أثار تحقيق نشرته جريدة أخبار الجمهورية منذ أسبوعين حول ترديد طفلة صغيرة بريئة لكلام بذيئ, ردود أفعال عديدة في الشّارع الرياضي ولدى السلط المعنيّة.. وللتذكير فإنّ جريدة أخبار الجمهورية تحدّثت في التحقيق المذكور عن مقطع فيديو تمّ نشره على «الفايس بوك» يظهر طفلة بريئة عمرها لا يتجاوز 4 سنوات يلقّنها أحد الأشخاص عبارات وإشارات بذيئة ودخيلة عن مجتمعنا.. وكانت الطفلة ترتدي قميص الترجي وتردّد أهازيج الملاعب التي تتضمّن عبارات فاحشة وتشتم الفرق المنافسة.. وكانت ّ أخبار الجمهوريّة ندّدت بتلك التصرّفات الغريبة على المجتمع التونسي والتي تهدّد براءة الطفولة... وتبعا للمقال الذي تحرّكت العديد من الأطراف بمن فيها المندوبية العامة للطفولة وقاضي الطفولة والسيد وكيل الجمهورية الذي فتح تحقيقا لاتخاذ الاجراءات اللازمة ومعاقبة المذنبين... وقد اتّصل والد الطفلة البريئة بجريدة أخبار الجمهورية و قدم خصّيصا من فرنسا ليوضّح لأخبار الجمهورية ملابسات مقطع الفيديو الذي التقط لابنته ونشر على موقع «الفايس بوك».. من هو الأب؟ والد الطفلة هو تونسي مقيم بفرنسا ومتزوّج من فرنسيّة ومعروف عنه عشقه الخرافي لألوان الترجي، وقد خصّص حياته لمساندة فريق باب سويقة غادر الى فرنسا للعلاج... أين تعرّف على فرنسيّة وتزوّجها واستقرّ هناك.. وكان في كلّ مناسبة كروية هامة للترجي يعود الى تونس صحبة ابنته ليتابع مقابلات الأحمر والأصفر على المدارج.. الطفلة البريئة أمّا «نانو»، كما يلقبها والدها فهي لم تتجاوز الأربع سنوات، تحمل الجنسية الفرنسية ومتفوّقة في دراستها وذكية.. ولم تكن أقلّ جنونا وعشقا للترجي عن والدها..... ردود فعل العائلة عن الزّوبعة بمجرد ان عرض موقع «الفايس بوك» فيديو الطفلة البريئة وهي تقوم بإشارات منافية للحياء وترديد اهازيج بذيئة سادت حالة من الغضب بين أسرة الفتاة الملاك.. ولمّا نشرت جريدة أخبار الجمهورية التحقيق حول تلك التصرفات المشينة والتي تحطّم براءة الطفولة نزل والدها خصّيصا من فرنسا وأدلى بالتوضيح التالي: صحيح انّي مجنون بحبّ الترجي.. وصحيح انّ «نانو» نور عيني «مهبولة» بفريق باب سويقة.. لكن الصحيح أيضا أنّي من عائلة تتكون من والدين يقومان بواجبهما الدّيني وبالتالي فإنّنا لن نساوم مع الأخلاق الفاضلة والتربية الحسنة ولن أرضى لابنتي الملاك.. ابنتي البريئة.. أن تصدر منها تلك الممارسات التي شاهدها الرأي العام على موقع «الفايس بوك»..» «لا أتحمّل أية مسؤولية» وأضاف: «لأكون صادقا مع نفسي قبل ان أكون صادقا مع قرّاء أخبار الجمهوريّة، أقول انّ ما شاهدتموه على «الفايس بوك» لا أتحمّل مسؤوليته، بل المسؤولية يتحمّلها أحد أصدقائي وهو الذي استغلّ فرصة غيابي ليلقّن بانتي تلك الإشارات والعبارات البذيئة التي اعتدنا سماعها ومشاهدتها في مدرّجات الملاعب، ثمّ سارع بنشر هذه «المهزلة» على «الفايس بوك».. وهو ما مسّني في الصّميم... وليعلم الجميع انّ كلّ ما حصل، كان مسرحه عاصمة الأنوار باريس وليس في بلدي تونس...» لا تقسوا على هذه الملاك.. ثم واصل والد الطفلة حديثه قائلا:«رجاء لا تقسوا عليها ولا تتّهموها بالانحطاط الأخلاقي.... فما حدث معها أو الأصحّ ما صدر منها كان بفعل فاعل والكلام الذي ردّدته لا تفقه معانيه.. ولم تتربّ عليه في عائلتي المحافظة. فهدفي في هذه الحياة هو ان أعلّم ابنتي مكارم الأخلاق لتكون عنصرا صالحا في المجتمع.. وحتى ترفع رأسي أمام الناس، لذلك مرّة اخرى أتوسّل لأبناء بلدي بان يغفروا لهذه الملاك البريئة زلّتها»... ما حدث درس لن أنساه.. محدّثنا الذي جاء خصّيصا من فرنسا ليزور مقرّ الجريدة، علّق عن لقطة «الفايس.. بوك» التي وضعته في قفص الاتهام أمام عائلته وأمام مجتمعنا وأمام القانون، فقال:«ما حدث لابنتي درسا لن انساه مدى الحياة وهو ما يستوجب منّي ألاّ أغفل لحظة في المستقبل على «نور عيوني» حتى لا تتكرّر معها هذه الفعلة.. وحتى أكون صدرها الحنون وحاميها من هذه المخاطر وغيرها.. وحتى لا أسمح لأيّ كان بأن يمسح حقده وتعصّبه في براءة الطفولة»..