- يسعى المعهد الوطني للتراث الى اطلاق مشروع لترميم واعادة تثمين الموقع الاثري الروماني "دار الاقنعة" (او دار الشاعر) بمدينة سوسة قصد إحياء شكله الاصلي الذي كان عليه في عهد الرومان على غرار "دار افريقيا" بالموقع الاثري الروماني لمدينة الجم، وفق ما افاد به (وات) الاستاذ في علم الاثار والباحث في علوم التراث بالمعهد الوطني للتراث، محمد علي الخرشفي. وأوضح الباحث، في ذات السياق، أن المعهد الوطني للتراث تقدم مؤخرا بملف لوزارة الشؤون الثقافية حول إطلاق هذا المشروع، إضافة إلى إعداد تصور باعتماد صورة ثلاثية الابعاد يتم الاعتماد عليها لاعادة تثمين الموقع، ملاحظا أن المعهد تولى القيام بأعمال شفط وتنظيف في الموقع بعد أن غمرته مياه الامطار ومياه الصرف الصحي. وأضاف نفس المتحدث، خلال تظاهرة انتظمت بفضاء الموقع الاثري (المعروف بدار الاقنعة أو دار الشاعر) للتعريف بقيمته التاريخية والاثرية، أن وزير الشؤون الثقافية عاين خلال زيارته الاخيرة للجهة الاضرار التي لحقت بالموقع ووعد بتوفير الاعتمادات الضرورية لاشغال الترميم. ويضم الموقع جملة من اللوحات الفسيفسائية الرومانية التي تم اكتشافها أثناء الحفريات التي قام بها الفرنسي "لوي فوشي" سنة 1965 والذي زود المتحف الاثري بسوسة بأهم اللوحات الفسيفسائية أبرزها اقنعة المسرح. أما رئيس لجنة الثقافة والرياضة ببلدية سوسة، وعضو الهيئة المديرة لجمعية صيانة مدينة سوسة، صلاح بن احمد، فقد بين، من جهته، في تصريح لمراسل (وات)، أن هذه المبادرة التي تم فيها تشريك الاطفال ومكونات المجتمع المدني ترمي إلى تجذير الوعي باهمية المحافظة على الموروث التراثي والاثري لمدينة سوسة، والتعبئة من أجل وضع خطة لحماية موقع الشاعر أو دار الاقنعة من الاهمال، لاسيما بعد الاضرار التي لحقت بمحتوياته جراء العوامل الطبيعية. وتعود تسمية الموقع بدار الشاعر إلى أن غحدى اللوحات الفسيفسائية التي تم العثور عليها بهذا الموقع عرفت بلوحة الشاعر التراجيدي وتجسد شاعرا واقفا واخر جالسا يمسكان بأيديهما مخطوطات لقصائد شعرية ويستعدان لإلقائها خلال عمل مسرحي، وفق ما أفاد به صلاح بن احمد. اما تسمية الموقع بدار الاقنعة، فيعود لاحتوائه على لوحة فسيفسائية تصور أقنعة يتم اعتمادها في الاعمال المسرحية الرومانية. وقال عضو جميعة صيانة مدينة سوسة إن هذا الموقع يبرز هندسة المنزل الروماني لدى الفئات الحاكمة خلال القرن الثالث ميلادي حيث تتوسط المنزل ساحة بها حديقة ومدرج من الجهة الجنوبية الشرقية يليها رواق خارجي مغطى تتخلله أعمدة.