تعرفت علي الريكشا لأول مرة في رواية الأرض الطيبة للأمريكية "بيرل بَك"، تبدأ الرواية مع إكراه هائل، ويصل عنفها إلي نقطة الذروة عندما يهاجر الفلاح "وانج لانج" من شمال الصين فرارًا من المجاعة. ويضطر في الجنوب إلي العمل بجر الريكشا، حتي في ذلك الوقت (...)
بعد سقوط العراق، نشرت مجلة "The Atlantic Monthly" تقريرًا حول مستقبل الشرق الأوسط تحت عنوان "بعد العراق"، مر به القلائل علي عجل، وحكموا عليه بأنه نسخة أو نقلٌ حرفيٌّ لحالةٍ نفسيةٍ لا يرقي إلي شهادةٍ أو وثيقة، كان من الصعب النظر إليه بعين الاعتبار من (...)
خلال أشهر مشاهد فيلم "ابن حميدو"، احتشد "شيخ الصيادين" عدة مرات، وحشد كل عضلات جسده ومخارج ألفاظه وحركات عينيه وتعبيرات وجهه وصاح كالغاضبين في وجه زوجته المتسلطة:
- وشرف أبوكى لو فتحتى بقك بكلمة لأقطم رقبتك، إنتي عارفة، أنا راجل وكلمتي لا ممكن تنزل (...)
قبل أسبوع تفاعل بعض رواد "تويتر" مع هاشتاج بعنوان "الجبير ويكيبيديا" يسخرون من وزير الخارجية السعودي عقب تصريحاته عن رحيل الأسد، لم تغب التعليقات الجادة جدًا أيضًا، مثل:
"أول وزير بدولة غير ديموقراطية بيطالب بالديموقراطية لبلد تاني"..
من بين (...)
مدينتنا تواصل الهبوط إلي ما تحت القبو بخطوات عصبية، لم تدخل سردابًا مجهول المعالم أكثر مما هي الآن، حتي الإستعمار الصريح لم ينجح في استدراجها إلي هكذا حالة، شعور محموم بالذعر العميق وضياع الطريق يضرب قلوب المصريين جميعًا، كل الطرق ظلال دائرية لا (...)
كان موقفها يوم مقتله بمثابة حجر كريم، عندما تنقش حزمة أصابع مبتورة بصماتها علي جدران التاريخ فشخصية الصحراء تؤدي إلي امرأة قد يسرها أن تعرف أننا نتذكرها، من السئ أن ذلك الحدث قد واكب تمامًا لحظة ميلاد الجرح القديم الذي تتكاثر في دمه كل هزائم (...)
كانوا يظنون أن كل أشكال الانتماء لرائحة الأرض تُقتل في البيضة، وأنهم في نهاية الطريق إلي بناء واقع جديد ودائم، لولا أن الشباب الفلسطيني الذي تخلص من الخوف وكأنه رزمة مشاكل، قد استطاع، بلغته الخاصة، أن يضع العربة أمام حصان اليهود، وأن يجلد حوذية (...)
القراءة هي السبيل الوحيد لكي لا يقرر الآخرون نيابة عنك، كسور الروح أيضًا لا يمكن ترميمها إلا بالقراءة، ومن لا يقرأ من الصعب أن يغادر فقاعة الطفولة الفكرية، لكن، عند الحديث عن التاريخ تصبح القراءة ضرورة لابد منها لاستيعاب الحاضر، وكلما دفع القارئ (...)
إذا كان الشعر هو "ديوان العرب" فإن "العديد" هو السجل الذي تواطأ الجنوبيون دون قصد منهم علي تدوين مغامراتهم في الوجود وتجاربهم وخياراتهم الجماعية من خلاله، عندما حدث ذلك، كانوا يعرفون أنهم إنما يكتبون مراراتهم شعرًا، وهذه امرأة حزينة تطلب امرأة مثلها (...)
قبل الثورة البلشفية كانت ملامح خريطة روسيا الإجتماعية تشبه إلي حد بعيد ملامح خريطة مصر الإجتماعية الآن..
- قاع مزدحم بالنفايات البشرية المتغضنة الوجوه كالموتي، مع ذلك، مسكونة بالحرص علي حضور قداسات الآحاد الأرثوذكسية!
- قمة يتوارثها قلة من (...)
حتي وقت قريب كان التضارب حول أصول الغجر حادًا، نظريات خاطئة كثيرة في هذا السياق تم التعامل معها علي أنها حقائق لا تقبل الجدل، لكن، لأن منظومة المعرفة الإنسانية بالأساس هي منظومة من الأخطاء التي تم تصحيحها، نجح باحثون إسبان عن طريق تجميع معطيات (...)
وتراه أصغرَ ما تراه ناطقاً ... ويكونُ أكذبَ ما يكونُ ويقسمُ
بيتٌ من قصيدة ل "المتنبي" إن لم تكن من عيون الشعر العربي، فلا أقل من أن أحد أبياتها نال من الشهرة ما لم ينله كثير من الشعراء المجيدين، وهو:
لا يسلمُ الشرف الرفيعُ من الأذي ... حتي يراقَ (...)
قبل أعوام قليلة شاهدت المفكر السعودي "محمد سعيد طيب" علي قناة LBC يتحدث إلي "أحمد عدنان" مؤلف كتاب "السجين 32، أحلام محمد سعيد طيب وهزائمه"، حتي ذلك الوقت لم أكن أتصور أن في السعودية ليبراليين إلي هذا الحد؛ ولا أن ناصرياً يحمل كل ذلك التبجيل للشيخ (...)
