مرتجى محجوب * يتفق قادة ايران و تركيا حول اتهام اطراف خارجية بالتسبب في تدهور قيمة العملة الوطنية و ادخال بلديهما في ازمة اقتصادية و مالية ستكون لها حتما انعكاسات اجتماعية و سياسية خطيرة و مهددة لاستقرار الدولتين و النظامين على حد السواء . ليس غريبا على بعض القوى الدولية ,سعيها الدؤوب و منذ القدم على استغلال و ابتزاز و مهاجمة منافسيها بكل الوسائل المتاحة و الممكنة, و كما يقال فالتاريخ تصنعه موازين القوى و في العلاقات بين الدول "ما فيش يما ارحميني" . في المقابل ,ماذا فعلت تركيا او ايران من اجل تحصين بيوتهما الداخلية ضد شتى انواع المؤامرات الخارجية و هل سيلتف شعبا ايران و تركيا حول قيادتهما في مثل هاته الظروف الحالية ? الايام القادمة و ما ستحمله من تطورات لكفيلة بتقديم الاجابات ,و لكني اتوقع و للاسف ,احتجاجات شعبية و اجتماعية متصاعدة في البلدين المعنيين ,اذ تعاني تركيا من انقسام مجتمعي حاد و صراع وجودي بين اسلاميي اردوغان و بين اعدائهم من الذين يتربصون باي فرصة من اجل الاطاحة بالاسلاميين مهما كان الثمن او التضحيات . اما ايران, فنظام تيوقراطي متخلف جاثم منذ سنين على قلوب ايرانيين لا يحلمون سوى بيوم النصر , يوم التحرر من براثن القمع و الاستبداد . و لا تحدثني عن الممانعة و المقاومة ضد اسرائيل ,فتلك مجرد شعارات رنانة تخفي تعاونا عسكريا و اقتصاديا و تجاريا بين تركيا و ايران و اسرائيل لا ينكره حتى اهل الدار . و اذكر مرة اخرى, انه لا بديل من اجل تحصين دولنا ,سوى تبني الديموقراطية الحقيقية ,التي لا تقتصر على صناديق الاقتراع ,بل تتعداها لضرورة تحييد الدين عن التجاذبات السياسية و الحزبية و كذلك العرق و الطائفة و ضمان حرية الفكر و الاعلام و استقلال القضاء و علوية القانون و الامن و الجيش الجمهوريان و الحوكمة الرشيدة و الشفافة و.... فاين هما نظاما تركيا و ايران من الديموقراطية الحقيقية ! وهما بالتالي لشتى انواع المؤامرات معرضان و غير محصنان . ناشط سياسي مستقل