بقلم الاستاذ بولبابه سالم انتظرت من حمة الهمامي و حزب العمال بيانا يصارح فيه التونسيين بأسباب هزيمته الكارثية في الانتخابات و يعلن فيه حمة استقالته و الدعوة الى مؤتمر جديد للحزب و ينسج على منوال منصف المرزوقي بعد ان تجاوزته الاحداث ليترك الفرصة للشباب و ينفع تونس من موقع آخر،، لكن كالعادة هروب الى الأمام و خطاب متعالي وهذه من مصائب اليسار التونسي المغلق المتماهي مع السلفية الماركسية ، يعتقدون ان الناس تلاميذ وهم العباقرة و يفهمون كل شيء رغم اللطخات المتتالية.. اتهامات بالجملة للخصوم الايديولوجيين الذين انتخبهم الشعب (النهضة و ائتلاف الكرامة)بمعنى يقبلون بآليات الديمقراطية و يرفضون نتائجها .. كما يتحدث الببان عن تجاوزات انتخابية خطيرة و كأن ّ حمة الهمامي خسر الانتخابات بصنتيمات قليلة رغم انه لم يحصل حتى على 1 % . لم يسأل نفسه : لماذا انتخب الفقراء قيس سعيد و لم ينتخبوا حمة الهمامي ؟ لماذا انتخبوا نبيل القروي الذي يشير البيان الى اتهامات له بالفساد و تناسى أن نسمة قامت بحملته الانتخابية سنة 2014 ؟ لماذا اختار الناس النهضة و قلب تونس و التيار و حركة الشعب و ائتلاف الكرامة و الدستوري الحر و تحيا تونس و لم ينتخبوا حزب العمال الذي خرج بصفر مقاعد ؟ لماذا لم تحافظ على الأقل على نتائج الجبهة في انتخابات 2014 ؟ سؤال اخر ؛ لماذا تخلى عنكم ابرز مناضلي حزب العمال ؟ و أخيرا ،، مصطلح اليسار ليس ملكا لحزب بل هو فكرة قد يتبناها حتى حزب يميني او محافظ لينتصر للفقراء و العدالة الاجتماعية ،،، هاهو قيس سعيد المحافظ يأتيه الفقراء من كل فج عميق و يثقون به و لا يثقون بك . مازالت تونس قي انتظار يسار التاريخ المنحاز الى القضايا الاجتماعية و المتحرر من المعارك الايديولوجية الهووية و المؤمن بالديمقراطية و احترام ارادة الشعب . اليسار التونسي الحقيقي هو يسار جورج عدة و جيلبار النقاش و العياشي الهمامي و ليس يسار كراسات دار التقدم السوفياتية التي اصبحت في المتاحف الروسية . كاتب و محلل سياسي