صرخة دماء فائرة إن يوم الرابع عشر من جانفي ألفين واحد عشر في تونس هو يوم انعتاق الشعب التونسي من ظلم استمر أكثر من خمسة عقود من الدكتاتورية السياسة البورقيبية و عصابته من المتحزبين والانتهازيين ومن دكتاتورية بن علي ومافياته ذات الالوان العائلية والحزبية والمخابراتية الخسيسة.. يوم الرابع عشر من جانفي يوم تاريخي لثورة تونسية جبارة ترجمت إرادة شعب عظيم قدم مرة أخرى شهداءه فداء لكرامة شعب وعزة نفس. إنها ثورة الكادحين والكادحات ... إنها ثورة شعب لا يستطيع أي كان أن يزايد عليها... ثورة أسقطت احد أخطر الأنظمة المافيوزية العالمية بإرادة مستقلة .... ثورة فاجأت من لا يعرف وطن الشابي وغيره من العظماء... ستدرس هذه الثورة في كافة أنحاء العالم وفي كل جامعات العلوم السياسية كثورة لها أبجديات إنسانية عميقة وستعلم الجميع بأن إرادة الشعوب لا تقهر قصر الزمن أو طال. لست هنا أيها السادة لأنظّر لإيديولوجيات أو نظريات أدبية وعلمية بل أردت باختصار أن أقدم أخيرا التعازي إلى كافة شهداء تونس عبر مر العصور وأن أترحم على شاعرنا العالمي أبي القاسم الشابي وعلى كل عظماء تونس وهذه الأمة. تحيا تونس بشعبها من الشرفاء رجالا ونساء , شيبا وشبيبة , أبناء وبنات والله أكبر على من طغى وتجبر ويحيا الإنسان حرا عزيزا في كل هذه الأرض