أول تعليق من القاهرة بعد اختطاف 3 مصريين في مالي    المنتخب التونسي للبايسبول 5 يتوج ببطولة إفريقيا    ظافر العابدين في الشارقة للكتاب: يجب أن نحس بالآخرين وأن نكتب حكايات قادرة على تجاوز المحلية والظرفية لتحلق عاليا في أقصى بلدان العالم    عفاف الهمامي: المواظبة على التعلم تمنح كبار السن قدرات إدراكية تحميهم من الزهايمر    خطير: النوم بعد الحادية عشرة ليلاََ يزيد خطر النوبات القلبية بنسبة 60٪    هام: مرض خطير يصيب القطط...ما يجب معرفته للحفاظ على صحة صغار القطط    تحذير من تسونامي في اليابان بعد زلزال بقوة 6.7 درجة    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    شوف وين تتفرّج: الدربي ومواجهات الجولة 14 اليوم    التشكيلات المحتملة للدربي المنتظر اليوم    تعرفش شكون أكثر لاعب سجل حضوره في دربي الترجي والإفريقي؟    سحب وأمطار بالشمال وانخفاض طفيف في الحرارة    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    النواب يناقشو مهمة رئاسة الحكومة: مشاريع معطّلة، إصلاح إداري، ومكافحة الفساد    اختتام الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع": مسرحية "الهاربات" لوفاء الطبوبي تُتوّج بجائزة أفضل عمل متكامل    الأربعاء المقبل / إطلاق تحدّي " تحدّ ذكاءك الاصطناعي" بالمدرسة العليا للتجارة    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    الجزائر.. الجيش يحذر من "مخططات خبيثة" تستهدف أمن واستقرار البلاد    الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946    تركيا: 6 قتلى في حريق بمستودع للعطور والسلطات تحقق    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    تشيلسي يصعد لوصافة الدوري الإنجليزي بالفوز على وولفرهامبتون    الأحد: أمطار رعدية والحرارة في انخفاض    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    منخفض جوي وحالة عدم استقرار بهذه المناطق    زيادة في ميزانية رئاسة الحكومة    وزارة الصحة: 1638 فحص أسنان: 731 حالة تحتاج متابعة و123 تلميذ تعالجوا فورياً    منتدى تونس لتطوير الطب الصيني الإفريقي يومي 21 و22 نوفمبر 2025    تونس تحتضن ندوة دولية حول التغيرات المناخية والانتقال الطاقي في أكتوبر 2026    الدورة 44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب: 10أجنحة تمثل قطاع النشر التونسي    من كلمات الجليدي العويني وألحان منير الغضاب: «خطوات» فيديو كليب جديد للمطربة عفيفة العويني    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    عماد الأمن الغذائي والمنظومة الإنتاجية .. الدعم لإنعاش الفلاّح وإنقاذ الفلاحة    الجولة 12 لبطولة النخب لكرة اليد :سبورتينغ المكنين وجمعية الحمامات ابرز مستفيدين    دعوة الى رؤية بيئية جديدة    رئيس الجمهورية يكلّف المهندس علي بن حمودة بتشكيل فريق لإيجاد حلول عاجلة في قابس    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    ألعاب التضامن الإسلامي – الرياض 2025: فضية لجميلة بولكباش في سباق 800 متر سباحة حرة    ربع التوانسة بعد الأربعين مهدّدين بتآكل غضروف الركبة!    الرابطة الثانية – الجولة 8 (الدفعة الثانية): النتائج والترتيب    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    شنيا حكاية فاتورة معجنات في إزمير الي سومها تجاوز ال7 آلاف ليرة؟    البنك المركزي: نشاط القطاع المصرفي يتركز على البنوك المقيمة    عاجل: من مساء السبت والى الأحد أمطار رعدية غزيرة ورياح تتجاوز 90 كلم/س بهذه المناطق    الدورة الاولى لمهرجان بذرتنا يومي 22 و23 نوفمبر بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس    عاجل/ محاولة اغتيال سفيرة إسرائيل بالمكسيك: ايران ترد على اتهامها..    هام/ الهيئة الوطنيّة للوقاية من التعذيب تنتدب..#خبر_عاجل    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    بايدن يوجه انتقادا حادا لترامب وحاشيته: "لا ملوك في الديمقراطية"    جلسة عمل بوزارة الصحة لتقييم مدى تقدم الخطة الوطنية لمقاومة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية    أمطار بهذه المناطق خلال الليلة المقبلة    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    عاجل: حدث نادر فالسماء القمر يلتقي بزحل ونبتون قدام عينيك..هذا الموعد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجزيرة تقود الثورة في ليبيا..إلى الهاوية..!..
