مرتجى محجوب واحد من امثالنا الشعبية البليغة و الحكيمة و الصامدة, امام امتحانات الزمان و المكان ,و التي ما احوجنا اليوم لاستحضارها و العمل بها . ما الاحظه للاسف في مجتمعنا الحالي,و لعلي اكون مخطئا فصوبوني,ان قليل منا ,من يقبل النقد او النصيحة او التصويب ,فيما يعتبر نموذج من الاخرين نفسه ,"هو الكل في الكل" و" اش يا ذبانة ما فما في الدنيا كان انا" و تكون محظوظا ان سكت صديقنا عن نصيحتك, و لم يكرمك بوابل من الشتائم و التهم الجاهزة من قبيل, "تلاهى بروحك اش مدخلك في غيرك و كاننا قطع متناثرة لا يتاثر بعضنا ببعض سواء سلبا او ايجابا" ," جاي تعطي فيا في الدروس ياخي العصفور يزقق بوه " ,"حاسدني و حاقد عليا و شكون معمرك و دافعلك الفلوس" و غيرها على كل لون يا كريمة ... في المقابل ,تجد صديقنا يتلذذ و يستحلى ,كل اطراء او مدح او تمجيد لشخصه الفريد و لحكمته و نظرته الثاقبة و شجاعته و جراته و...و...و...حتى يجد نفسه في يوم من الايام, و من دون ان يشعر,في هوة سحيقة بلا قرار, ليقول عندها : "يا ليتني سمعت كلام الي يبكيني و ما سمعتش كلام الي يضحكني" . علما و ان صديقنا المعني بالامر, يمكن ان يكون, انا او انتم او السياسي او الاعلامي او المفكر او المثقف او رجل الاعمال او الموظف او رئيس الجمهورية او الحكومة او رئيس الحزب او المسؤول النقابي او الرياضي ...او اي فرد من المجتمع و دون استثناء . فلا يكن صدرك ضيقا حرجا ,تجاه من خالفك او انتقدك و لو بشدة و قسوة, فعسى ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم ,و احذر في المقابل من مجامل او متزلف او متملق , فعسى ان تحبوا شيئا و هو شر لكم ,و لا تنسى يا مسدي النصيحة و التي تستوجب اسلوبا و مضمونا و معرفة ,ان تبدء بنفسك ,حتى لا تكون مثل من ينهى عن خلق و ياتي بمثله . فاين نحن من قول الرسول صلى الله عليه و سلم :" الدين النصيحة, قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم". و من قول عمر ابن الخطاب: "رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي".