لأنه يفرخ بين الحين والآخر عناصر اليمين العنصري المهووس، وما من زعيم سياسي أجنبي كرهته مثل مارجريت تاتشر، التي جلست على كرسي الحكم فترة طويلة، حتى حسبت أنها تحمل جينات عربية،.. صحيح أنني أكره الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين، ولكن سبب كرهي له هو أن وجهه يقطع الخميرة، ومظهره العام يسبب العجز الجنسي، وأنفه مشدود ومتوتر على الدوام وكأنه يشم رائحة تصدر عن سمكة فسيخ في الجيب العلوي للجاكيت الذي يرتديه، كما أنني أكره جعفر نميري ونادية الجندي وفاروق الفيشاوي والكوسا والخس، ولكن تاتشر تحمل من الفيشاوي شعره الأحمر السخيف، ومن نميري تكشيرته التي تجعل الوجه يمتلئ بالمطبات، ومن نادية الجندي عظام الوجه الناتئة، ومن يلتسين "ثقل الدم" ومن الكوسا والخس انعدام الطعم والمذاق، ولكنني كنت أحترم رئيس الوزراء البريطاني المحافظ جون ميجر إلى حد ما، فقد كان رجلا غلبانا وبسيطا، وليس فيه عنجهية تاتشر أو الغطرسة الأرستقراطية التي يتسم بها معظم قادة حزب المحافظين البريطاني، ثم فضحته وزيرة الصحة في حكومته أدوينا كاري ونشرت مذكرات تناولت فيها تفاصيل علاقة غرامية بينهما دامت أربع سنوات، وقد فعلت كاري ذلك طلبا للمال والشهرة، بعد أن أدركت أن فرصتها في الحصول على منصب تنفيذي مرموق، مثل فرصة رزان مغربي في تقديم برنامج ثقافي رزين ورصين، ولا أستهجن أن ميجر فعل ما فعل مع أدوينا كاري، بل استهجن شماتة بعض الكتاب العرب بميجر، وإطلاق مختلف النعوت السيئة عليه!! خلوها مستورة يا جماعة ومن كان يسكن في بيت زجاجي فعليه أن يحرص على تغطية عورته! أنا أحكم على ميجر بقيم مجتمعه الذي بات يعتبر العلاقات الجنسية خارج مؤسسة الزوجية مثل ترك طعام البيت وتناول وجبة سريعة من "الجَنْك فود"! ثم يحدثنا قادة ذلك المجتمع عن الأخلاق والفضيلة ومضار الوجبات السريعة! مأخذي الأساسي على ميجر هو أن ذوقه فاسد، تماما كصاحبنا بلبل كلينتون! ماذا دهى زعيمي أقوى دولتين في العالم فلم يجدا سوى نساء بمواصفات زكية زكريا... وهناك الأمير البريطاني تشارلس الذي فضل باميلا باركر على ديانا فكان كمن يفضل الفسيخ على السالمون المدخّن أو الكافيار (بصراحة فإنني - وعن تجربة - أعتقد أن الفسيخ أفضل طعما من الكافيار). وبالمقابل أنظر كارلوس منعم رئيس الأرجنتين السابق والعربي الأصل، ذوقه رفيع ويؤمن بالمثل العربي الفاسد: "إذا سرقت اسرق جمل وإذا عشقت اعشق قمر"، ومن ثم فهو لا يطارد إلا "ملكات الجمال" ويحرص أن تكون عشيقته أصغر منه سنا بنحو نصف قرن!.