نشر في أوتار يوم 11 - 03 - 2011

لما ظهرت الثورة في تونس بمستواها الاحراجي للنظام ودفعته إلى التعاطي معها كأكثر من أن تكون حركة احتجاجية عابرة وصار يطرح على نفسه أسلوبا للفعل لاتقاء رهاناتها الخطيرة التي بدأت تلامس احتمالات ما كان بإمكانه أن يتوقعها ، وجه طلبا لأحزاب الكرتون لتوجيه النظر عن الأسباب الحقيقية والعميقة المتمثلة في الاستبداد والفساد نحو أسباب تمويهية متمثلة في عدائية قناة الجزيرة وأنها تحسد تونس عن نعمة الأمن والأمان والتقدم والديمقراطية ،
وقد استجاب كلهم وأمضت زعاماتهم الببغائية على البيان وتم التسويق لهذا الأمر على أن المجتمع المدني يدين عدوانية الجزيرة تجاه البلد والحكم الرشيد فيه. (بعد 14جانفي تبين أن أحزاب معارضة كرتونية تلقت مبالغ مالية هامة من قصر قرطاج خلال العشرة أيام الأولى من شهر جانفي ). وقد صرحت قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل بأنها تلقت ذات الطلب ورفضته. ونشير إلى انه لايمكننا الجزم في مبدئية هذا الرفض أوفيما إذا كان مبنيا على قراءة جيدة للظرف ، لكننا نؤكد بان هذه القيادة ما كان بإمكانها القبول بخطة تخفيف ضغط الشارع عن النظام وكبح جماح الثوار باعتبار أن الفاعلين الحقيقيين في الميدان كانوا الهياكل الوسطى وقواعد هذه المنظمة الذين عانوا من جوره وعانى منهم ، وقد اختار جلهم العمل تحت يافطة اتحاد الشغل في غياب أحزاب مناضلة ومقتدرة وشعبية. كما نشير إلى أن كثير من الإعلاميين الذين تهافتوا على الميكروفونات بعد 14جانفي ومنهم من تجرأ وقدم نفسه على انه ثائر عملوا على تسويق خطة النظام المشار إليها ونددوا في برامج تلفزية بما سموه حملة الجزيرة على تونس وبأنها تنفذ أجندة الإسلاميين. لكننا في تونس نعلم بان هذه المرحلة هي مرحلة الانتهازيين كما هي مرحلة النزيهين وان زمن الصنف الأول قصير بينما زمن الصنف الثاني سيمتد إلى أجيال...
فما مغزى الذي أقول..؟؟..وضمن أي سياق أقوله..؟؟
تقييم أداء قناة الجزيرة اليوم مفخخ وصعب. لكن حين يكون إعلامها متقدما في الميدان عن حراك الثوار أو متأخرا كثيرا عنه ويتابعه عن مسافة زمنية هامة ، أو انه يضرب في مكان آخر ويحارب اعداءا اختاره بنفسه ولنفسه ، يكون ذلك مؤشر على خلل ما أو انحراف ما في الرسالة الإعلامية أولا وفي الأداء الإعلامي ثانيا. وسنتحمل المسؤولية فيما سيأتي من بيان أيا كان حجم سوء الفهم المحتمل وماقد يقذفنا به البعض من تشكيك في وطنيتنا وفي انتصارنا للثورة العربية أنى كانت العروش التي تدق على أبوابها.
