مع بزوغ شمس اليوم الأول من شهر رمضان دبت الحركية في شوارع سيدي بوزيد و بدأ المتسوقون و العمال و الموظفون يتوافدون على السوق المركزية و ساحات البنوك و فضاءات بيع الخضر و الغلال و المشروبات و داخل المحلات التجارية و المؤسسات الحكومية و الخاصة في بطء و بأعداد قليلة . "التونسية" تحولت في أنحاء مختلفة من المدينة و خاصة في السوق المركزية و الشوارع المحاذية لها حيث ينتصب باعة الخضر و الغلال و كذلك في الرحبة (السوق اليومي) من الساعات الأولى من اليوم الأول من الشهر و لاحظت أطنانا من المعروضات المتنوعة من الخضر و الغلال التي فاقت أسعارها الخيال و غابت عنها اللوحات الإشهارية للأسعار و هذا ما اعتبره المتسوقون خرقا للقانون و استخفافا بالمستهلكين و سبيلا للتحيل و السرقة و التعدي على كرامة الأجوار في ظل غياب الرقابة الاقتصادية و الصحية و غياب الأمن على حد تعبير من التقانا و تحدث إلينا بكل حسرة و يأس . و بخصوص الأسعار التي استمعنا إليها فيذكر أن أسعار البطاطا تراوحت بين 700 و 900 مليم للكلغ الواحد و تراوحت أسعار البصل و الطماطم و الخيار و الخضر الورقية (سلق و كلافس و معدنوس) بين 450 مليما و 700 مليما، في ما وصلت أسعار الخوخ (بوطبقاية) 3500 مليم وتراوحت أسعار الإجاص و الخوخ العادي و العوينة و التفاح العادي بين 200 و 3000 مليم و بلغ سعر الدقلة في عدة نقاط 8000 مليم . نفس الشيء لاحظناه في المحلات المعدة لبيع الأسماك التي شهدت إقبالا كبيرا رغم الأسعار المشطة التي تضمنتها اللوحات الإشهارية و الملاحظ أن المستهلكين يتزودون بكميات قليلة من الأسماك التي تراوحت أسعارها بين 2400 مليم (لاشتا) و 14800 مليم (وراطة( و 15800 قاروس. و في الرحبة (السوق اليومية) يقبل المتسوقون على الخضر الورقية و بعض الغلال التي تعتبر أسعارها في المتناول مثل التين و الهندي و البطيخ و اللوز الأخضر و الدلاع و ما شابه ذلك. أما في المركب الصناعي و الفلاحي بالطويلة فقد أقبل المتسوقون على اقتناء الحليب و البيض و الزيوت النباتية بصفة متواصلة و حسب من التقيناهم و تحادثنا معهم فإنهم قد أبدوا قلقهم و تذمراتهم الشديدة من غياب المراقبة الاقتصادية و الصحية بصفة ملحوظة في هذه الأماكن التي تعرض فيها المواد الاستهلاكية دون وجود اللوحات الإشهارية لكتابة الأسعار و دعوا إلى ضرورة مقاطعة المواد التي علت أثمانها و تجنب التعامل مع التجار الذين لا يحترمون القانون و لا يحترمون أخلاقيات المهنة .