بقلم / منجي باكير كما كثير من الجماليّات التي اغتصبت و شُوّهت في هذه البلاد ، فإنّ الوظيفة العموميّة بعد أن كانت عنوانا للبريستيج ، تضمن قدْرا من العفاف و التعفّف لصاحبها و تغطّي عليه السّتر و تضفي عليه بعض – القدَرْ- فإنّها أصبحت لعنة و وصمة و ماركة مسجّلة للفقر والطّمع و الذلّ و – طياحْ القدرْ- ، نعم هي الوظيفة العموميّة في القطاع العامّ في هذه البلاد ..! في الوظيفة العموميّة هناك نوعان من الموظفين ، هناك موظّف – حافْ- و موظّف مغموس مغمّس ... و معناها موظّف عايش و مكتفي بالرّاتب ( المحنونْ) و ليس له أيّ دخل إضافي و لا عقارات و لا منقولات ( شهرْ ما يخلط على خوه ) و هذا موظف حافْ ، أمّا الموظّف المغمّس فهو الذي احترف و أدمن التعامل بالرّشوة سرّا و جهرا و هو لا ينجز عملا و لا معاملة كبرت أو صغرت إلاّ متى قبض الثمن عاجلا غير آجل ( و كلّ خطوة بأجرها ) ، هذا النّوع من الموظّفين أوّلا يتعامل مع شبكة عميقة سواء داخل مؤسّسته أو حتى خارجها ( زملاء ) و الهاتف شغّال ، ثانيا منهم من دخل باب الإستثمار و ( الأفاريات ) حتّى حوّل مكتبه و وظيفته إلى – مركز نشاط يبيع و يشري و يصبّ اللاّيتْ زادة – وهو الأوّل عنده أمّا مقتضيات الوظيفة و الشغل في المرتبة الثانية ... الوظيفة العموميّة يا سادة ، تشبه كثيرا عسكر زواوة مقدّم في الحرب موخّر في الراتب ، الوظيفة العموميّة هي – ركيزة – معظم و غالب الشؤون الإداريّة و الخدميّة و – ضامن – المصالح العامّة و الخاصّة و – عجلة – الإقتصاد التي يجب أن تبقى في دوران مهما كانت الظروف و الأحوال ،،،، غير أنّ الوظيفة العموميّة هاته هي محطّ أنظار الرّقابة حتّى على ضعفها و هي شمّاعة المواطن يعلّق عليها كل سَخطه و نقمته و يوعز لها كل أسباب تعبه و ربما تعاسته ، الوظيفة العموميّة أيضا هي العمود الأساس في ضرائب و مكوس الخزينة العامّة ( القصّان من غادي لْغادي ) و لا حسيب و لا رقيب بينما أباطرة المال و الأعمال و مُلاّك الهناشر و العمارات و – البلاوات الزّرقة – لا تظفر من أكثرهم الدولة إلاّ ربما بالفُتات و ببعض المصالحات – الحوْلاء - ... هي الوظيفة يا سادة ( الإسم العالي و....) ، الموظّفون هم الأصل و هم حجرْ الوادْ و جملْ الخدمة لكن هم و أزواجهم و ذُريّاتهم و من تبعهم بالضّرورة ، دوما – يشفقوا ما يلحقوا – يعيشون على هامش و طُرّ المجتمع أبدا ما بقُوا ..!