لااحد ينكر مساهمة قناة الجزيرة في مواكبة ثورة شعب تونس ومدّها بدفع معنوي لايستهان به. رغم أنها استضافت خلال السبع والعشرين يوما مسئولي الحكم وأبواقه بالتوازي مع الثوار الميدانيين وبعض الزعامات السياسية المناصرة أو الفاعلة في الثورة. والكل يذكر استضافة فيصل القاسم لغلام الجنرال في حلقة الاتجاه المعاكس خلال أسبوع الحسم ، سيئ الذكر الطماع والسفسطائي برهان بسيس، وكان في كل ظهور له في برامج القناة يوجه بخطابه العجائبي والخرافي اهانات قاسية للشعب ويبعث ملايين منهم على التقيؤ. بل مساء يوم 13جانفي ، واثر إلقاء الجنرال لخطابه الأخير، وانطلاق ميليشياته في الاحتفال في قلب العاصمة التونسية اتصل وزير القصر للإعلام بالقناة ووجه انتباه المتابعين إلى أن شعب تونس الآن يحتفل وبان بن علي أنقذ تونس سنة1987 وهاهو الآن ينقذها مرة أخرى. ولم تكن تلك الدعاية الرخيصة إلا صرخة الشيطان وهو يحترق. ففي الغد كانت البلاد من أقصاها إلى أقصاها تموج بالبشر منادية برحيل الجنرال والجنرالة.. وكان ماكان.
فقناة الجزيرة ، في مستوى تفاعلها مع ثورة تونس ، كانت تقوم بالتغطية الإعلامية ، وتتوخى ضرب من التوازن في عرض وجهات النظر ماامكنها ذلك مع انحياز لابأس به إلى الشعب لاقى استحسانه واعترافه لها بالجميل. لم تكن تصطنع الأخبار. كما لم تكن مصادرها مقصرة في درجة المصداقية وفي دقة ما تدلي به. وأنا شخصيا لم ألاحظ في أدائها أي خلل. كما لم نكن نلومها على انفتاحها على وجهة نظر النظام رغم قسوته باعتبار أن الثوار في اغلبهم كفاءات متعلمة ومتفهمة لتوازن الرسالة الإعلامية وحدودها...لكن لاحظنا أنها بدأت تفقد ميزان الرسالة الإعلامية منذ ثورة ليبيا لا بانحيازها الكلي إلى الثوار بل بافتقاد مادتها الإخبارية إلى الاحترافية..ونحن نتحدث هنا وفق خلفية مبادئ رسالتها وليس وفق رغباتنا ، يسعدنا أن يقاتل معنا الإعلام وان يساهم في التضييق على الحاكم العربي ومحاصرته وان يفتح لنا منافذ التقدم على درب انجاز مهام الثورة..غير أن هذا له مطباته فضلا عن كونه يتعارض مع جوهر الإعلام الذي لايمثل أداة خلق للحدث ولا بوق دعاية ولا أداة صراع، وإنما هو نقل للحدث ولم لا قراءة الحدث أيضا ، لايوجهه ولا ينتجه ولا يوظفه في اتجاه من الاتجاهات..أما إذا تحدثنا عن إعلام مقاوم فنحن نتحدث عن صنف آخر من الإعلام..وهذا الصنف أيضا لايجب أن يسقط في التضخيم أو التهويل أو التزييف والتحريف في تعاطيه مع الأحداث رغم انه، بماهو إعلام مقاوم ، إعلام إيديولوجي ويتحرك ضمن منظومة إيديولوجية معينة ومن مقتضيات الحفاظ على نقائها أن يتوخى المصداقية بقدر اكبر وبأكثر درجة من الحرص والحذر.
