طارق عمراني في تصريح نشرته وكالة الاناضول التركية امس الاربعاء 30 ماي 2018 ،هاجم المكلف بالشؤون السياسية في حركة نداء تونس برهان بسيس حركة النهضة و إتّهمها ب"طعن التوافق السياسي و الاجتماعي في الظهر وتقسيم الاحزاب و المنظمات " مشككا في نوايا الغنوشي بأن موقف الحركة تجاه تغيير الشاهد كان من اجل المصلحة الوطنية و المحافظة علی الإستقرار وصورة تونس في الخارج حيث اعتبر بسيس ان السياسة "نتائج و ليست تعبيرا عن نوايا " نافيا أن تكون خلفية موقف حركة النهضة هي الحفاظ علی الإستقرار بقوله بأن "التوافق سينهار و الإتحاد العام التونسي للشغل يهدّد بالنزول إلی الشارع " و تعتبر هذه الجملة من اخطر ما ورد في حوار المستشار السياسي لنداء تونس مع وكالة الاناضول في استقواء مفضوح بالإتحاد التونسي للشغل خاصة أنه صدر من شخص شبّه الإتحاد في تصريح إذاعي سابق بالعسكر حيث قال "الإتحاد كالعسكر في لحظة من اللحظات الفارقة في تاريخ الأمم يستحق خروج الجيش من الثكنات" واعتبر بسيس في نفس التصريح أن تونس عاشت لحظة تاريخية صعبة في سنوات 2012 و 2013 فرضت علی جيش الاتحاد الخروج من ثكناته. وبحسب تصريح بسيس الأخير لوكالة الاناضول التركية فإن "ماهو حاصل اليوم هو تسريع الخطی نحو الإنهيار " فكل المسار حسب تعبيره "اصبح مهددا " في "ظل استهتار بعض الاطراف السياسية بطبيعة الازمة الحالية و خاطورتها ،ومن هذه الاطراف نجد حركة النهضة " وبحسب هذا التحليل لبرهان بسيس فإن تونس تعيش لحظة تاريخية حرجة بإعتبار ان هذه المناورات السياسية الساذجة حسب تعبيره ستذهب بالبلاد إلی المجهول والمجهول في تونس مفتوح علی كل الاحتمالات و بالتالي فجيش الاتحاد مطالب حسب برهان بالخروج من ثكناته و تحمل مسؤوليته التاريخية والضغط و النزول الی الشارع لإسقاط الحكومة هذه الدعوة الصريحة والتوقع بنزول "الإتحاد إلی الشارع " قابلها صمت مريب من المكتب الاعلامي للإتحاد و قياداته الذين تعودوا علی سرعة الرد و التصعيد الكلامي بل ان هذا التصريح لبرهان بسيس مع وكالة الاناضول تزامن و تقاطع مع تصريح آخر للسعد اليعقوبي عضو الهيئة الإدارية الوطنية في الاتحاد التونسي للشغل مع وكالة سبوتنيك الروسية اعتبر فيه نقيب الثانوي ان مواصلة النهضة في دعمها ليوسف الشاهد "إنتحار سياسي" وتوقّع اليعقوبي تراجع حزب حركة النهضة عن دعمها لرئيس الحكومة الحالي بما يمكن من العودة إلی التوافق بين الموقّعين علی وثيقة قرطاج و إبرام وثيقة قرطاج 3 او دخول البلاد في أزمة سياسية أكثر خطورة . ولم يذكر اليعقوبي إذا كان اتحاد الشغل سيساهم في تأجيج الأزمة والدخول في تحركات ميدانية كالتي قام بها في عهد الترويكا ام أنه سيدفع نحو حوار وطني جديد أم أنه سيعود لإستئناف الحوار في اطار وثيقة قرطاج في نسخة جديدة او مشابهة ؟