بقلم الأستاذ بولبابه سالم نتائج الانتخابات الرئاسية كانت أشبه بالاستفتاء بسبب النسبة المرتفعة التي تحصل عليها استاذ القانون الدستوري قيس سعيد (77% ) ، كما كانت نسبة المشاركة لافتة حيث قاربت 60% . هذه الأرقام كافية لتؤكد ان الشعب التونسي حسم خياره و اعطى تفويضا شعبيا للمرشح الرئاسي قيس سعيد ،، رجل جاء من خارج دوائر السياسة و الأحزاب و لم يكن في حاجة الى حملة انتخابية او صور دعائية في الشوارع . دخل قيس سعيد قلوب الناس بتواضعه و استقامته وهي قيم غابت عن ممارسات بعض النخب السياسية الغارقة في الفساد و الانتهازية الرخيصة و السياحة الحزبية حتى أن هذا الرجل رفض منحة التمويل العمومي وهي حقه و تعهد بمقاومة الفساد و بسط سلطة القانون و مجتمع القانون . كانت هبّة شعبية نحو مراكز الاقتراع و ثورة ضمن الشرعية و داخل الصندوق الانتخابي عندما نرى ان 91% ممن سنهم بين 18 و 25 سنة انتخبوا قيس سعيد ، و أن 86 %من الذين انتخبوه لهم مستوى جامعي ، و أن الشباب الذي قاد الثورة نفر السياسة و غاب عن المواعيد الانتخابية بعد خيانة الطبقة السياسية التقليدية لأهداف ثورة الحرية و الكرامة ووجدوا فيه أملا لاستعادة التطلع نحو المستقبل بتفاؤل. 3 مليون تونسي انتخبوا قيس سعيد فكانت حركة تصحيحية لمسار انحرف عن اهدافه ،، و من الطريف ان قيس سعيد جمع حوله المستقلين و الاسلاميين و اليساريين و العلمانيين و القوميين . قد يكون الأمر أيضا على علاقة بمنافسه الذي تلاحقه تهم فساد و تبييض أموال و ارتباطات مشبوعة مع الخارج ،، لكن المناظرة التلفزية كشفت الهوة السحيقة بين قيس سعيد و نبيل القروي و جعلت التونسيين يحسمون خيارهم . سيدخل قيس سعيد قصر قرطاج بتفويض شعبي كاسح وهو ما سيساعده على جمع مختلف الفرقاء السياسيين و يكون اداة وصل بين الأحزاب الفائزة في الانتخابات التشريعية لتشكيل حكومة جديدة وفق برنامج اقتصادي و اجتماعي واضح لمعالجة الملفات الحارقة التي تعيشها البلاد ، و من المنتظر ان ينخرط الجميع في محاربة الفساد وهي رسالة الشعب التونسي في الانتخابات الاخيرة. كاتب و محلل سياسي