إذا كان البعض لايستسيغ التشكيك في التزام قناة الجزيرة بميثاق العمل الإعلامي ومبادئه ضمن التعاطي مع ثورة ليبيا، فعليه أن يضع في حسبانه صفة الجزيرة بماهي قناة إخبارية عالمية وباعتبارها مصدرا عالميا للأخبار ومرجعا للحكومات والمنظمات والهيئات العالمية ، بحيث لاتقدم أخبارا مثيرة وخطيرة بناءا على شاهد عيان أو وفق صيغة المبني للمجهول. كلنا والعالم تابعنا أخبار القصف الجوي للثوار منذ بداية الثورة وآلمنا ذلك كثيرا كثيرا ، في حين انه ثمة شكوك حقيقية في انطوائها على قدر معين من التسرع وعدم الدقة وبأن القصف شمل مخابئ الذخيرة وربما الآليات الحربية الثقيلة وليس تجمعات بشرية كما أشيع...كلنا والعالم مررنا بلحظات كنا ننتظر فيها حسما وشيكا للصراع لصالح الثوار بناءا على الأداء الإعلامي الدعائي للجزيرة..أخبار الانشقاقات المتواترة..أخبار التقدم إلى الغرب والتي لم تتوقف..أخبار اسر مجموعات من قوات القذافي..أخبار إسقاط طائرات حربية للقذافي.. أخبار فرار ابنة القذافي إلى مالطا وإصابة ابنه سيف الإسلام في كتفه واعتقال قائد هيئة أركان الجيش الليبي وووووو ...هذا لعب بمشاعر الناس وليس إعلاما!!...هذا لعب عيال!!...مصائر الناس وأعصابهم ودمائهم لاتسوى شيئا إذا مقابل أن تظهر قناة الجزيرة في مظهر المحرر لليبيا..؟؟!!..أمن اجل هذا اللقب تغرق الجزيرة في أكوام المبالغات إلى الإذنين..!!..
في الأيام الأولى بثت مادة فيلمية تكشف مشاهد مجموعة من الرجال مقتولين وأيديهم مقيدة خلفهم ، ويقول التقرير الصحفي المصاحب أن سيف الإسلام قتلهم لأنهم رفضوا إطلاق النار على الثوار ، بعد ذلك بأيام تبث قناة الليبية فيلما عن نفس الحادثة يظهر الثوار يحققون مع القتلى قبل إعدامهم ، ثم مشهد التهليل والتكبير حول جثثهم ، ذات الجثث التي كشف عنها فيلم الجزيرة (رابط القيم)...؟؟؟..لما كان القذافي يخطب مساءا في جمهور الساحة الخضراء ، ورد على لسانه انه { اذاكان شعبي لايحبني فانا لا أستحق الحياة }، الجزيرة وهي تبث الخطاب مباشرة تكتب في شريط الأخبار العاجلة أن القذافي يقول : {إذا كان شعبي لايحبني فانه لا يستحق الحياة}..؟؟؟..زيفت نتيجة ماافترضه القذافي تزييفا مباشرا وواضحا وصريحا وفوريّا بينما الرجل لازال يخطب : من { لااستحق الحياة } إلى {شعبي لايستحق الحياة }..وقد أخذت عنها السي.ان.ان التزييف نفسه وأرسلته كخبر عاجل إلى بريد المشتركين عبر خدمة توزيع الأخبار العاجلة..!!!..تتصل بماتسميه شاهد عيان وتسأله : أين انتم الآن..؟..فيرد : نحن في اتجاه تحرير طرابلس..!!!..فيظهر الجواب مباشرة في شريط الأخبار المتحرك أن الثوار في طريقهم إلى تحرير طرابلس ..!!!..خبر استقالة قنصل ليبيا في مالي بقي أكثر من 24ساعة مدونا على الشريط...!!..فيلم يظهر مشهد الدخان يظل مصاحبا لنشرات الأخبار ما لم ينسخه فيلم آخر ودخان آخر، والجعجعة تنبئ بالقيامة..!!..حكايا هجوم قوات القذافي ونجاح الثوار في صدها.. !! ..جيش نظامي ذو تسليح جيّد تنجح مجموعات أو أفراد في صده مرات ومرات..!!..من يصدق هذا..؟!..أخبار الطائرات الحربية المتهاوية...!!..اللهم إذا كان الثوار قد استعانوا بمرتزقة تتقن استعمال الدفاعات الأرضية، مثلما يتهم القذافي بذلك..!!
