قراءة: 2 د, 55 ث خالد الهرماسي حتما العالم قبل وباء كورونا ليس هو بعده و هذا أصبح أمر واقع أسقط حسابات كل الأنظمة التي تنتهج سياسة التوحش الاقتصادي و الاجتماعي لهذا هرع كل زعماء القوى التي كانت تعتقد أنها عظيمة و العظمة لله وحده لا شريك له إلى طلب النجدة و إعلان حالة الاستنفار القصوى من هول هذا الوباء الذي لا يعلم سره الا الله سبحانه و تعالى ليخرج زعماء و رؤساء على غرار الرئيس دونالد ترامب و إيمانيول ماكرون و إنجيلا ميركل و الرئيس الصيني و آخرون كلهم يرتعدون خوفًا من تسونامي كورونا و ما بعده خاصة كلنا نعلم أنه إذا كتب لنا الله النجاة فإن الخسائر سوف تكون مدمرة على العالم كله الغني قبل الفقير لهذا يبقى الهدف الرئيسي الآن هو محاصرة الوباء و التقليل من توسعه و انتشاره للحد من الخسائر في الأرواح تونس من هذه البلدان التي ليست في منأى عن هذا الوباء حيث مسنا الضر و نطلب من الله السلامة و كشف الوباء عنا لهذا اتخذت الدولة عن طريق السلط الثلاث التشريعية و التنفيذية و القضائية جملة من القرارات لعل أهمها ما صدر امس في كلمة رئيس الحكومة الياس الفخفاخ لجملة من القرارات و التراتيب الاقتصادية الاجتماعية و السياسية هذه الإجراءات على أهميتها لا يمكن تقييمها و الحكم لها أو عليها إلا بعد نهاية هذه الجائحة و الكرب العظيم لأنه عادة في الأوقات العصيبة و الأزمات الخطيرة تستفيد فقط الا الأنفس الجشعة و المستكرشة التي لا تعترف بالإنسانية و الضمير الحي فقط دينها الدينار و الدولار و منطق الربح و الخسارة على حساب أرواح البشر و لنا في ما فعله رئيس الاتحاد التونسي للصناعة و التجارة سمير ماجول خير دليل على ذلك و تلك قصة لنا فيها عودة بعد انجلاء الابتلاء و دحر الوباء القاتل لان الظرف الآن هو للوحدة الإنسانية قبل كل شئ يبقى أهم قرارات رئيس الحكومة هو العزل الصحي الإجباري و الشامل الذي لا يكفي نظرًا لاستهتار الكثير من التونسيين و عدم الالتزام به و الانضباط لهذا على الدولة المرور الى القوة العامة لفرض تطبيقه و الالتزام به قبل ان تحصل الكارثة لقدر الله و يحدث لنا السيناريو الإيطالي !!! نأتي إلى ما بين السطور في كلمة رئيس الحكومة التي رغم دقة الوضع فإن معركة الصلاحيات لم تغب بل كانت هي أم المعارك ليطلب الفخفاخ و بطريقة ملتوية سياسيًا تحت تأثير مفعول مشروب الكورونا تفويضًا تام و شامل حسب الفصل 70 من الدستور لمجابهة وباء كورونا القاتل و كأني ترسانة القانون التي عندنا تمنعه من ممارسة أداء الواجب هذا الطلب يعتبر غريب و مريب و هو كالسم في الدسم لأنه أولا مقاومة الوباء لا تتطلب تفويض لإرساء مراسيم فقط هي في حاجة لتطبيق ما لدينا من قوانين و بسرعة و بكل حزم الواضح و الصريح أن مسألة الفصل 70 هي غاية في نفس قيسون الذي رغم أن له تحفظات على دستور 2014 مثله مثل حزب التحرير و الحزب الحر الدستور إلا ان لا مانع لديه في الاستحواذ على كل السلطات في ضربة واحدة لتصبح له سلطة كسرى عظيم الفرس!!! خاصة أننا نعلم وضعية رئيس الحكومة الياس الفخفاخ الذي لم يخرج بعد من جلباب شرعية و مشروعية الرئيس لهذا على كل الكتل النيابية عدم اللعب بالنار و تسليم كل السلط في يد واحدة حتى ولو مؤقتا لأنه أصبح واضحا أن قيس سعيد قبل 13 اكتوبر ليس هو قيس سعيد بعد 13 اكتوبر !!! نستطيع بإذن الله مجابهة جائحة كورونا بالنظام الذي أسس له شعب ثورة تونس دون اللجوء إلى صلاحيات إمبراطور حفظ الله البلاد و العباد شر الوباء