تموت حمائم السلام تحملنا الريح في كل مساء تنثرنا غباراً ويتقطع اللحم فينا وتهدي العظام لسادة القصور والجماجم أكواب لخمر المساء تأخذنا لمقصلة التاريخ لينفذ فينا حكم الاعدام وتبقى كل ابواب المدائن في وجوهنا مغلقة ويأتي الجلاد ليسرق منا ما بقي من احلام فنخبئ عنه بعضاً منها نكتبها بالطبشور على جدار الزمان وتعلو فينا الصرخة قبل الموت بقليل وقبل ان يودعنا الليل وقبل ان يأتي اول النهار وتبدأ المحاكمة والجميع حضور حتى ان قبائل العرب لبت الدعوة النهارات ناعسة مغبرة متعبة تجر ارجلها تعبا من التخمة تبدا المحاكمة والتهمة سرقة رغيف من الخبز من ابن العم وابن الجيران سألني القاضي العادل عن تهمتي المنسوبة الي بلا زور وبهتان فقلت سرقت رغيف خبز لأخبئ فيه شيء من احلامي ومن الجوع اسندت نفسي باثنين وعشرين عودا من الكبريت خوفاً من إنكساري امام اطفالي ويضنوا اني في بلاد العرب اموت جوعا فخيرات ربي كثيرة الانهار والحدائق الغناء والجنان لا حدود لا سفارات لا قيود لا إعتقلات لا زنازن عفنة ولا وأد تحت التراب أصرح بكل ما اريد بلا حساب ولا اضرب ابدا بسوط من يد جلاد ولا يوجد بجسدي أي وشم حتى أني اروي قصة الحاكم والجواري الحسان هنيئا له الجنة الموعودة مسكين تتعبه اشغال الرعية ويحتاج للراحة والاستجمام ضحك القاضي وقال هذه سرقة وتهمة ارهابية لا مجال للنكران وعقوبتها الاعدام وبقي التنفيذ ولكنهم نسوا ان الجميع من بعدي سرقوا رغيف خبز وتحالفوا ضد الحاكم مع الشيطان فهل يا ترى سيقيموا محاكمة تاريخية لكل الشعب ام سيغضون الطرف عنهم والعيان