فأي انعكاس لهذا التهويل وهذا التهور غير المحسوب في تغطية الجزيرة للثورة..؟؟
1/مسؤولين ليبيين أعلنوا استقالاتهم من النظام الليبي ، في حين كنا نتمنى أن تأتي الاستقالات بناءا على رغبتهم في تغيير الوضع بليبيا وتحرير الليبيين خدمة لليبيا ولامتهم على نحو جديد وحقيقي وليس تأثرا بأخبار القصف الجوي والحرائق التي تشعلها قوات القذافي أو ما يترتب عن هذا التأثر من اصطفاف قبلي..كما صورت تقارير الجزيرة..وليس كما حدث حقا.
2/القوى الدولية انخرطت في ثورة ليبيا بنفس أسلوب انخراط قناة الجزيرة ، مقاطعة ، حصار ، تهديد باستعمال القوة لكف أذى القذافي عن شباب ليبيا ، حشد القوة وتحريك الأساطيل وتجميد الأرصدة والحظر الجوي وضرب دفاعات القذافي الأرضية ووو...بعض السياسيين الغربيين يقول أن بقاء القذافي في السلطة مسالة وقت لاغير..!!..ونسوا أو تناسوا أنهم عرضوا على الجنرال بن علي مساعدة أمنية متخصصة في قمع الاحتجاجات . نسوا أو تناسوا ارتباكهم وترددهم في التفاعل مع ثورة مصر وانزلاق بعضهم في تفضيل بقاء مبارك في السلطة..!!..ولا نذكّر بموقف ديمقراطيات العالم من احتلال العراق..فهو قمة في الخزي.
3/ تحول الثوار في ليبيا إلى العمل بشكل منسجم مع أسلوب قناة الجزيرة :ارتكاب الجرائم ونسبتها إلى قوات القذافي ، تحويل الحراك من الميدان إلى الإعلام بحيث صرنا نسمع عن غزوات وفتوحات لمدن بأكملها بينما الأمر لم يتجاوز مايذاع في نشرات الأخبار، دعوة الأمم المتحدة للتدخل في ليبيا وضرب قوات القذافي بينما لاتمثل الأمم المتحدة إلا الولايات المتحدة وفي النهاية تحريض أمريكا على قوات بلدهم وهي قوات ملك لشعب ليبيا مهما كانت الحسابات.فكيف يمكننا تأييد الثورة من جهة ومنع التدخل الأمريكي والبريطاني في ليبيا من جهة أخرى..؟؟!!..هذا موقف صعب وضعتنا فيه قيادات الثوار وفيه وضعت نفسها أيضا..!!
الثوار في ليبيا اخطئوا حين حولوا حراكهم الثوري من حراك سلمي كما حدث في تونس ومصر إلى حراك مسلح..وهذا يجعل شبهة القاعدة شبهة حقيقية وليست مجرد تكتيك دعائي من القذافي..كما يجعلهم مثل القذافي في دائرة الحساب إزاء أي خرق لحقوق الأسرى ولقيم الحرب وآدابها. كان عليهم التمسك بالنضال السلمي وان يبتكروا ويطوروا أشكاله..ذاك الابتكار والتطوير الذي ابهرنا به شباب مصر.. الشباب الذي داسته سيارات امن مبارك في الشوارع وصبت عليه الماء الساخن وهو يسجد..شباب تونس الذي نزل يوم14جانفي حول وزارة امن بن علي واجزم أن واحدا منهم لم يكن على يقين ببقائه حيا.. ما كان على الثوارفي ليبيا أن يمسكوا بالسلاح لمجرد أنهم وجدوه بين أيديهم..لأنهم بذلك يعرضون شعبهم لخطر القتل وخطر الاحتراب الداخلي ويفرضون إقحام الجيش في الصراع وهذا ليس في صالحهم كما يكسبهم ذلك صفة المتمردين أو الانقلابيين .
