كتبه / توفيق زعفوري منذ عشر سنوات أو يزيد و نحن من محطة إلى أخرى، من حكومة إلى أخرى و من "ناقفو لتونس" ل "دولة قوية و عادلة" ، ل " ما ثم حتى حد على راسو ريشة" ، "للشعب يريد" ، و "يعرف ماذا يريد" ، إستهلكنا جميع الشعارات حتى هرمنا.. في تونس من أزمة إلى أخرى، و نحن الآن نعاني أزمة سياسية و اقتصادية و اجتماعية تنظاف إليها أزمة صحية ، اخترنا على امتداد الحكومات المتعاقبة من كنا نعتقد انهم مناسبون في الأماكن المناسبة و انهم الخبراء و لديهم مفاتيح الازمات، جربنا الجميع و الجميع، و لكن لم يكن هناك، تطور، بالعكس تطورنا إلى الوراء، اِقالات بالهاتف لأغلب المسؤولين، مسؤولين كبار على درجة كبيرة من الفساد، تبييض أموال ، إختلاسات ، تهريب، إرهاب و مؤسسات مفلسة أو وقع تفليسها، و فساد يتعاظم و لا أحد قادر على كبح جماح الفساد المتمدد المتعدد الأوجه، آخره تضارب المصالح.. في فرنسا ، استقالت حكومة ادوارد فيليب يوم السبت، و يومها وقع إختيار خلف له، بعد يومين فقط ظهرت ملامح الحكومة، كاملة و اليوم بدأت في العمل، لا وقت لديهم يضيغوه ، اما نحن فقد استغرق انتخاب أعضاء المحكمة الدستوري 4 سنوات كاملة و لازال لم يكتمل النصاب و لم ينتهب كامل أعضائها، نحن لدينا الوقت الكافي لذلك، لسنا على عجلة من أمرنا، يمكن أن ننتخب أعضاء المحكمة الدستورية حتى في آخر عهدة الرئيس الثانية، لا مشكل!!!!.. اغلب القضايا قُبرت أو قبرتها لجان التحقيق، لا شيئ يتحرك في الاتجاه الصحيح، كل شيء يراوح مكانه لا شيء غير الإتهامات المتبادلة و التخوين و التخويف و المناكفات و الإشتباكات و العمل على ما يحبط التونسيين و ينفرهم من السياسة و السياسيين حتى صارت الثقة مهزوزة و منعدمة في الاغلبية الساحقة منهم إلا من رحم ربي.. بدأ الحديث عن إنتخابات مبكرة، و عن إسقاط الحكومة أو الإنسحاب منها، و عن تنقيح القانون الانتخابي ، و عن تغيير النظام السياسي برمته، و لا شيء من هذا تقدم قيد انملة.. عفوا ليست قوية و لا عادلة ، هذه دولة هائمة ، نائمة حتى ثورة أخرى تصحيحية...