يستأنف الشّاعر نظم طوره فيقول:
«حيث التقينا وقد أسرى الصّهيل بنا
بين الزّمانين لا ضوء ولا سدف
............................................ «
«الصّهيل»، «بنت لغة» تخترق الآذان وتستقرّ في أذهان لا تقوى على حملها فتتشتّت
«قطعان ذكرى» وتحيى «دمن (...)
غير أنّ طرب التّلقّي في «نجيبة» الشّاعر العربيّ جمال الصليعي هذه ليس حبيس الذّكرى والتّذكّر وعذوبة ممارسة سحر «الفاء» سمعا ونطقا فحسب وانّما هو أيضا في ارباك
جمهور بمجاز أعاد به الرجل رسم العلاقات بين الموجودات على نحوذابت معه «سكينة اللّيل» (...)
يكشف العنوان وهو أحد أهم عتبات الرواية عن نزعتها المكانية فالرواية تنزع إلى أن تكون رواية مكان كالكثير من الروايات العربية الحديثة فالمكان يعتبر مصدر الهام وإيحاء متميز في الكتابة الروائية وإذا كان السرد العربي القديم قد نزع إلى حكايات وقصص وأخبار (...)
يقول الشّاعر جمال الصليعي في مستهلّ ثلاثيّته :
اصعد فعند حدود الرّوح أروقة
خلالها عبر العشّاق والتحفوا
وأشرفوا من سماء البوح في ظلل
ضجّت بهم همهمات اللّيل فاعترفوا
وحينما ازدحمت أسرارهم نفذوا
حتّى تفايضت الأرجاء والسّجف
سكينة اللّيل قد أفشت (...)