بقلم: توفيق بن رمضان* قرأت هاته الأيّام في بعض المواقع أنّ الولايات المتّحدة الأمريكيّة ستطالب تونس بدفع تعويضات بسبب ما لحق بالسّفارة و المدرسة الأمريكيّة من أضرار المتسبّب فيها أبناء التّيار السّلفي في حادثة السّفارة و لكن... أقول كما طالبتنا أمريكا بالتّعويضات، من حقّنا نحن العرب و التّونسيّين أن نطالبها بالتّعويض، فبسبب مغامرات و حروب أمريكا الرّعناء و الكارثيّة المدمّرة في المنطقة العربيّة، تعرّض القطاع السّياحي في تونس لأضرار كبير، و هذا حصل أثناء حربها الأولى على العراق و حربها الثّانية في أفغانستان و العراق، و طبعا كلّ تلك الحروب تمّت تحت ذريعة الإرهاب و استغلالا لحادثة الحادي عشر من سبتمبر. لقد كانت حروب أمريكا في شرق العالم العربي و لكنّ الخسائر وصلت إلى مغربه، وقد كانت خسائر في كافة القطاعات و خاصة منها القطاع السّياحي، فالخسائر التّي تكبدّتها تونس و العديد من الدّول العربيّة الأخرى في حربي الخليج الأولى و الثّانية تقدّر بآلاف المليارات، و لهذا نحن أيضا من حقّنا محاكمة الإدارات الأمريكيّة المتتالية و مطالبتهم بتعويضات مقابل الخسائر الهائلة التّي تكبّدها الاقتصاد التّونسي عموما و القطاع السّياحي خصوصا، إنّها حقيقة واضحة و جليّة و لا يمكن إنكارها، و على الخبراء تثبيت هذا بالوثائق، فالحروب الأمريكية في المشرق العربي خلّفت الدّمار و الفوضى في تلك البلدان، وقد تكبّدت تونس و العديد من الدّول العربيّة الأخرى في المشرق و المغرب العربي خسائر كبيرة و ضخمة، مازلنا نعيش تداعياتها في الحاضر و المستقبل. أمّا في ما يخصّ العراق و سوريا، فعلى القادة و الزّعماء هناك أن يجنّدوا الخبراء لمطالبة أمريكا بالتّعويض، فالخسائر عندهم أكبر و أعظم، فهي لم تكن خسائر مادية فحسب، بل كان دمارا شاملا و خسائر في الأرواح و الممتلكات و المنشآت، بل إن أجيالا تم تدميرها و تهميشها بتلك الحروب، فالعراق و معها الصومال إلى الآن لم يتمكّنوا من الخروج من الفوضى و الأزمات الحاصلة بسبب التّدخل الأمريكي و الغربي، وقد لحق الدّمار البشر و الحجر ناهيك عن الخسائر في المنشآت و التجهيزات و المعدات و البنية التحتية، أمّا الكوارث البيئيّة و الصحيّة بسبب استعمال اليورنيوم المنضّب فهي ستتواصل لآلاف السّنين و ستعاني منها الأجيال القادمة. حقّا لو كان هناك عدل في هذا العالم لأجبرت أمريكا و من تحالف معها من دول الغرب و العرب على دفع فاتورة إعادة الإعمار، و لكن في أقلّها حالة على الشّعوب و الدّول المتضرّرة أن تمنع الشّركات الغربيّة و الأمريكيّة خصوصا من المشاركة في صفقات إعادة الإعمار... و لكن من يجيب و من يسمع، فالسّلاح المستعمل في العراق هاته الأيّام أغلبه أمريكي، فلا نرى إلاّ سيّارات الهامر و المعدّات الأمريكيّة تستعمل بكثافة في المدن و الأرياف العراقيّة و في كلّ جبهات القتال ضدّ داعش.