بقلم: شكري بن عيسى (*) المسماة فيوليت داغر التي لم نسمع لها ردحا في كل القضايا الحقوقية، وهي المقيمة على طول في بلادنا تسترزق دون جهد ولا مواقف، في الاوقات الحساسة والقضايا الدقيقة هي اليوم تقود حملة وفُتحت لها البلاتوهات المعروفة (بوبكر بن صغير بوق المخلوع في الجنوبية) والجرائد مثل "الشروق" المدافعة عن رجال الاعمال الفاسدين لضرب هيئة الحقيقة والكرامة واعضائها ورئيستها على اثر موقفهم المناهض لمشروع قانون المصالحة الاقتصادية الفتنوي. وهي تشترك في ذلك مع صديقها نائب رئيس الهيئة زهير مخلوف الذي شن منذ اسبوعين هو الاخر هجوما من الداخل على رئيسة الهيئة بن سدرين وناطقها الرسمي الكريشي وبعض اعضائها واصفا اياهم بنعوت غريبة (مثل الهرطقة السياسية..!!) متحللا من واجب التكتم الذي يفرضه عليه القانون مستهدفا وجود الهيئة وكيانها معرّضا حقوق الاف المتضررين من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان للخطر ومعرضا مسار العدالة الانتقالية برمته للاجهاض من كشف الحقيقة ومحاسبة المعتدين وجبر الضرر للمتضررين واصلاح للمؤسسات ومصالحة في النهاية. للاشارة ان هذا الثنائي "الغريب" اتخذ خلاف كل المدافعين عن حقوق الانسان في قضية شهداء وجرحى الثورة موقفا معارضا للجميع بالدفاع عن الاجراءات ومسار الاحكام غير المنصفة التي اصدرها القضاء العسكري غير المستقل (حسب المعايير الدولية للقضاء) والتي بيض فيها كل المعتدين على المنتفضين في ثورة الحرية والكرامة!! وفي الوقت الذي كانوا مطالبين بمواقف صلبة ازاء التعذيب المسجل لموقوفين، وازاء الاختطافات البوليسية لمواطنين، وازاء خروقات قانون مكافحة الارهاب للدستور وازاء مشروع قانون زجر الاعتداءات على الامنيين وما يمثله من مصادرة لحقوق التعبير والتظاهر واطلاق الدولة البوليسية بقوة، وازاء سحب قانون النفاذ للمعطيات من المجلس النيابي.. ها هم مسعورين من الوقفة الحاسمة لهيئة الحقيقة والكرامة في وجه ناهبي اموال الشعب وفي وجه الفساد.. والاكيد ان اجندتهم تلتقي في العمق مع اجندة الذين يدافعون عن قانون الفتنة المدعم بايادي صهيونية ...