- استأثر كل من القطار السياحي للمناطيد والعرض الكورغرافي بعنوان "صهيل" للمخرج بسام بن حمادي باهتمام الجماهير التي حلت بأعداد غفيرة لمتابعة فعاليات اليوم الختامي لمهرجان ذبذبات الصحراء في نسخته الأولى التي تواصلت على امتداد يومين بسفح جبل الطباقة بالمدخل الشمالي لمدينة قبلي تحت شعار " لنحتفل للسلام". وعبر عدد من الجمهور المواكب لهذه التظاهرة، في يومها الختامي، على غرار عبد الحميد بن بوبكر وزهور بن محمد، عن تثمينهم للجهود التي بذلها منظمو ذبذبات الصحراء لبعث مهرجان شبابي بالجهة يحاول القطع مع المألوف وتحدي صعوبة المكان لتقديم مادة ثقافية مختلفة تحاول بعث الأمل لدى شباب الجهة وذلك عبر استغلال الفعل الثقافي كقاطرة للتنمية. وقالوا في ذات السياق إن المهرجان تضمن في برنامجه تنظيم معرض للإبداعات الحرفية لولاية قبلي تبرز الطاقات الكامنة لدى العديد من حرفيات وحرفيي الجهة الذين طوعوا المواد الطبيعية على غرار السمارة وسعف النخيل لصنع أنواع مختلفة من السكاجة التقليدية والأثاث، وذلك إلى جانب إبراز خيرات الولاية في المجال الفلاحي الذي يظل حسب تقديرهم غير مستغل على الوجه الامثل خاصة في المجال الصناعي الذي باستطاعته أن يثمن منتوجات التمور والباكورات في صناعات تحويلية كبرى. كما أشار عدد من الحاضرين إلى إعجابهم بعرض القطار السياحي للمناطيد، الذي انطلق صباح اليوم من مدينة قبلي في اتجاه ضواحيها الجنوبية على غرار مدن جمنة والرحمات والمساعيد في رحلة شارك فيها 25 منطادا، ضمن فعاليات مهرجان تونس الدولي للمناطيد الذي عاد الى تونس في نسخته الثالثة وساهم القائمون عليه في تأثيث فقرات برنامج تظاهرة ذبذبات الصحراء، وفق ما أكده منظم هذا المهرجان، محمد راجي عبد الملك، لمراسل (وات). وعبر ذات المصدر عن الأمل في أن تساهم هذه العودة للمناطيد الى البلاد التونسية وخاصة الى ربوع الصحراء بالجنوب في انتعاشة القطاع واستعادته لمكانته العالمية، مبينا ان هذه الدورة الثالثة استقطبت عددا من المشاركين من تسعة جنسيات اهمها الفرنسية والألمانية والبولونية واللتوانية فضلا عن مشاركين من الولاياتالمتحدةالأمريكية، ليزوروا في رحلاتهم بالمناطيد أغلب المناطق التي تبرز مكامن الجمال بالصحراء في ولايات الجنوب التونسي وهو ما سيساعد في الترويج لهذه الوجهة خاصة وان الكثير منهم يحرص على التقاط صور وفيديوات توثق للرحلة عبد المنطاد. ومن ناحية أخرى لاقى العرض الكورغرافي، الذي قدم عشية اليوم بعنوان " صهيل" للمخرج بسام بن حمادي ونص عبد المجيد البرغوثي، تفاعلا كبيرا من الجماهير التي واكبته بساحة المهرجان بجبل الطباقة، حيث خلدت المادة المقدمة والنابعة من تراث الجهة، مسيرة الشاعر الكبير، احمد بن احمد بن سالم البرغوثي، الذي توفي في 1944 عن عمر يناهز 55 سنة. وكتب هذا الشاعر عديد القصائد في مختلف الأغراض الشعرية والتي لا تزال تردد الى اليوم خاصة منها قصائده التي عاصر فيها مرحلة انتصاب المستعمر بالبلاد ليتصدى بكلماته لهذا "الدخيل الذي اغتصب البلاد"،على حد تعبير المخرج بسام بن حمادي، لمراسل (وات). وأوضح بن حمادي أيضا أنه حاول اعتمادا على النص الذي كتبه حفيد الشاعر ان يمزج بين المسرح والغناء والشعر ليبرز أصالة الجهة وثراء موروثها التاريخي في عمل فرجوي يحاكي حياة أحد أشهر أعلام الجهة في المجال الشعري، مستعرضا جانبا هاما من هذه المسيرة الحياتية الحافلة بالعديد من المحطات انتقل خلالها الشاعر الى تونس العاصمة ثم عاد الى الجهة إبان الاستعمار وما طبع هذه المرحلة من محاولات لطمس هوية البلاد قاومها المبدع بالكلمة والثائر بالسلاح من أجل بناء غد أفضل للأجيال القادمة . وتضمن برنامج اليوم الختامي أيضا عرضا متنوعا للأطفال وتقديما لفقرت في الرماية بالسهم أمنها عدد من لاعبي جمعية الرماية بجمنة فضلا عن تنظيم سهرة ختامية الليلة يحييها أكرم ماق ومنذر بن عمار. حمد