حادثتان، متي طرأت أحداهما علي ذاكرتي انتابني ضحك "المتنبي" الذي كالبكاء، وتسلل الغيظ علي أطراف أصابعه إلي قلبي ليعبث بأفكاري السابقة عن ذلك العمق الباهظ الذي قد تصل إليه قدرة الإنسان علي إبداع الخداع!
سوف لا أحترم الترتيب لأن الحادثة الأقدم عمرًا (...)
كثرٌ هم الذين يدونون جراح سوريا، وأكثر منهم من يظنون أن الصراع هناك مؤهلٌ للحسم بأدواته الحالية، لكن الذين استمعوا يومًا إلي "بشار الأسد" يخطب يجب أن يتوقعوا أطلال دمشق قبل أن يزور نهايته البائسة!
ذلك أن التسويف وأن الإطالة غير المبررة بعض طباعه، (...)
الطفيليات الضارة فقط هي التي تستطيع أن تنمو بصوت مسموع في المستنقعات، كما أن المنحطين أخلاقيًا وحدهم هم الذين بإمكانهم أن يستحوذوا علي بقعة من الضوء الرخيص في بلد يحكمه عسكر، والمقاربة واحدة، فكل بلد وأي بلد تحت حكم العسكر حتمًا هو مستنقع بشري لسبب (...)
للدم الملكيُّ في قصة العالم مساحات رحبة ليس من الصعب أن نلمس هيمنة الطابع الأسطوري علي فصولها، من السهل أيضًا أن نراقب من مكان قريب ذلك الإتفاق المريب علي أنه دمٌ مقدس وهو يتحرك عبر الزمن من أقصي بقعة في العالم القديم إلي أقصي بقعة في الجانب الآخر (...)
انتهي العرس الديمقراطي في نسخته السودانية، وكعادة كل الأعراس الديمقراطية في هذه البقعة الرديئة من الكون كان مجرد استربتيز سياسي رخيص من الواضح جدًا أن الغرض الوحيد منه هو إضفاء لون من ألوان شرعية الصناديق علي مجرد استفتاء تشتعل ملامحه كفضيحة تدق (...)
جولة جديدة من جولات "صفين"، أطول معارك الإسلام عمرًا، حلبتها اليمن هذه المرة، ستسفر في النهاية عن باب صغير للخروج من الكابوس المزمن الذي يعيشه المبتلون بمحنة الميلاد في حفرة ( الوطن) (العربي)، فلا هو وطن ولا هو عربي!
"صفين" الأولي لم تكن حاسمة، (...)
الخيانة كاسمها، خيانة، خُلُقٌ بشريٌّ لعب دورًا جذريًَّا في هندسة ملامح العالم كما الآن نعرفه، فإن مما هو في حكم البديهيات أن التاريخ لا يستطيع أن يسرد فصول قصة الإنسانية دون الرجوع إلي الخيانات والسم والدسائس كمراجع هامة للتغيير، وحصرية أحيانًا، (...)
في ذاكرة كلٍّ منا حتمًا أصداءٌ شاحبة لتلك الغرفة المحرمة، هي عادةً الغرفة رقم "7" التي لا ينسي الساحر أو لا تنسي الساحرة أن تحذر قبل اختفائها بطل الحكاية الأسطورية من دخولها تحديدًا دون الإفصاح عن سبب التحذير، إغراءٌ من نوع آخر، وبطبيعة الحال، لأن (...)
مياه قليلة جرت في النهر بعد مذبحة “شارلي إيبدو”، قطرات لا تشكل غيمة زمنية، لكنها كانت حبلى بحزمة من الأخبار الحارة التي بوسعها أن تورط المرء في الإقدام على قراءة الحادثة في ضوء آخر
مثلاً:
* التلفزيون الفرنسي: محتجز الرهائن في المطعم اليهودي بمنطقة (...)
البحث في الجذور هو الممر الأسهل للتوصل إلي درجات أعلي في نضارة الرؤية وسلامة الحكم!
(الخوارج)، مصطلح مُعلَّب يتم استدعاؤه عند ظهور أية طائفة تنزع إلي التحرر في بلاد المسلمين، كان (الإخوان المسلمون) آخر جماعة أحرزت شرف الاتهام به، وأنا هنا لأؤكد هذا (...)
غريبٌ أن يبلغ العاشرة طفلٌ ولد في "إنجلترا" قبل أن يحفظ كأنما يحفظ نصاً من الإنجيل أسطورة البحَّار "جون"، ذلك البحَّار الذي انطلق من سواحل الجزر البريطانية ليوزع المدنية علي كل الشعوب الهمجية في الأرض!
من الصحِّيِّ أن يلتف كل تجمع بشري يعيش داخل (...)
سوف لا أكترث لفيلم "الناصر صلاح الدين"، فلقد ضحي بالحقيقة ليس فقط في سبيل الخط الدرامي للأحداث، إنما لسبب لا أجد له محلاً من الأمانة، ربما، يجب لندرك لماذا حدث هذا ألا نتجاهل توقيت كتابته، عندما كانت الحرب التي شنها "عبد الناصر" في منتصف الستينيات (...)