عاش الشعب، عاش الشعب، عاش الشعب عبر مكبر الصوت يذاع خبر هروب الرئيس و عائلته خارج أرض الوطن لطمئنة الجماهير بساحة النصر التي تعج بالزوار والمعتصمين بها منذ شهور، هاهو النصر يتحقق بعد هذا الإعلان . إنه يوم النصر، الخلود والعزة لشهدائنا الأبرار، سنبني ما دمر حجرة حجرة، وسنضمد الجراح جرحا جرحا، بتوحيد الصفووف، بالانضباط والمسؤولية سنبني دولة الحق والقانون ، لا للعنف، لا للثأر، علينا أن نبني وطنا يحمي حقوق الأقليات بل حقوق الأفراد فالديمقراطية خيار الشعوب، والسيادة للقانون، القانون وحده الضامن لنجاح مسيرتنا، سوف لن نكون متفقين على كل شيء، وبما أننا نختلف عن بعضنا البعض، سنختلف ايضا في افكارنا ورؤيتنا للأشياء لكن علينا بل من واجبنا أن نحترم الرأي الآخر، لا عبد ولا سيد من اليوم، السيد هو القانون هو العدل هو الحق لقد بدأنا ثورتنا بخطوة نحو طريق الأمل طريق الحرية طريق التحرر من العبودية . استشهد الكثير، شردت العائلات، تكسرت واجهات المحلات، نار ودخان في كل مكان ، حركة بطيئة تبشر بنهاية العاصفة، عساكر مدججة بالسلاح تنتظر الأوامر، بوليس بزي وآخر بدون، يتحاشون النظر في وجوه المارة وحتى في وجه بعضهم البعض، يترقبون بحذر ممزوج بالحيرة والاستفهام، كل شيء يوحي بعدم الاستقرار. من هذا الانتظار ظهر رجل قصير القامة ذو شعر خفيف اشعث، لحية قصيرة لم تترك عمدا بل نسيت لكثرة انشغاله بتوحيد الصفوف، ملابسه الغير مستوية وحذاءه الغير ملمع يوحيان بذلك ، ظهر فجأة وسط الجموع وكأنه سقط للتو من أعلى السرير، اعتلى المنصة وصاحت الجماهير: عاش الشعب، عاش الشعب، عاش الشعب حنحن كحصان صغير، تلاشت الصيحات وتحولت الى وشوشات وضجيج غير منظم وهتفات من هنا وهناك لشباب طائش، طبطب في مكبر الصوت، مبتسما في وجه الجمهور، عم صمت كصمت القبور سمعت طلقات نار صوب المنصة سقط الرجل تعالت الصيحات وطلقات الرصاص في الهواء لتفريق الجموع، بدأ الكل يتخبط بالبعض تعالت الهتافات والصيحات : عاش الشعب، عاش الشعب، عاش الشعب -