منجي باكير - في جموع غفيرة امتلأ بها جامع اللخمي و زاد الصحن و الساحات الخارجيّة للجامع خطب يوم 18-09-2015 الشيخ رضا الجوادي خطبة لم يتمالك نفسه في مستهلّها ، إذ غلبته العبرات التي كان لها كثير الوقع على المصلين الذين استمعوا من بعدها إلى موضوع الخطبتين ، موضوع أتى فيه الشيخ الجوادي على أسمى معاني الدين الإسلامي ، معاني السلام و السلم و السلامة . بيّن الشيخ أنّ الإسلام دعوة عالميّة تشمل كل العالمين و تتوجّه لكل أجناس البشر وهي رسالة ودّ و رحمة أساسها السّلام و غايتها السّلم و تهدف أساسا إلى سلامة الإنسان في الدنيا و الآخرة ، و بالتالي فإنّ دين الله ليس حكرا على طائفة دون أخرى بل هو شامل ، كامل و متكامل يؤسّس لسموّ الأخلاق و كذلك للتعايش بين بني البشر حتّى مع اختلافات مشاربهم و أديانهم و معتقداتهم ، كما يدعو الإنسانيّة إلى طريق الحق و الصراط المستقيم في رفق و لين و يحرص على سلامتهم في كنف السّلام و الأمن و الأمان و يحفظ الأنفس و الأعراض . ذكّر الشيخ الإمام أيضا ببعض مواضيع خطبه السّابقة و التي كانت تدعو إلى نبذ العنف و رفض التنطّع و مقت الإرهاب و التنديد بجميع جرائمه داخل الوطن أو خارجه ، و أنّه كان ينادي – و لازال - خصوصا في الأيام الأولى للثورة إلى إلى اللّحمة الوطنيّة و التكاتف و التكافل الإجتماعي لسدّ الباب أمام الفوضى و جمع الكلمة تحت راية المصلحة العليا تجاوزا لكل الألوان و الأطياف الحزبية . ختم الشيخ خطبته الثانية بالإستغفار و طلب العفو من الجميع مشيرا إلى اعتزامه شدّ الرّحال إلى بيت الله الحرام وزيارة الرّوضة الشريفة و أنّه بإذن الله سيجدّد العهد بروّاد مسجد اللخمي بعد رجوعه من رحلة الحجّ . كانت هذه الخطبة مفعمة بكثير من الحسّ الروحي الذي تجلّى في اصطفاف جموع أحبّاء الشيخ من المصلّين في صفوف طويلة بُغية توديعه و التمنّي له بالتوفيق و رجوعه إلى مواصلة رسالته المنبريّة ....