اخطأ ثوار ليبيا حين أصدروا دعوة للأمم المتحدة للتدخل وضرب قوات القذافي...الثورة يجب أن تستند إلى قيم وطنية متكاملة ومشروعها وطني وتحرري فلا يجب أن تنحرف أو تحيد عنه تحت أي ضغط أو ظرف..الأمم المتحدة هي أمريكا التي قاومها شعب ليبيا طويلا وقاومها القذافي تعبيرا عن إرادة الليبيين والأمة العربية..لنفترض أن أمريكا وبريطانيا تستجيبان للدعوة وتنفذ الضربة الجوية لوحدات الجيش الليبي أو لثكنة باب العزيزية..هل سنرى الثوار يرقصون...؟؟!!..ستكون سابقة تاريخية إذا..!!.. ولنفترض أن الضربات الجوية لم تنجح في التخلص من القذافي ولا في الحد من قوة جيشه..ماعساه يكون موقف الثوار والمعارضة الليبية حينذاك..؟!..عملاء طبعا..ليس اقل من هذا..بل مجرد الدعوة تجعلهم أهلا لصفة العمالة وبدون تحفظ.. لو نجحت سوف لن يكونوا ثوارا لوحدهم..بل اوباما ثائرا أمريكيا في ليبيا أيضا.. يعني يصبح عدوا لامتنا قائدا لثورة ليبيا على القذافي..؟؟!!..وتصبح أمريكا قاتلة لرئيسين عربيين معاديين لها في مدة وجيزة وكأننا دجاج ابيض..!!..
اخطأ ثوار ليبيا حين تلذذوا حلاوة المبالغات التي تذيعها الجزيرة ورشوها بالسكّر..وظنوا أن ثورتهم نجحت وقضي على القذافي..!!..من المفروض أن الأداء على الميدان يجب أن يكون متقدما على التغطية الإعلامية .. حين تصبح شوارع مدينة سيدي بوزيد في تونس سوداء من المواجهات الليلية لا ينشر عبر الجزيرة إلا أحداث منتخبة عبر الجبهات واقل بكثير مما ينجز ثوريا...الإعلام يمكن أن يساهم في إشعال ثورة لكنه لايمكن أن يقودها بدلا عن الثوار أوان ينجزها بمشاهد الدخان... إن إعلام الثورة بقدر مايكون نزيها وأمينا وحرفيا بقدر مايخدم الثورة وهذا مالم يفهمه الثوار ولا إدارة الجزيرة ..لذلك تمر ثورة ليبيا بمرحلة صعبة للغاية..وهي ستفشل مالم تتدارك أو تصحح أخطاءها..وكثير من الأخطاء خرجت عن إمكانية التصحيح.
لقد كتبت مقالين حول الثورة في ليبيا :" الثورة على الأخ قائد الثورة" ، وفيه بينت وجهة نظري عن الانحرافات العقائدية للقذافي عن الخط القومي . و " رسالة ود إلى القذافي معطرة بالدم " ناشدته فيه التنحي عن السلطة وان كانت رمزية كما يعتقد أو يسوّق. ولازلت أرى بوجوب أن يبتعد القذافي عن أجواء السلطة بأي شكل من الأشكال ، ولو ضمن خطة إصلاحية عميقة وحقيقية للنظام السياسي برمته ، بل صرت أومن بضرورة أن ينزع قبل ذلك أو في خضم ذلك أية صفة رسمية لأي من أبنائه لايشغل في الواقع مسؤولية رسمية في هياكل الدولة ولكنه يمارس سلطات بموجب انتمائه لعائلة القذافي. شعب ليبيا يحتاج إلى مؤسسات تحكمه ، إلى دستور ، إلى نظام جمهوري انتخابي رئاسي أو برلماني ، إلى حريات سياسية ، إلى نقابات مهنية ، إلى قضاء مستقل ، إلى توزيع عادل للثروة وليس على أساس سياسي ، إلى تخليصه من ديكتاتورية اللجان الثورية وفصل هذا التنظيم عن الدولة..وآخر مااقول : أحب القذافي عميقا عميقا..وأحب شعب ليبيا أكثر والأمة أكثر فأكثر. أيا كان سيناريو نهاية الصراع الدائر اليوم في ليبيا ، أوصي الليبيين بالتسامح..التسامح..التسامح..التسامح ، والبناء المشترك لليبيا متقدمة وقوية ومستمرة في تحمل عبء النضال القومي من اجل تحرير الأمة ووحدتها وصون شرفها وأمجادها


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.