نجاح الفريق بين أقدامهم وأنهم فوق المحاسبة والنقد وأنهم ضروريون في الفريق ولا يمكن الإستغناء عنهم والسبب في ذلك لمحيطهم المليء بالتطبيل و« التلحيس» و« المدائح والأذكار » التي زادت في « تغليط » هؤلاء النكرات مقارنة بالنجوم الحقيقيين الذين مروا بالترجي الرياضي ... نحن لا ننكر أن إهدار ضربات الجزاء وفرص التهديف الذهبية داخلة في اللعبة لكن تنفيذ هذه الركلات بتلك الطريقة في ذلك التوقيت وبعد إهدار واحدة قبلها أثناء المباراة أمر غير مقبول بالمرة في فريق كبير اسمه الترجي الرياضي يعيش الملايين على نخب انتصاراته وتتويجاته ويتنفسون عشقا بلونيه، وتصرف البلايلي فيه استهانة بهؤلاء الملايين المتيّمين بالترجي الرياضي ، الذين يفرحون عند فوزه ويحزنون عند انهزامه وهذا هو خبزهم اليومي... الجزائري يوسف البلايلي محظوظ لأنه وجد نفسه في فريق غادرته النجوم الحقيقيون لتفتح أمامه أبواب النجومية التي لم يستوعبها ولم يدرك قيمتها لتحوّله إلى لاعب يسمح لنفسه بفعل ما يشتهي حتى على حساب مصلحة النادي ومشاعر عشاقه وهذا هو الفخ الذي سقط فيه الجزائري والذي سيقضي على مشواره مع فريق باب سويقة إذا لم يتدارك بسرعة ونجاعة... عند رحيل يوسف المساكني وضعت ثقة الترجيين في يوسف البلايلي لأخذ المشعل وقيادة الترجي الرياضي هجوميا لما يملكه من فنيات وهذا ما لا يشك فيه أحد ولا يختلف فيه اثنان غير أن عقلية الجزائري أفشلت هذا المشروع وبكل موضوعية نقول « شتانا بين الثرى والثريا » لأن المقارنة لا تجوز والفرق شاسع بين ما قدمه المساكني وما ساهم فيه من انتصارات وخاصة من تتويجات وبين ما جناه البلايلي إلى حد الآن عن الفريق ولم يمنعه – وهذا الخطير من الاعتلاء والاعتقاد أنه وصل إلى القمة وأصبح فعلا قائدا في المجموعة... في كلمة نقول ونؤكد أن الجزائري لا يدرك بالمرة قيمة وحجم النادي الذي ينتمي إليه وهو المنعرج الذي يمكن أن يغيّر مشواره 180 درجة. لا يمكن إغلاق هذا الموضوع دون لفت نظر سامح الدربالي أيضا إلى الطريقة التي نفذ بها ركلة الجزاء وساهم بسببها في انسحاب الترجي الرياضي وهي طريقة لا تليق بقائد فريق يعي على عكس البلايلي قيمة الأحمر والأصفر ومر بمراحل صعبة منها الإعارة إلى نواد أخرى وكان عليه التحلي بالجدية المطلوبة حفاظا على المكانة التي بلغها حاليا في صلب الفريق. بن منصور المثال المحتذى في تلبية النداء كنت في بعض المناسبات أول وأكثر من انتقد دفاع الترجي الرياضي وفي مقدمته محمد بن منصور وكان النقد فنيا لا غير ليست فيه أي دواع شخصية ضد هذا اللاعب الذي يفرض الإحترام لذوده على حظوظ الفريق ، وإيمانا مني بأن أقول للمسيء أسأت وللمحسن أسأت فإن أكبر ميزات هذا اللاعب هو أنه كان دائما حاضرا لتلبية نداء الواجب كلما احتاج له الإطار الفني سواء في محور الدفاع أو على الجهة اليسرى وكان يلعب في كل مرة دون أي حسابات ، يعطي كل ما لديه بسخاء ويحترم جدا اللونين اللذين يرتديهما ويعي فعلا قيمة النادي الذي ينتمي إليه على عكس البلايلي وجماعته... لم يحط بقاؤه على بنك الإحتياط من عزيمته ولم يفتعل المشاكل ، شعاره « أنا هنا من أجل الترجي الرياضي» ، ولذلك فهو محل احترام من الجماهير العريضة لفريق باب سويقة، هو فعلا ابن النادي تماما مثل قائد الفريق خليل شمام ولم يستهن يوما بالزي وبمشاعر الأحباء وهذا يستحق تحية في زمن نجوم الورق التي تاهت في الطريق. عودة إلى الإنتدابات ... الراقد والذوادي فقط الإستثناءات بعد انتهاء التزامات الترجي الرياضي نعود إلى الإنتدابات التي قام بها الترجي الرياضي لتعزيز مجموعته حتى نقيمها بطريقة موضوعية ، هذه التعزيزات في ميركاتو الصيف والشتاء كانت متعددة شملت أكثر من إسم من تونس وخارجها بداية ب«بطل الموسم»يوسف البلايلي وأسوإ المهاجمين في تاريخ الفريق على الإطلاق أحمد العكايشي وإيمانوال كلوتي ، ونقطة الإستفهام الأمجد الشهودي على الميدان وخارجه ، وصاحب الحظ السعيد شاكر الزواغي أغنى عاطل عن العمل في تاريخ الكرة التونسية ، هذا بالإضافة إلى عنتر يحيى الذي لم يقدم الإضافة التي كانت منتظرة فعلا من اسم كبير مثله دون أن ننسى اللاعبين الشبان الذين يمكن منحهم الفرصة مجددا لتدارك وضعهم مع ضرورة تطور آدائهم وخاصة شخصيتهم على الميدان والإشارة هنا إلى خالد الغرسلاوي ومحمد أمين النفزي... كل هذه الأسماء بلا استثناء لم تساعد الترجي الرياضي على تجاوز فترته الإنتقالية الصعبة ولم تقدم ما كان منتظرا ومطلوبا منها وهذا واقع لا يمكن لأي كان طمسه أو تغييره. الإستثناء جاء أولا من حسين الراقد الذي على الرغم من الإنتقادات التي عرفها في أولى أيامه بحديقة الرياضة «ب» كان دون منازع أفضل وأبرز عنصر في الترجي الرياضي ويا ريت لو كان الترجي الرياضي يملك لاعبين أو ثلاثة من طينة الراقد، وثانيا من شمس الدين الذوادي الذي نجح في تقديم الإضافة من البداية وهو مؤهل بحكم إمكانياته وسنه إلى مزيد التطور مستقبلا.