- على اثر الانقطاع المفاجئ للماء الصالح للشراب بعدد من الضواحي الجنوبية للعاصمة ، وعدم الاعلام بذلك على النحو الكافي وبالنظر لعدم تمكن العديد منهم من الوقت الضروري لتخزين الكميات الضرورية من الماء عبر عدد من المواطنين عن استيائهم مما حصل خاصة في هذه الفترة التي تشهد ارتفاعا لافتا في درجات الحرارة وتتعاظم معها الحاجة الى استعمال الماء سواء للشرب او للنظافة اوالغسل او لمختلف الاستعمالات الضرورية والعاجلة . احمد م 50 سنة من متساكني منطقة رادس عبر لمراسل وات عن امتعاضه الشديد مما حصل مستغربا عدم وجود بدائل لدى السلطات المعنية للتعامل مع هذه الحالات التي باتت تتكرر خاصة خلال الفترة القليلة الماضية حيث شهدت بعض الضواحي الجنوبية للعاصمة انقطاعا للماء الصالح للشراب تواصل على امتداد أسبوع كامل وكان ذلك بذريعة الأشغال الكبرى على مستوى سيدي حسين السيجومي والتي فرضت تغيير مسار القنوات الكبرى المزودة والتي من ضمنها القناة الرئيسية التي تزود خزانات المركز الرئيسي للتحويل والتوزيع ببئر القصعة الذي يتولى القيام بمهمة التوزيع على هذه الضواحي. فاطمة س 35 سنة من متساكني منطقة الزهراء ، قالت إن بلاغ الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه لم يتم التسويق له على النحو الأفضل حتى تتمكن العائلات من تخزين حاجياتها الضرورية من المياه ليجد العديدون انفسهم في مواجهة صعوبات جمة تتعلق بكيفية التعاطي مع هذا الانقطاع في وقت تشهد فيه درجات الحرارة ارتفاعا لافتا. ياسين ف 47 سنة ، قال انه تنقل الى اكثر من فضاء تجاري طلبا للتزود بحاجته من قوارير المياه المعدنية للاستعانة بها للضرورة إلا انه لم يجد ظالته بعد ان أفرغت اللهفة مخزونات هذه الفضاءات وفي وقت قياسي ولم يتمكن من شراء مايحتاجه الا هذا الصباح . وكانت الشركمة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه عبرت في بلاغ لها امس الأربعاء عن اسفها لحرفائها بعد تسجيل عطب طارئ على القناة الرئيسية المزودة لجنوب تونس العاصمة وضواحيها الجنوبية سببه تدخل احدى شركات الأشغال التي تعمل على مشروع شبكة الخطوط الجديدية السريعة عليها . وأوضح والي بن عروس عبد اللطيف الميساوي ، انه على اثر الحادثة مباشرة انعقدت باذن من رئيس الحكومة خلية مركزية للازمة تم على اثرها اتخاذ عديد القرارات تتعلق بإقليم تونس الكبرى والخطوات التي سيتم اتخاذها للغرض . وفي مايخص ولاية بن عروس ، تم تركيز خلية أزمة جهوية ضمت كل الأطراف المتدخلة للتنسيق مع الإدارة العامة للفلاحة والشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه وبعد دراسة الحادثة وتباعاتها على هذه المناطق التي تتبع إداريا ولاية بن عروس حيث فقدت 60 بالمائة من طاقة الضخ التي كانت لها والتي توفرها القناة الرئيسية المزودة والتي يبلغ قطرها 1600 مم ، وبناء عليه وباعتبار ان ال 40 بالمائة المتبقية والقادمة من الخزانات المركزية بغدير القلة تؤمنها قناة بقطر 1200 مم ، والتي لم تتعرض إلى أي عطب تم الاتفاق على حسن التصرف في هذه الموارد عبر توزيعها على كامل المناطق التي انقطع بها الماء الصالح للشراب على نحو يتم فيه اقتسام التزود بينها بالتناوب وبشكل عادل على طول اليوم وستتولى البلديات المعنية وبعد التنسيق مع إقليمي الشركة بكل من مدينتي الزهراء والمروج ضبط رزنامة للتوزيع ، وإعلام متساكني هذه المناطق بالطرق المعروفة في الإعلام والتواصل مع متساكنيها والتي من ضمنها اعتماد مضخمات الصوت للإعلام بأوقات العودة الجزئية المياه . وقد تم اتخاذ إجراءات خاصة بمنطقة المحمدية المرتفعة جغرافيا عن سائر المناطق وذلك بالنظر في إمكانية ربطها بقنوات التزويد التي مصدرها جبل الوسط واعتماد منطقة الخليدية كنقطة مركزية للتزود بالمياه لارتباطها بمنظومة التزود عن طريق الابار العميقة. وتم الاتفاق على إعطاء الأولوية في التزود للمؤسسات الصحية بمختلف أنواعها واختصاصاتها ودور رعاية المعوقين والأطفال الصغار و السجون و ميناء رادس وقد تم تحديد الجهات المزودة لهم والإمكانيات الموضوعة على ذمتهم لذلك ، هذا الى جانب تخصيص صهاريج ذات سعة كبيرة والاستعانة بعديد الصهاريج العملاقة القادمة من عدة ولايات مجا لتكون على ذمة متساكني الأحياء لتزويدهم بالمياه لمختلف الاستعمالات المنزلية والتأكيد على انها لاتصلح للشرب . كما تم الاتفاق مع كاتب الدولة المكلف بالمياه برفع حصة الولاية من قنال وادي مجردة لتمكين متساكني الأحياء التي تمر منها من التزود المنتظم منها . وبخصوص عملية الصيانة للقناة المتضررة ابرز الوالي انه بعد عملية التشخيص الفنية للعطب الحاصل وبحسب تقديرات الفنيين سيتم الانتهاء من عملية لحام الأجزاء المتضررة وجلب الماء للخزانات المركزية وملء القناة والانطلاق في إعادة توزيع المياه في اجل لن يتجاوز مساء غد الجمعة .
