وات - أقبل شهر رمضان هذه السنة في ظرف استثنائي يعيشه العالم بسبب انتشار فيروس "كورونا"، جاء الشهر المحبّب لقلوب أهالي الجريد وفي أنفسهم ريبة وشكّ من أن تهجر منتوجات محلّية الأسواق، وأن تغادر عادات ومظاهر احتفالية لطالما كانت مبعث فخر بالنسبة إليهم باعتبارها تميّزهم عن سائر جهات البلاد. خلال شهر رمضان لهذه السنة وعلى غرار السنوات الماضية، تزيّنت الأسواق بمنتوجات الواحة وخاصة المنتوجات الموسمية لفصل الربيع التي توزعت، بحسب أحمد الصحراوي، وهو تاجر لا يبيع على مدار السنة إلا منتوجات الواحة، بين المشمش الذي تنتجه واحات الجريد وكذلك "النبق" وبعض أنواع التمور النادرة كالسيش(تمور دون نواة)، والموز المحلي الى جانب القناوية. ويضيف أن هذه المنتوجات تنتج بطريقة بيولوجية في واحات الجهة ورغم قلتها هذه السنة فإن الاقبال عليها يبقى كبيرا من أبناء الجهة حيث تروّج في السوق المركزية بمدينة توزر، أو مباشرة عن طريق الفلاحين بأسعار الجملة، من ذلك أن سلة المشمش تروّج بين دينارين ودينارين ونصف، في حين يقدّر سعر القناوية المحلية بحوالي 30 دينارا للكلغ الواحد، وبين 10 و12 دينارا بالنسبة الى فلفل الجريد. وليس بعيدا عن السوق المركزية، وفي متجره المخصص لبيع التمور وبعض من منتوجات الواحة الأخرى، يستقبل محمد الطايع حرفاءه، وهو ذاكرة حية لتاريخ الجهة الفلاحي وما كانت تمثله الواحة من مصدر خير ورزق. ويوضح العم محمد أن المنتوجات المتوفرة حاليا تتراوح بين المشمش، والطماطم، البيولوجية الطبيعية وليست ما أسماها بالطماطم المنتجة في البيوت المكيفة، فضلا عن القناوية والفلفل والتوت،مشيرا إلى أنه رغم ارتفاع أسعار هذه المنتجات إلا أنها تشهد اقبالا بسبب رغبة الصائم في تناول منتوجات طبيعية، وفق تصوّره. وخلافا للسنوات الماضية فان المشروب الشهير والأكثر اقبالا وهو مشروب اللاقمي المستخرج من لب النخلة يشهد نقصا في العرض هذه السنة لعدم قدرة الفلاحين على انتاج كميات منه بسبب التزام الجميع بالحجر الصحي الذي حد من تحرك الفلاحين، لتعرف أسعاره ارتفاعا وتصل إلى قرابة 3 دنانير للقارورة الواحدة. وتبقى منتوجات الواحة وجهة الصائم مهما اختلفت الظروف وتنوّعت المنتوجات وفق الموسم، ذلك أنها طبيعية ولذتها مميّزة بما يفسّر الإقبال المكثّف عليها، وفق عدد من رواد السوق المركزية .